Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/01/2010 G Issue 13631
السبت 08 صفر 1431   العدد  13631
 
استراتيجية جامعة القصيم
د. عبدالوهاب بن منصور الشقحاء

 

تلقيت دعوة معالي مدير جامعة القصيم رئيس مشروع الخطة الاستراتيجية للجامعة بشأن ما تعتزمه الجامعة من إكمال الخطوات اللازمة لبناء الخطة الاستراتيجية للجامعة بعناصرها المختلفة، وفق المنهجية العلمية...

...والاعتبارات المهنية في ضوء أعلى المعايير محلياً ودولياً، وبما يعزز وينمي قدرات الجامعة وإمكاناتها ومزاياها التنافسية وإسهاماتها العلمية والبحثية والخدماتية لمؤسسات المجتمع ومنظمات الأعمال، وما رأته قيادات الجامعة من أن أولى تلك الخطوات تتمثل في استطلاع توجهات قيادات المجتمع تجاه تحليل البيئة الداخلية والخارجية للجامعة؛ لاستخلاص التصورات المبدئية لصياغة رؤية الجامعة ورسالتها وقيمها المؤسسية وأهدافها، وما رآه معالي رئيس مشروع الخطة الاستراتيجية للجامعة من أهمية مشاركة من لهم إسهامات مجتمعية فاعلة لحضور ورش العمل الخاصة ب(قيادات المجتمع للخطة الاستراتيجية للجامعة) التي عقدت في قاعة الرواد بعمادة التطوير الأكاديمي وكان عددها أكثر من أربع عشرة ورشة عمل، وقد كان لي الشرف بأن أكون أحد المشاركين في حضور إحدى هذه الورش، ولعل أول ما تبادر إلى ذهني عند وصول خطاب المشاركة هو هذه النقلة النوعية في تفكير قادة مؤسسات المجتمع المهمة كالجامعات، إذ إنه من الملاحظ في أغلب قياداتنا الحكومية أن أسلوبها يتمثل في السيطرة المطلقة والتفرد التام فيما يتعلق بصنع القرار ورسم الخطط المتعلقة بطبيعة العمل فيها، حيث تحدد الأهداف وترسم الخطط بمعزل تام حتى عن ذوي العلاقة من منسوبي الجهاز الحكومي نفسه ويقتصر دورهم على عملية التنفيذ الحرفي للقرارات؛ ما يتسبب في كبح القدرات والمواهب الموجودة في هذه المؤسسات سواء التعليمية أو غيرها بينما دللت هذه الدعوة على وجود قيادة إدارية فاعلة بجامعة القصيم، تهدف إلى إيجاد مناخ إبداعي يفضي إلى الإنتاج وتفاعل قيادات المجمع مع هذه المؤسسة التعليمية وبالتالي على المجتمع المتلقي لخدماتها، لذا فإنه يحق لي أن أؤكد أن معالي مدير جامعة القصيم رئيس مشروع الخطة الاستراتيجية للجامعة الأستاذ الدكتور خالد عبد الرحمن الحمودي يتصف بصفات القائد المبدع المتمثلة في تشجيعه على إثارة وتعزيز الاستعداد والروح الإبداعية لدى الأفراد العاملين معه؛ من أجل خلق وتهيئة المناخ المفضي والمعزز لمفهوم الإبداع في كيان الجامعة ولدى العاملين فيها من جراء دعم التفاعل والانسجام بينهم للوصول إلى تفكير استراتيجي للجامعة يمكنها من رؤية أهدافها البعيدة المدى، ومن ثم وضع خطط مستقبلية للتطوير والتغيير ومعرفة مدى قدرة الجامعة على تحديد احتياجاتها المستقبلية من حيث أدائها واتساع نطاق خدماتها والعمل على معالجة الصعوبات التي من المحتمل أن تواجهها وكيفية التغلب عليها، ولعل إشراك العديد من قيادات ومفكري المجتمع بالمنطقة من الجنسين، على الرغم من أن جامعة القصيم تزخر بالقيادات الإدارية والكفاءات العلمية المشهود لها محلياً وإقليمياً والتي هي قادرة على عمل تلك الخطة الاستراتيجية بنفسها إلا أن نهج معالي مدير الجامعة رئيس مشروع الخطة الاستراتيجية في تبني عدم الاستئثار بالرأي وإتاحة مشاركة الجميع من أجل الوصول لأعلى المعايير محلياً ودولياً لهذه الخطة ولإضفاء مزيد من الفاعلية عليها جعل مسؤولية تصميم وإعداد الخطة الاستراتيجية مسؤولية جماعية يتحمل إعدادها الملقي وهو الجامعة والمتلقي وهم شرائح المجتمع من طلبة وأعضاء هيئة التدريس وأولياء أمور ورجال أعمال وسيدات الأعمال ورجال فكر وسوق العمل وبالتالي المجتمع كله؛ ما يجعل عوامل نجاح الخطة الاستراتيجية المقترحة كبيراً، ويذكر الدكتور إبراهيم علي الملحم أستاذ الإدارة العامة المساعد بمعهد الإدارة العامة بالرياض في دراسة له بعنوان مدخل إلى التخطيط الاستراتيجي ما نصه: ( ليس هناك عدد معين للأشخاص الذين يجب إشراكهم في إعداد وتنفيذ الخطة الاستراتيجية إلا أن التخطيط الاستراتيجي يؤكد أهمية مشاركة أكبر عدد ممكن من العاملين في مختلف المستويات الإدارية للمنظمة في مراحل إعداد وتصميم وتنفيذ الخطة الاستراتيجية، لأهمية ذلك على التزام العاملين بالعمل على تحقيق الأهداف الرئيسية للخطة وبالتالي نجاح الخطة)، ثم يبين فوائد التخطيط الاستراتيجي بقوله إنه:

