لا أعلمُ ماذا أكتب..
فكلماتي تحتبس الأنفاس..
وأصبحت لا تُحاكي واقع الناس..
ولا يوجدُ بها رقة ولا إحساس..
فمشاعري ميتة..
وأحاسيسي أصبحت متقيدة..
وروحي أصبحت على أرواح الحُزن مُتسيدة..
فبالأمس فرح وسرور.. وها نحنُ اليوم نبكي لفراق غال..
غال بكت من أجله كل آمالي..
وبكت من أجله مفكرتي وأقلامي وحتى خيالي..
صُعقنا.. وبالبكاء انفجرنا..
ولكن تعلمنا..
إن الحياة ليست إلا (متاعٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)..
وقفت على تلك الأطلال حزينة..
ترادفني كلمات ومعان طعينة..
وشيطانٌ هواجسه لعينة..
وآلام أصبحت في قلوب منزلنا سكينة..
ودموع أصبحت لفراق (أبي) رهينة..
فلا يسعنا إلا الدُعاء للروح الأمينة..
بفراقك تمر الأيام..
ونراك في الأحلام..
وندعو لك في القعودِ والقيام..
وندعو والناسُ نيام..
فلا ينفعُ الآن نزف الكلام..
ولا ينفع القيل والقال..
والبكاء على الأطلال..
سِوى الدُعاء على كل حال..
رحل (أبي) ولكن خلفنا رجال..
يطيبُ بسماع صوتهم البال..
وبعطفهم تقولُ الأرضُ ذوبي يا جبال..
الحمدُ لله حمداً طيباً مُباركا فيه..
الحمدُ لله ولا غيره له العلم نشتكيه..
فالأرضُ والسماءُ تبكيه..
والجبالُ والأشجارُ ترتجيه..
فإن الله واسع الرحمة فلا رجاء غيره أبتغيه..
اللهم أدخل (أبي) جناتك..
واجعل أبناءهُ مشغولين في طاعاتك..
اللهم ارحمنا برحمتك..
وأعطنا عافيتك..
ووفقنا لما تُحب وترضى..
هذا هو ما جال في خاطري من كلمات..
فأنا لا أحب البلبلة وثرثرة التفاهات..
ولا أحبُ عقولاً بالنزفِ متحجرات..
سِوى أنني أمسِكُ قلمي وأكتُب ما يحدثُ لي من فرح وسعادة وحزن وآهات..
كلماتي ها قد انتهت.. مثلما ابتدت.. ولكم تحياتي قد اهتدت.