نحن من عشاق البراري مهما كان لدينا من الحدائق والمنتزهات.. ومهما ملك البعض من الاستراحات والمزارع.. ومهما كانت الفرصة أمامه أن يتنزه في الحدائق أو أماكن التنزه.. ومهما كان لدى البعض من مشاغل والتزامات فإن البر له طعم آخر.. وبالذات في هذا الوقت من العام.
- البر.. له طعم.. وله نكهة.. وله معنى وقليل من الناس لن يستغني عن كشتة أو رحلة حتى لو كانت مرتين أو ثلاث مرات في السنة.. ومنهم من يكشت أسبوعياً من ظهر يوم الأربعاء حتى مساء الجمعة وهو مخيم أو متنقل من مكان إلى مكان في هذه البراري الواسعة.
- فهناك كشتات الغروبية.. وهناك كشتات العوائل.. وهناك التجمعات العائلية.. وهذا.. ليس موضوعي.. لأن موضوعي ينحصر في.. كيف حولنا البراري إلى مزابل؟
* كيف تحولت هذه الأراضي البكر الجديدة الجميلة.. إلى (مكب) إلى محلات تمتلئ بالمخلفات؟
- البراري والمنتزهات حول بعض المدن.. تقوم بعض البلديات بجهود مضنية لتنظيف البراري حولها.. لترسل سيارات وعمال البلدية أسبوعياً أو في الأسبوع مرتين لتنظيف البر.. مما علق به من مخلفات أو زبايل يتركها المتنزهون.
- تذهب إلى أي مكان في البر.. فتجد المخلفات تنتشر هنا وهناك.. وأسوأ من ذلك.. من يتعمد تكسير الزجاج في البر.. أو يترك مخلفات الذبائح.. فتتصاعد الروائح الكريهة لأشهر من هذا المكان أو ذاك.
- البراري.. لم تعد مريحة.. والوعي لدى الناس متدنٍ.. فبعضهم يفهم من البر أن من حقك أن ترمي فيه كل شيء.. وأن تحوله إلى مزبلة.
- مرتادو البراري (أو أكثرهم على الأصح) يجمعهم شيء واحد.. وهو غياب الوعي.. وغياب المسؤولية والأنانية.
- تسير بسيارتك.. فتسقط كفراتها في (برميل مندي) وما أكثر براميل المندي الموجودة في البراري.. بل قد يسقط فيها طفلك ويموت وأنت لا تدري عنه.. خصوصاً أن بعض هذه البراميل تمتلئ بالمياه إذا جاءت الأمطار والسيول.
- تذهب إلى (الصمان) وإلى أبعد مكان في الربع الخالي.. فتجد هذه الأيادي العابثة قد امتدت إليه.. وتجد المخلفات تنتشر هناك.
- ماذا لو أن كل واحد من هؤلاء المتنزهين أقول لو!! كان معه كيس (زبالة) يجمع فيه كل مخلفاته ثم ينطلق بها بعد عودته إلى أقرب مكان تجمع فيه المخلفات.. ثم يضعها فيه ويحافظ على نظافة وجمال البر؟
- هو.. له أجر إن شاء الله.. على هذا العمل لو عمله.. إنه من إماطة الأذى عن الطريق.. وهذا العمل صدقة.. وفي المقابل.. قد تكون مخلفاتك هذه.. سبباً في أذية مسلم أو إلحاق ضرر كبير به؛ خصوصاً.. إذا كانت من النوع الضار.. كالزجاج مثلاً.
- متى نملك مثل هذا الوعي؟!
- أعتقد.. والله أعلم (إذا حج البقر على قرونه (كما يقول العوام!!).