يشير المثل أعلاه إلى الذين يشغلون أنفسهم بأمور غيرهم.
وهذا المعنى ينطبق بحذافيره على انشغال الإعلام طوال الأيام الماضية بالأكذوبة التي اصطنعوها حول عميد لاعبي العالم محمد الدعيع (؟!).
** بين من يفلسف الأمور على هواه، وبين من يتحدث عن أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن بين جريتس والدعيع ماصنع الحداد ما أدى إلى عدم الاستعانة به في مباراة الفيصلي (؟!).
هذا رغم أن المدرب قد أوضح مبررات ذلك الإجراء الفني.. كما هو الحال بالنسبة للدعيع الذي أوضح الأسباب من جانبه وبالتالي فلم يعد (للملاقيف) سوى ممارسة الثرثرة وتهويل الأمور، والذهاب بها إلى أبعد مدى ممكن (؟!).
خاصة وأن المسألة برمتها صناعة إعلامية بحتة كان يمكن أن تظل في إطارها وحدودها من خلال الاكتفاء بتوضيح المدرب.. لولا أن اللهث خلف اختلاق الإثارة الرخيصة عند بعضهم.. والرغبة بالعمل على زعزعة الأمور النموذجية داخل الفريق الأزرق لحساب النصر عند بعض الآخر.. هي من ظلت تذكي روح التصعيد والنفخ في رماد الأكذوبة (!!!).
وحتى لو افترضنا جدلاً بأن بين جريتس والدعيع أو أي لاعب آخر في الفريق ما استدعى المدرب لممارسة صلاحياته وتطبيق سياسته المتمثلة بفرض أقصى درجات النظام والانضباطية.. وهي السياسة التي أشاد بها الإعلام كثيراً وتحدث أكثر عن نجاعتها وثمارها، وطالب بتعميمها على الأندية كي تعم الفائدة.. ثم نتفاجأ بأن الإعلام ذاته يناقض نفسه من خلال محاولة الضغط على جريتس ومطالبته بالتخلي عن تلك الميزة (؟!!).
حتى والدعيع والجابر يظهران على الهواء مباشرة وعلى رؤوس الأشهاد، ويقسمان بأغلظ الأيمان بعدم حدوث أي شيء مما ظل يلوكه الإعلام على مدى أسابيع، ومع ذلك ظلت بعض الأبواق تمارس إفكها وهي تعلق على يمين الجابر والدعيع عبر التمسك بقناعتها، وأن في الأمر (إن).. أي عدم الاقتناع بذلك القسم، وهذه مصيبة (؟!!).
بصراحة وبكل أمانة: هذا النوع من الإعلام غير الأمين لا يمكن أن يساهم في نهضة كرتنا طالما هو على هذا القدر من التلون وإخضاع المسائل للأهواء والميول على حساب الحقيقة والأمانة، وعلى حساب المهنية وقيمها السامية سواء كان بداعي الرغبة في الإفساد، أو كان بداعي العمل لمصلحة أطراف ضد أخرى (؟!!).
خدعوك عندما توجوك؟!
مع كامل احترامي وتقديري للفريق النصراوي أرى أنه قد ابتلع الطعم بالهناء والعافية وأنه أخفق في التعامل الأمثل مع المرحلة الراهنة، عندما استسلم وسار مغمض العينين خلف نوعين من الإعلام.
الأول: مستفيد عمل على صناعة هالة صفراء ضخمة بغرض استغلال حالة الحرمان النصراوي من البطولات مدة طويلة، كفرصة تسويقية رابحة قد لا تتكرر.. ولاسيما وقد جنى ثمار التهافت الجماهيري النصراوي الهائل خلف وسائل الإعلام المختلفة، وبالتالي تحقيق عوائد مادية ممتازة استفادت منها حتى القنوات التي تبث من خارج الحدود.. ما أغرى ذلك النوع من الإعلام يتمادى ويطور من أدواته الخداعية ويذهب بعيداً في تهويل إمكانات الفريق إلى درجة الإيهام بسهولة تتويجه بالألقاب قبل أن يشتد عوده ويكتسب شخصية ومقومات البطل المؤهل.. سواء عن طريق الترشيحات أو بدونها (؟!).
الثاني: بين متزلف ومتعطش ومنجرف.. فكان من الطبيعي ألا تستطيع هذه الأطراف ولاسيما وهذه أدواتها ومرتكزاتها.. أن تكون أمينة في تصوراتها وتقييمها للأمور.. لذلك دلقت رؤاها ومشاعرها هكذا دون وعي (؟!!).
وهو ما دعا كابتن الفريق بالقول على الهواء عقب الفوز على الاتحاد (إذا جاءت بطولة الدوري خير وبركة) رغم المسافة الشاسعة التي تفصل بين الفريق النصراوي والمتصدر حينذاك.. ما أعاد للأذهان تصريح أحد حكماء الفريق النصراوي قبل موسمين عندما راهن وتعهد بتحقيق بطولة الدوري في الوقت الذي يحتل فيه الفريق المركز الحادي عشر في سلم الترتيب.. فضلاً عن قرب انتهاء مراحل التنافس الموسمي.. وهو الموسم الذي كاد الفريق أن يهبط إلى الدرجة الأولى لولا (...) (؟!!).
مشكلة النصر مع هؤلاء الذين بالغوا كثيراً - لسبب أو لآخر- في خداعه وإيهامه بأنه بات في حالة من التأهيل التي تمكنه من الظفر بالبطولات الكبرى استناداً إلى كسبه للهلال في المباراة الدورية كمقياس، وبالتالي فقد أضحى الطريق سالكاً لإزاحته من مسابقة كأس سمو ولي العهد هكذا بكل سهولة، إلى درجة التفكير في النهائي أكثر من التفكير في لقاء الهلال.. وهم بذلك كمن يضع ملاكما بإمكانات وحجم اليمني (نسيم حميد) في مواجهة اسطورة ا لملاكمة (محمد علي)، وهنا تكمن المعضلة (؟!!).
على أن ما تقدم لا يعني بأي حال الانتقاص مما حققه الفريق الأصفر هذا الموسم من عطاءات طيبة قياساً بالسنوات الماضية، وإنما يعني حاجة الفريق إلى الكثير كي يكون في مستوى مقارعة الأبطال وانتزاع البطولات بالأفعال لا بالأماني والأقوال.. هذا ما قصدته والله من وراء القصد.