Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/01/2010 G Issue 13638
السبت 15 صفر 1431   العدد  13638
 
فقيد الرس
صالح بن عبد الله الزرير التميمي

 

بقلوب حزينة.. وبالدموع الغزيرة.. تلقى الجميع في محافظة الرس.. وفي غيرها.. نبأ وفاة الوالد صالح بن مطلق الحناكي -رحمه الله-.. وقد خيّم على الجميع الحزن.. واغرورقت العيون بالدموع، وحيال هذه المصيبة لا نملك إلا أن نقول:

{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، و{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ}، والحمد لله على كل حال فنحن منه وإليه، ولا راد لقضائه، و{إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، وهكذا الدنيا نزول وارتحال.. وكل حي فيها مرده للفناء.. ولن يبقى إلا وجه الله ذو الجلال والإكرام، ولا شك أن وفاته مصاب وخطب جلل.. استبدل الأفراح بالأتراح وحوّل نور الرس إلى ظلام، كيف لا ومكانته في قلوب الصغير والكبير.. والذكر والأنثى عالية.. والكل يكن له المحبة والتقدير، فهو أبو اليتامى والمساكين والضعفاء ببره وإحسانه وجوده وفضله وكرمه، وكم من محتاج سيفقد صدقته وزكاته.. وسيبكي عليه وعلى رحيله، ومن يتأمل في سيرته العطرة.. يجد كل خير.. وسيراه في صحائف أعماله يوم لا ينفع مال ولا بنون، إذ إن له من أعمال البر الكثير داخل المحافظة وخارجها.. وما قدم للقرآن وأهله.. أكبر دليل على حبه للخير وحرصه على تعليم أبناء المسلمين كتاب الله.. فجمعية تحفيظ القرآن الكريم في الرس تدين له بعد الله بالفضل الكبير.. فقد قدم الكثير للجمعية ودعمها بماله وحضوره ومتابعته الدائمة ووقفاته المشرفة، بل كل أبواب الخير طَرقها، وقدَّم للرس وأهلها ما يبيّض الوجه.. ويُشرِّف من دعم لمشاريعها.. وحب لأهلها، فهو الرجل الكريم، الطيب، الشهم، المتواضع، المحبوب عند من يعرفه، ومن لا يعرفه، فقد جلست معه كثيراً.. وسعدت بحديثه الشيق الذي لا يمل، فهو صديق والدي الذي يحرص على زيارته والأنس برؤيته بين الفينة والأخرى، ومهما تحدثت عن أفضاله وحسناته التي لا تُعد ولا تُحصى فلن أصل إلى الوفاء بحقه.. لأنه رجل بمعنى الكلمة.. وفقده هز مشاعر القريب والبعيد، ولا تفيه أسطر قليلة.. ولا حتى آلاف الصفحات المملوءة بالكلمات المجيدات، ولكن حسبي أني أشرت إلى ذلك بإشارات يسيرة.. بها أظهرت عمق حزني على رحيله.. وعلى فقد إنسان عزيز وغالٍ على الرس وأهلها.. بل وفي خارجها، وبيَّنت فيها غيضاً من فيض من جميله وعرفانه، فاللهم ارحم شيخنا أبا مطلق برحمتك التي وسعت كل شيء.. واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومآله إلى جنات النعيم، واجبر عزاء أبنائه وأقربائه ووالدي، وأهل الرس عموماً بفقده، وألهم الجميع الصبر والسلوان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد