المدينة المنورة - خاص بـ (الجزيرة) :
حذر فضيلة عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور علي بن غازي التويجري من مخاطر السحر والشعوذة على المجتمع الإسلامي، وقال فضيلته: إن السحر والشعوذة أمر خطير فشيء وانتشر وتضرر به أناس، وحصل بسببه من الضرر مالا يعلمه إلا الله وربما أدى ببعض الناس إلى أن يسلك مسلكاً غير رشيد، فيهرع إلى ساحر أو كاهن.
جاء ذلك في سياق حديث لفضيلته عن - خطر السحر وأثره على المجتمع الإسلامي - مستهلاً فضيلته حديثه بتعريف السحر لغة وشرعاً، حيث قال: إن السحر لغة: هو صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، قال تعالى: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}، أي كيف تصرفون عن الحق، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحراً)، أما في الاصطلاح فأورد فضيلته مجموعة من التعريفات لعدد من أهل العلم، من بينها تعريف ابن قدامه المقدسي: إن السحر عبارة عن عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه بإذن الله.
وبين الشيخ التويجري أن ذكر السحر ورد في القرآن الكريم بما يقارب ستين آية، مورداً مجموعة من الآيات والأحاديث حول تحريم السحر،منها قوله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}، وقوله عليه الصلاة والسلام: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعون ليلة».
وفي نفس السياق، تحدث فضيلته عن حكم الساحر، مشيراً إلى أن العلماء اختلفوا في حكم الساحر، فجمهور أهل العلم قالوا إن الساحر كافر يجب أن يقتل، موضحاً أنه ما دام أن حكم الساحر كافر، فإن حكم تعلم السحر محرم، وهو كبيرة من كبائر الذنوب.
واستعرض فضيلته بعضاً من العلامات التي يعرف بها الساحر، وقال: إن من علامات الساحر أنه إذا جاءه مريض سأله عن اسمه واسم أمه، وأنه يأخذ أثراً من آثار المريض، مشيراً إلى أن أضرار السحر على المجتمع كثيرة، فمن الناس من يمرض أو يقعد ويلزم فراشه، ومن الناس من يموت بسبب ذلك، ومن الناس من يهدم بيت الزوجية عليه، ويفرق بينه وبين زوجه، واصفاً فضيلته هؤلاء السحرة بأنهم مجرمون مفسدون في الأرض.
بعد ذلك تحدث فضيلة الشيخ الدكتور علي التويجري عن العلاج الشرعي من السحر وآثاره، وقال: إن الطريقة الأولى لذلك هو استخراج السحر وإبطاله، والاستفراغ والمراد به الحجامة، وهو أن يحتجم الإنسان في موضع الألم الذي يجده، أو يأتي بسبع ورقات من سدر أخضر ثم يدقها بين حجرين ويضعها في إناء يسع ماء يكفي للاغتسال به فيقرأ فيه آية الكرسي، ثم يقرأ ?قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ?، ثم يقرأ المعوذات، ثم ينفث في الماء، ثم يقرأ آيات السحر الواردة في سورة الأعراف (117-119)، ثم يقرأ آيات السحر الواردة في سورة يونس (79-82)، ثم يقرأ آيات السحر الواردة في سورة طه (65-69), ثم يشرب من هذا الماء، ثم يغتسل به، موضحاً أن كلام الله سبحانه وتعالى كله شفاء، قال عزوجل: ?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء?، وقال تعالى: ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء?، وقال تعالى: ?وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ?.
وفي هذا الشأن، فرق فضيلته بين الدواء والشفاء، وقال: الدواء قد يستعمله فلان وينفعه، ويستعمله فلان ولا ينتفع به، أما الشفاء معنى أنه متحقق الفائدة, والنتيجة، ولكن المسألة تحتاج إلى طول نفس، ومداومة ومصابرة فإن الإنسان إذا بدأ يتداوى بالقرآن يحصل له شيء من كيد الشيطان وصده عنه، لأن الشيطان له كيد لبني آدم، والشيطان عدو لا ينتظر منه خير، ولهذا هو يريد أن يتغلب عليك، فإن أمسكت السلاح الذي لا يهزم وهو القرآن حاول بقدر ما يستطيع أن يلقي السلاح من يدك.
وحذر فضيلته المرء المسلم من أن يستسلم لكيد الشيطان، مؤكداً على أهمية الإكثار من تلاوة القرآن خاصاً بالذكر سورة البقرة، مستشهداً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان»، حاثاً المسلم على علاج نفسه بالقرآن.
وخلص فضيلة الشيخ الدكتور علي بن غازي التويجري إلى ضرورة أن يحرص المسلم على تحصين نفسه من الشيطان بتحقيق التوحيد لله - عز وجل، والإخلاص لله سبحانه وتعالى فهو سبيل الخلاص من الشيطان وشره، والمحافظة على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين، والتوبة إلى الله دائماً وأبداً، وأكل سبع تمرات كل صباح، والمحافظة على الطهارة خاصة عند النوم، والمحافظة على آية الكرسي دبر كل صلاة.