دبي - تغطية - محمد المنيف
في سياق الاستعدادات لإقامة الدورة الرابعة لمعرض (آرت دبي 2010)، بعد ثلاث دورات تعددت فيها قاعات العرض من مختلف دول العالم المهتمة بالفنون، يعود المعرض بشكل أكثر ثراء وتنوعا وإقبالا من قبل القاعات الفنية السابقة والجديدة. وبهذه المناسبة أقيم مؤتمر صحفي شارك فيه السيد جون مارتن، مدير ومؤسس معرض آرت دبي والسيد مشعل القرقاوي مدير المشاريع والفعاليات في هيئة دبي للثقافة.
وأعلنت اللجنة المنظمة لمعرض (آرت دبي) أن انعقاد الدورة المقبلة سيكون في الفترة ما بين 17 و20 مارس 2010. ويمثل معرض (آرت دبي)، في سنته الرابعة، تظاهرة فنية وإبداعية سنوية بالشرق الأوسط. ومن أبرز فعاليات (آرت دبي 2010) عودة فعاليات منتدى الفن العالمي الذي يتميز بمناقشات وحوارات موسعة بمشاركة كوكبة من النقاد والمبدعين من حول العالم، وإزاحة الستار عن الأعمال الفائزة بجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية في دورتها الثانية.
وقد أشار السيد مارتن إلى أن غالبية الصالات الفنية المشاركة في معرض (آرت دبي 2010) قد عبَّرت عن ثقتها بأن يحقق المعرض مبيعات موازية أو تفوق تلك التي حققها المعرض في دورة العام الماضي، وذلك في دراسة استطلاعية أجريت حول المبيعات التي يمكن أن يحققها المعرض. فمشاركة أكثر من 60 صالة عرض فنية هذه السنة، أكثريتها من خارج منطقة الشرق الأوسط، تدل على أن صالات العرض الدولية تتجه وبشكل متزايد إلى منطقة الشرق الأوسط والأسواق المجاورة لاغتنام الفرص الجديدة التي تتميز بها سوق الفنون المعاصرة، كما وجد المستطلعون أن سوق الشرق الأوسط تلعب دوراً مهماً وحيوياً في صناعة الفنون المعاصرة؛ حيث أشار قرابة 75 في المائة من المستطلعين إلى أن دبي باتت تشكّل مركزا رئيسيا للفنون في منطقة الشرق الأوسط، وأن آرت دبي هو أحد المنصات المهمة للالتقاء بالمقتنين الجدد. وعن تأثير الأوضاع الاقتصادية على المعرض قال السيد جون مارتن إنه وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة على مدى الأشهر الثمانية عشرة الماضية، أظهرت الأسواق الفنية في منطقة الشرق الأوسط مرونة كبيرة بشكل عام، مؤكداً أن أكثر من 75 بالمائة من الصالات الفنية مشاركة في المعرض، وأن دبي باتت تقف الآن في طليعة المراكز الفنية في منطقة الشرق الأوسط، وأن معرض (آرت دبي) لا يزال يوفر أفضل الفرص للالتقاء بمقتني الأعمال الفنية الجدد من المنطقة والعالم، واستطاع المعرض، الذي اشتهر بأعلى مستويات من الإبداع والجودة على مدى أربع سنوات، ترسيخ مكانته كأحد أهم المعارض الفنية الجديدة على مستوى العالم. وتجسد الثقة المتواصلة بهذا المعرض اعتقادنا الراسخ بأن دبي تتمتع بكامل العناصر والسمات؛ لتكون أحد أهم مراكز الفن العالمية الجديدة وملتقى مهماً للإبداع والابتكار وتبادل الأفكار. وعن الاهتمام في هذا المعرض بالأجيال الجديدة والفنانين ممن لهم سابق حضور دولي وتجارب معروفة قال: لقد انصب اهتمام الصالات الفنية التي شاركت في الدورات السابقة للمعرض على إيجاد الفنانين الجدد وتمثيلهم وتبني أعمالهم، وعلى تحقيق المبيعات المباشرة، إلا أن الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذه الصالات ستركز الآن بشكل أكبر على تمثيل فنانيها الحاليين وتأسيس قاعدة إقليمية من العملاء من مقتني الأعمال الفنية. وتابع مارتن حديثه قائلا: «وكما بات مقتنو الأعمال الفنية في المنطقة أكثر تركيزا وخبرة بمقتنياتهم، فإن الصالات الفنية أصبحت قادرة على تكريس مساحات أكبر ضمن صالاتهم للفنانين الذين تحاكي أعمالهم بشكل أوثق تطلعات مقتني الأعمال الفنية في المنطقة. إنني مسرور جداً بقيام عدد كبير من الصالات الفنية بتقديم عروض فردية لبعض الفنانين الناشئين والمعروفين وتمثيلهم بشكل أكبر أمام جمهور الزوار. كما سيخصص معرض (آرت دبي 2010) مساحة جديدة للوحات الفنية والتماثيل ذات الجودة العالية التي تعود لفترة الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي لتوفر بذلك إطارا وسياقا فنيا فريدا لعرض إنجازات هؤلاء الفنانين المعاصرين».
