القويعية - خاص بـ «الجزيرة» :
أكد فضيلة رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة القويعية الشيخ محمد بن عبد الرحمن الهويمل أهمية رسالة الجمعيات تجاه أبناء وبنات المملكة، لأنها تطبق مبدأ القدوة الحسنة وقدوتنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، داعياً إلى حفز الطلاب على التحلي بأخلاق وآداب القرآن الكريم، وإيجاد المعلم القدوة الذي يمثل أحد أبرز الوسائل للتأثير على الطلاب، منوهاً بالإنجازات التي حققتها الجمعيات حيث زيادة عدد الملتحقين بها عاماً بعد عام مما يؤكد حرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم وبناتهم بحلق التحفيظ لشعورهم بالأمان والراحة والعمل الكبير الذي يُقدم لأبنائهم وبناتهم، لتعليمهم كتاب الله.
وأثنى الشيخ الهويمل على حرص الطلاب والطالبات على الحفظ والعناية بكتاب الله تعالى، وقال: إن هذا دليل على وعيهم لنشر هذه الثقافة بينهم، وكذلك حرصهم على دينهم في جميع المجالات مما يعكس حرص الأهالي وأولياء الأمور على المتابعة والمساندة لأولادهم وبناتهم لنيل الفوز والحصول على المراكز العليا، مطالباً أصحاب الفضيلة المشايخ الدعاة وخطباء الجوامع وطلبة العلم بتحصين الشباب وتوعيتهم، وتبصيرهم بخطورة الأفكار المنحرفة الهدامة العقدية والسلوكية التي تستهدف شباب الوطن وأبناء الأمة، وبرعاية العلم والدعوة، ونشر العقيدة الصحيحة، ودعم الأنشطة والبرامج الاجتماعية، والتعريف بالإسلام ومفهوم الوسطية والاعتدال.
من جهة أخرى، قال رئيس جمعية تحفيظ القويعية - في حديثه ل «الجزيرة» -: إن المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات - التي ينتظم عقد دورتها الثانية عشرة في مدينة الرياض شهر جمادى الأولى القادم من العام الجاري 1431ه اكتسبت أهمية كبيرة، خصوصاً مع المتابعة الشخصية من لدن سمو صاحب الجائزة -حفظه الله- بالإضافة إلى كونها مجالاً لرفع مستويات الأداء في إجادة وإتقان تلاوة وحفظ القرآن الكريم، وأنها مجال تربوي كبير لأبنائنا وبناتنا، واصفاً المسابقة بأنها نوع من أنواع الحفظ الذي يفيد الجميع.. ويكفي أنها تُعنى بالقرآن الكريم، مبيناً أن من فضل الله عز وجل على هذه البلاد أن ولاة أمرها وأهلها أولوا عناية كبيرة بالقرآن الكريم، وهذا يظهر جلياً وواضحاً من خلال دعم الجمعيات في جميع مناطق المملكة في المدن والقرى والهجر، فقد احتضنت الدولة -وفقها الله- هذه الجمعيات ورعتها مادياً ومعنوياً، وعملت على رعايتها وتطويرها ومتابعتها.
وأفاد فضيلته أن المسابقات القرآنية حفزت الطلاب على المزيد من بذل الجهد والإقبال على القرآن الكريم، كما أعطت تقويماً دقيقًا لمستوى الحلقات تفاعلاً ونشاطاً وإنتاجاً، وعرفت الأهالي وأولياء أمور الطلبة بالجمعيات وأنشطتها، وأطلعتهم على ثمارها اليانعة، وبتذكير الحافظ والحافظة دوماً بتقوى الله والإيمان به، والعمل الصالح والنية والصبر والمثابرة، وتطبيق ما جاء في شرع الله.
وتطرق الشيخ الهويمل إلى أن مشكلة ندرة وجود الحكام - ذكوراً وإناثاً - عند إقامة المسابقات القرآنية، وقال إنه يمكن حل هذه المشكلة عن طريق تكثيف الدور الإعلامي لهذا الجانب قد تنتهي مسألة قلة الحكام والحاكمات للمسابقات، كما طالب بالاهتمام بالوقف الإسلامي لتوفير الدعم المالي للجمعيات لأداء رسالتها، والبحث عن التبرعات من رجال الأعمال والشركات والمؤسسات التجارية الداعمة في بلادنا المباركة، ولا بد من تقوية الجانب الإعلامي لدعم الجمعيات وليبرز دورها الإيجابي في المجتمع.
