قرأت في عدد الجزيرة 13647 ما كتبته فاطمة العتيبي في زاويتها (نهارات أخرى)، وكان مدار حديثها عن تحية العلم وعن الوسطية، موجهة نقدها لفئة من المعلمين والمعلمات المجتهدين ممن تصفهم بالتشدد والبعد عن الوسطية، بسبب بعض تصرفاتهم مع تلاميذهم، وقد شدني ما كتبت، وأحببت أن أوضح بعض ما جاء في مقالها إنصافاً وتحقيقاً للعدل، فهي انتقدت المعلم الذي علّم طالبه أنّ تحية الإسلام وتحية أهل الجنة هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وليست صباح الخير ومساء الخير، وهو محق في ذلك، لأنّ البدء بالسلام مقدم على هاتين التحيتين المباحتين ولا محظور فيهما، وأيضا توجيه النقد للمعلمة التي علّمت طالبتها أنّ الموسيقى حرام، وهي على حق لأنها استمدت فتواها من كلام الباري جل وعلا ومن قول المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأقوال العلماء الأجلاء، وهي مجتهدة فيما علّمت به طالباتها، ومما جاء في مقالتها الدعوة للوسطية وهذه بلاشك دعوة طيبة وكلنا ندعو لها وننادي جميع المسلمين بالتمسك بالوسطية، بل إنّ الله قال لنا: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...} الآية. ولكن ما الوسطية، إنها كما عرّفها بعض العلماء أو اختصرها بمقولة (لا إفراط ولا تفريط)، وما أجمل وأروع الوسطية الصحيحة الموافقة للشرع المطهّر، وهذا ما أحببت أن أشارك به الكاتبة، وأوضح بعض ما جاء في مقالها، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.