من يأتي غريباً إلى ملعب المباراة التي جمعت فريقي الفتح والهلال في دوري زين السعودي للمحترفين على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالهفوف ويشاهد جماهير الفريقين فسوف يجزم يقيناً أن الفريق المحلي هو الزعيم الهلالي وأن فريق الفتح هو الضيف في هذا اللقاء فملعب المباراة بأكمله اكتسى بالحلة الزرقاء بينما اكتفت جماهير الفتح بالتواجد في المدرج الخاص بها على يمين المنصة.. وليس غريباً أن يحدث ذلك فمن يلعب هو زعيم أكبر قارات الأرض وفريقها المتوج بلقب القرن الآسيوي والشعبية التي اكتسبها جاءت تتويجاً لتاريخه الممتد عبر التاريخ المرصع بالبطولات والإنجازات فيما الطرف الآخر في اللقاء وهو فريق الفتح من المبرز جاءت إطلالته في هذا الدوري لأول مرة عبر تاريخ امتد لأكثر من 52 عاماً وما يحدث في الأحساء ليس قلة وفاء من قبل جماهيرها لفريق الفتح كما يدعي البعض ولكن هي قمة العطاء لفريق الهلال الذي صنع أمجاده على مدى تاريخه وعلى امتداد الزمن فالجماهير التي حضرت لملعب المباراة لم تكن جماهير الهلال في الأحساء فقط ولكنها جماهيره الممتدة عبر الخليج حيث أتت من قطر ورفعت العلم وأتت من كل مكان في الخليج لتساند زعيم القرن فأينما يحل الهلال فتعتبر أرض الزعيم.

وما الحديث الذي أدلى به سمو الأمير نواف بن سعد نائب رئيس الهلال إلا وفاءً لجماهير الهلال بالأحساء عندما قال أزعجتني شائعة نقل المباراة إلى الرياض مبدياً رغبة الهلاليين بالحضور إلى الأحساء وأداء المباراة على أرضها إرضاءً لجماهير الزعيم الأوفياء وسموه على يقين بأن الهلال لم يذهب بعيداً فقد حل الهلال بين جماهيره التي وقفت بقوة وساندته وشدت من أزره وبالتالي قدم الإبداع الذي وصل إلى درجة الإمتاع فشكراً للزعيم ما قدمه في هذا اللقاء وتوجه بأربعة أهداف.