وفي ذات الشأن، قال فضيلته إن المحافظة على طلبة الجمعية من التسرب إلى خارجها يتحقق بالتوعية وكثرة التوجيهات للحفاظ عليهم، والاهتمام الخاص بالطلبة النجباء، وإقامة البرامج والأنشطة المفيدة في جذب الطلاب واحتوائهم والمحافظة على استمرارهم في الجمعية، ووضع الحوافز التشجيعية لهم.
ورأى فضيلته أن السنة النبوية واسعة المجال مما ينبغي الاهتمام بها، وأهمية إقامة المسابقات من ناحيتها، مقترحاً إقامة مسابقة سنوية للطلبة والطالبات لأفضل بحث في السيرة النبوية، أو مسابقات لنصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونحو ذلك.
وعلى صعيد ذي صلة، تحدث الشيخ الهويمل عن فعاليات الجمعية، فقال: إن الجمعية تحتضن حالياً ما مجموعه (2.920) طالباً وطالبة، منهم (1.250) طالبة في مختلف مراحل التحفيظ، ويبلغ عدد الحافظين بها (4) حافظين، كما قامت الجمعية بافتتاح العديد من الحلقات والدور النسائية والمجمعات التعليمية.. كذلك كان هناك اهتمام من رجالات وأعيان ومشايخ البلد بهذه الجمعية عن طريق زيارتها، فقد قام محافظ القويعية مؤخراً بزيارة للمجمع التعليمي.. وكذلك هناك زيارة للشيخ ناصر العمر لمقر الجمعية، كذلك ستصدر قريباً نشرة خاصة بالجمعية، بالإضافة إلى التقرير السنوي الخاص بالجمعية.
وأبان فضيلته أن الجمعية يتبعها المجمع التعليمي الذي تمَّ تأسيسه في عام 1424هـ بحلقة واحدة في مسجد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-، وتتابعت الجهود وعظم البناء -بفضل الله- حتى وصل طلاب المجمع عام 1428 هـ قرابة 120 طالباً، حفظ منهم القرآن 18طالباً.. وقد كان للمجمع الفضل بعد الله في تأهيل عدد من مدرسي الجمعية الذين انتشروا في القطاعات الأخرى والحلق المجاورة، مشيراً إلى أنه في رمضان عام 1429هـ أمَّ المصلين في صلاة التراويح (10) من طلاب المجمع، وقد توسع العمل في المجمع في بداية العام الدراسي عام 1429هـ.
وأشار الشيخ الهويمل إلى أنه افتتحت حلق النور في جامع الزهور ووصل عدد طلابها 340 طالباً من المرحلة الثانوية والمتوسطة والابتدائية والتلقين.. كل ذلك في فترة العصر، أما مسجد عمر بن عبد العزيز فقد تم تخصيصه في فترة العصر للمتميزين من الطلاب الذين عندهم قدر كبير من المحفوظ لتتم رعايتهم بشكل مكثف، مضيفاً فضيلته أن الجمعية يتبعها مجمع التوحيد الذي افتتح في شهر شوال من العام 1430هـ، ويُعتبر أول مجمع لتحفيظ القرآن الكريم في أبو سليم الشرقي، ومراحل التعليم في المجمع (تلقين - ابتدائي - متوسط - ثانوي).. كما يوجد وسيلة نقل خاصة بحي أبو سليم الشرقي وحي الربوة.. كما بلغ عدد الطلاب المسجلين (145) طالباً وعدد الحلقات في المسجد (7).
كما تطرق رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القويعية إلى الخطط المستقبلية للجمعية لتطوير أدائها، فقال: إنه يجب بناء مقر للجمعية على الأرض الممنوحة للجمعية من الدولة بدل المقر الحالي، ومتابعة إنجاز أعمال الجمعية، وتولي الاتصالات والتنسيق مع الجهات الممولة، وإيجاد فرص التدريب والتأهيل لأعضاء الجمعية والإشراف عليها، ومتابعة ما يُنشر في وسائل الإعلام المختصة عن الجمعية وتوثيقها، والتعريف والإعلان عن الجمعية ونشاطاتها، وتلقي طلبات واقتراحات المساعدة ودراستها، وإعداد الدراسات الخاصة بأوضاع الجمعية وأعمالها وتقويمها، والتوسع في بناء المشاريع الاستثمارية لتغطية نفقات الجمعية.