وتابع مارتن قائلا: «يأتي المقتنون والقيمون إلى معرض آرت دبي بهدف اكتشاف المواهب الفنية والأفكار الجديدة، وسيبقى هذا التوجه هو الدافع الرئيسي لاستراتيجية المعرض على المدى الطويل. كما أننا نثني على الشراكة المتواصلة مع مؤسسة (بدون) الفنية التي ستقوم بالإشراف على تصميم برنامج فني مهم يركز على المواهب الجديدة من منطقة الشرق الأوسط وغيرها». وسيشكل مفهوم (البازار) الفكرة الرئيسية لعدد من القيمين الذين يستضيفهم المعرض كضيوف شرف خلال دورة هذا العام مثل آرام موشيدي من صالة (لكسا آرت) الفنية، وكل من سوهارب موهي بي وأوزجي أورسوي. وإضافة إلى ذلك سيقوم كل من أنطونيا كارفر، ومسعود أمر الله آل علي (المنتج الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي ومؤسس مسابقة أفلام من الإمارات) بالإشراف على تصميم برنامج خاص بعدد من الأفلام لمنتجين وممثلين إماراتيين، وسيركز هذا البرنامج على استكشاف السمات السريالية والروحية في سلسلة من الأفلام القصيرة وأفلام الفيديو.
وإضافة إلى الصالات الفنية المشاركة في معرض آرت دبي 2010، التي يزيد عددها على 60 صالة، سيقوم المعرض بكشف النقاب عن الأعمال الفائزة بجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية 2010. وستقوم الفرق الثلاثة، التي يتألف كل منها من فنان وقيم، بالإعلان عن مشاريعهم الفنية الفائزة بهذه الجائزة التي من شأنها أن تعزز من السمعة والشهرة العالمية لهؤلاء الفنانين وتوسع من تواصلهم مع مجتمع الفنون على الصعيد الدولي. وتعتبر جائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية في سنتها الثانية هي الجائزة الفنية الأغلى من نوعها في العالم، التي تتيح فرصة كبيرة للتعاون الخلاق بين القيمين الدوليين وفنانين من منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
كما ستقوم دار المجوهرات العالمية (فان كليف آند آربلز) باستضافة عرض استثنائي للساعات تحت عنوان: (شعر الزمن). ويهدف هذا العرض الذي يكرس للتصاميم الفريدة والنادرة من الساعات إلى تسليط الضوء على عراقة وتميز الدار في تصميم الساعات الفريدة والأخاذة.
وأشار السيد جون مارتن إلى أن معرض (آرت دبي 2010) يقام بالشراكة مع المؤسسة الاستثمارية أبراج كابيتال المتخصصة باستثمارات الملكية الخاصة، وبدعم متواصل من الرعاة، وهم كل من (فان كليف آند أربلز) وفنادق ومنتجعات جميرا. وعلماً بأن الفائزين بجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية 2010 هم: الفنانة هالة القوصي التي عملت مع القيم ييل باوهويس، والفنان مروان سحمراني الذي عمل مع القيمة ماهيتا الباشا أورييتا، والفنان قادر عطية الذي عمل مع القيمة لوري آن فاريل.
وعن برنامج هذا العام مع كنتمبارابيا - وهو اسم المبادرة المشتركة بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعرض آرت دبي وبينالي الشارقة الدولي للفنون وهيئة متاحف قطر وشركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي - قال: «إن برنامج هذا العام الذي يمتد لأسبوعين سيشتمل على رحلات إلى معالم تاريخية وأثرية وزيارات إلى استوديوهات فنانين معاصرين، ومعارض مصممي أزياء، ومتاحف، ومؤسسات غير ربحية، ومنازل عدد من المقتنين البارزين وأنشطة أخرى».