على الرغم من تعدد وتنوع بطولات الهلال وبلوغه رقماً قياسياً أبعده عن أقرب منافسيه الاتحاد بـ(18) بطولة إلا أن له في كل بطولة عنوان جديد وإبداع مختلف وقصة عشق مدهشة، سمة ينفرد بها عن غيره وماركة موسمية مسجلة باسمه لإنجازات لا يجيدها أحد سواه..
في دوري (زين) أرادها الهلال كعادته بطولة راقية مميزة متناغمة مع شخصيته، مطابقة لمواصفاته، علامة فارقة لاسمه ورسمه وتاريخه، فتحقق له ما أراد بالأفعال لا بالأقوال، وبالأرقام لا بالأحلام، وبالتخطيط المدروس والعمل باحترافية والبذل بإتقان استطاع أن يصنع لنفسه وللكرة السعودية ملمحاً جميلاً وأسلوباً مبهراً نحتاجه جميعاً في كيفية التعامل مع النفس والآخر والوقائع وفي فن الإدارة والتدريب وفهم الواقع وقراءة المستقبل.
نحن أمام مقومات نجاح ومقدرات إنتاج وعطاء لا تتوفر إلا في ناد كالهلال، فهو المتفرّد بلقب نادي القرن وبجماهيره الحاشدة وبأعضاء شرفه ورجاله الداعمين الأوفياء المحبين للكيان وليس لمصالحهم وعلاقاتهم ومكاسبهم الشخصية، وهو وحده الذي يرأسه ويديره ويدعمه ويخطط له رجل بعقل وفكر وثقافة وأخلاق ونبل الأمير عبد الرحمن بن مساعد، ويعاونه بدهائه ومعرفته وخبرته وحنكته الأمير نواف بن سعد، ويقوده فنياً العالمي الشهير ايريك جيريتس وإدارياً اللامع والمتمرس والجماهيري سامي الجابر، ويتألق بوجود العميد العملاق محمد الدعيع ونخبة من النجوم الدوليين المحليين والعالميين..
أخيراً أتمنى من البعض أن لا يضغطوا ويطالبوا أنديتهم المفضّلة باتباع خطوات الهلال وتحقيق نفس إنجازاته في الوقت الذي لا تملك فيه هذه الأندية القليل من إمكانات وظروف وأجواء الزعيم..
ضريبة التغيير
ليست المشكلة في أن يكون لدينا أخطاء وإنما في عدم الاعتراف بها وبالتالي الفشل في اكتشافها ثم تشخيصها وإيجاد الحلول المناسبة لها..
في المنتخبات واللجان والمسابقات والملاعب والأندية وغيرها لا شك أن هنالك جهوداً جبارة وإنفاقاً حكومياً كبيراً وحماساً حقيقياً واسعاً ورغبة جادة من القيادة الرياضية في تطوير الكرة والرياضة السعودية عموماً والحرص على أن تحقق أفضل الإنجازات بدليل ما نراه من تحركات وقرارات وردود أفعال رسمية بعد أي إخفاق أو تجاوب وتفاعل مع وجهات نظر وانتقادات الجماهير والإعلام والرأي العام، لكن رغم هذا كله نجد الأخطاء تتكرر وتكبر وتزداد تعقيداً بسبب الاعتماد على القرارات الاجتهادية والحلول الوقتية مثلما حدث مؤخراً في التشكيل الجديد للجنة الحكام الرئيسية التي أجزم أنها لن تختلف كثيراً عن سابقتها طالما أننا لم نهتم أساساً بمعرفة العلة الحقيقية التي أدت إلى فشلها، وكذلك لأن الثقافة والتوجهات والتوجيهات والأفكار من خارجها لم ولن تتغير..
علينا في هذه المرحلة الحساسة والمهمة التي نتطلع فيها إلى التغيير نحو الأفضل أن نعيد النظر في آليات اختيار اللجان وضبط أدائها وتنظيم لوائحها لتكون قادرة على صنع التطوير الذي نريد..
* * *
* يظل الأمير عبد الله بن مساعد رمزاً نادراً ونموذجاً رائعاً لعضو الشرف الباذل بجد والداعم بعقل والمحب بصدق لناديه الهلال.
* لا أظن أن هنالك نصراوياً متعقلاً وفاهماً سيسمح لنفسه بالمغامرة والدخول في مواجهة محسومة ومنافسة غير متكافئة مع رئيس المرحلة ومحبوب الجماهير النصراوية الأمير فيصل بن تركي..
* إذا أراد اتحاد الكرة تطوير الحكم السعودي والخروج به من أزمته فليقرأ ويستفيد مما كتبه بأسلوب مؤثّر ومعبِّر وبتجسيد مباشر الزميل الأستاذ أحمد الرشيد الأسبوع الماضي تحت عنوان (يوم في حياة حكم).
* لا يمكننا الاقتناع بأن غياب الحارس الأفضل وقائد بطل الدوري وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع عائد لأسباب فنية..
* نتمنى أن المنتخب المصري الشقيق قد حافظ البارحة على لقبه وحاز على بطولة قارية غالية يستحقها ثمناً لتألقه..
* وهناك في أنجولا قدَّم المصريون لنا من جديد دروساً في روح العطاء وقوة الانتماء، وفي إعطاء كامل الصلاحيات وقرارات الاختيار والتجديد للمدرب وحده دون تأثير أو تدخل من أحد.
* برأيي أن عيسى المحياني لم يلعب حتى الآن في مركزه كمهاجم صريح ولم يمنح الفرصة الكافية لإثبات نجوميته..
* البرازيليان فيكتور ومارسينهو صفقة رابحة وإضافة فنية عالية انتظرها الأهلاويون طويلاً..
* لم يجدوا كلاماً يخفف عليهم أحزان وأوجاع البطولة سوى الاعتراض على وقت التتويج..
* لماذا لا تقدم أوراق التعاقد مع المحترفين إلا في اللحظات الأخيرة من فترة التسجيل؟!