1- أسلوب منظم للتعامل مع المستقبل.

2- التعرف على الفرص المتاحة والعمل على استغلالها والتعرف على التهديدات المحتملة والعمل على تفاديها أو التقليل من آثارها.

3- التعرف على مصادر القوة والضعف في المنظمة وتحليلها.

4- وضع المنظمة في معرفة احتمالات المستقبل مما يساعد المديرين على التكيف مع المتغيرات الجديدة.

5- يساعد المديرين على وضع الأولويات للتعامل مع القضايا الرئيسية التي تواجه المنظمة.

6- يجعل المنظمة تعرف نفسها أكثر وما هو مطلوب منها إنجازه وما هي إمكاناتها.

7- يوفر طريقة أفضل لتوزيع الموارد.

8- يعطي المديرين طريقة واتجاها متفق عليهما لتتبعهما.

9- يبني نظام الضبط الإداري في المنظمة.

10- يشجع التصرف الإيجابي في العمل وليس رد الفعل.

11- يزود المنظمة بنظام أفضل لتقييم الأداء.

12- يتيح لكل منسوبي المنظمة المشاركة في إبداء وجهة نظرهم في تحديد أهداف المنظمة ومن ثم رسم الخطة الاستراتيجية وتنفيذها مما يولد لديهم الشعور بالمشاركة وتحقيق درجة من الرضاء.

13- يساعد المديرين على الحصول على الدعم المناسب والمحافظة على نفس المستوى من الدعم من قبل الإدارة.

14- يساعد على كفاءة الأداء في المنظمة.

ولعل إدارة جامعة القصيم قد ذهبت إلى أبعد مما هو متعارف عليه حالياً وذلك بإشراكها لجميع شرائح المجتمع في إعداد خطتها الاستراتيجية للسنوات العشر القادمة من 1432هـ- 1442هـ لذا فإن مقولة (إن الأشخاص القياديين يخلقون منظمات ناجحة وقيادية) تنطبق على وزارة التعليم العالي ممثلة في وزيرها ونائبه ومدير جامعة القصيم. وبناء عليه فإننا نبشر بجامعة رائدة تحت إشراف وزارة أثبتت انطلاقها من قيود الروتين والبيروقراطية الإدارية التي تعني الانفراد بالسلطة المطلقة إلى ما يعرف بالمؤسسة المثالية التي يعرفها صاحب هذه النظرية (فايبر) بأنها (حالة الوصول إلى مؤسسة تكون فيها علاقات السلطة مدروسة مسبقاً بأسلوب علمي، ومقرة كتعليمات رسمية ملزمة يعمل الكل على تنفيذ هذه التعليمات مما يحقق الاستقرار والثبات لهذه المؤسسة حتى لو تغير أفرادها جميعاً).





dr-a-shagha@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد