حرص الإسلام على تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة تنظيماً يكفل لهما العفة والطهارة، ويبعدهما عن الفواحش والفساد، لنتمعن في هذا الحديث، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية)، رواه الإمام أحمد وغيره. العطر بحضرة رجال أجانب منفذ فتنة، لذا تم إغلاقه، وفي حديث آخر كرر النهي عن مس الطيب حتى في أماكن العبادة التي يخنس فيها الشيطان.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شهدت إحداكُنَّ المسجد فلا تمس طيباً)، رواه مسلم، فكيف بأماكن يصول فيها الشيطان، ويجول كالأسواق التي اعتاد الناس فيها على التعامل بين الرجل والمرأة بحكم الشراء!!
بعض النساء لا تبالي بمسألة العطر، فتخرج بطيب نفاذٍ، فترد أماكن تكتظ بالرجال ليجدوا ريحها رغماً عن أنوفهم، حينها لا يجدي غض البصر! ومنهن من تكون ملتزمة بالحجاب الشرعي، حريصة على ستر جسمها عن الرجال، لكن ينبعث من ذلك الحجاب طيباً فواحاً لا تعلم تلك الحريصة أنه رسالة إغراء (لم تتعمدها).
لم يحرم الشرع علينا -نحن النساء- مس الطيب، لكن قيد استخدامه بضابط البعد عن فتنة الرجال، وما علينا إلا أن نبحث عن الطرق التي تجعلنا نستخدمه بمأمن عن الفتنة، كحمل قارورة العطر في حقيبة الخروج، وإذا استقر بنا المقام عند النساء لطفنا أجسامنا به.. ونبعد عن العطر القوي النفاذ الذي يستمر حتى انتهاء الزيارة، فقد نمر بقوم يجدون ريحنا كما في الحديث، لا نتعمد وضع العطر عند الخروج للسوق والأماكن التي تجمعنا بالرجال، ولا ننسى أن السائق رجل أجنبي، فلا يشم طيبنا.. وبعد: من منا تريد أن توصف ب(زانية) كما في الحديث؟.
* بريدة