لم يكن لي حظ في الالتقاء بمعالي وزير الثقافة والإعلام عند تشريفه وحضوره حفل توقيع كتاب موسوعة الفن التشكيلي النسائي للدكتورة عبير الصاعدي والدكتور سعد العبد، وذلك لوجودي في دبي لتغطية مؤتمر صحفي يسبق افتتاح المعرض العالمي (آرت دبي) الذي سيُقام خلال الأشهر القادمة، كانت فرصة سانحة لأن يطرح على معاليه أسئلة تشغل بال التشكيليين زمناً طويلاً علمت أن الحضور مع أن عددهم قليل نقلوا الرسالة التي أُجيب سابقاً على بعضها وتحقق لها الشيء اليسير.. ولكن الأمر ما زال قائماً والآمال والطموحات تواجه بمصاعب كثيرة، ومع أنني أجل وأقدر ما وعد به معاليه بأن يكون هناك مكان لأعمال الفنانين في مركز الملك فهد الثقافي.. إلا أن هذه البادرة لا تحقق من الآمال إلا كما يُقال في المثل: (ما أخذ من الجمل إلا أذنه).. فالتشكيليون أكثر طموحاً واستشرافاً للمستقبل في ظل التوجه الكبير لاستكمال مسيرة الوطن الحضارية في هذه الفترة الذهبية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمير سلطان، فتحت فيها كل السبل للتطلع إلى أبعد مسافة من أفق الإبداع والعطاء كل في مجاله.. وبما أوصى به -حفظه الله- من دعم مادي ومعنوي تنتظره كل القطاعات.. وينتظره الفن التشكيلي بالمملكة الذي يزخر بكم هائل من المبدعين.. وبما تغص به مراسمهم من أعمال حققوا بها نجاحات عالمية في أهم وأكبر المحافل الدولية، لكنهم إلى الآن لا يجدون القليل مما يستحقونه منها على سبيل المثال: تأمين ميزانية ثابتة لجمعيتهم التي لا تزال في مهدها تسير بما لا يسد الرمق لتثبت وجودها وتحقق الهدف منها وليقتنع الداعمون بأهمية دورها، إضافة إلى بناء مقر (خاص) لها غير مقتطع من أي مقر آخر يشتمل على قاعات عرض وورش تدريب وقاعات لإقامة الندوات والمحاضرات، مع ما يؤملون فيه بإنشاء متحف يوثق تاريخ فنون الوطن القديمة والمعاصرة أسوة ببلدان العالم التي بها متاحف مشابهة.
أخي معالي الدكتور عبد العزيز: لم تعد أحلام وآمال التشكيليين الذين أسسوا الحركة التشكيلية وتحملوا الصعوبات واستطاعوا أن يؤسسوا قاعدة صلبة انطلقت منها الكثير من الأسماء وانضم إليها العديد من المواهب في حدود معارض تقام لهم، أو جائزة تمنح في مسابقة لم تعد مهمة لافتقارها للجديد فكرة وتنظيماً، ولم يعد اقتناء الأعمال هماً أو قضية فلكل فنان جمهوره، ولكننا نبحث وننظر إلى أن هذا الفن رمز وطني ورافد ثقافي يصب في نهر واحد اسمه ثقافة الوطن الوجه الأهم لكل الحضارات، يا معالي الوزير: قد نوصم بالجنون حينما نطمع أن يحظى الفنانون الأحياء منهم والأموات بما حظي به كبار الفنانين العالميين ممن أصبحوا عناوين لبلادهم، ولن نكون مبالغين إذا طالبنا أن يكون لدينا ملتقى سنوي تشكيلي عالمي يتردد صداه في آذان المثقفين في كل أرجاء المعمورة كما هو صدى صوت قائدنا نحو السلام وما قام به من جهود في مؤتمرات أبرزها حوار الديانات.
معالي الوزير: إن مسؤولية دعم الثقافة بكل فروعها مسؤوليتكم المباشرة مع ما يمكن أن يقدم من القطاعات الخاصة كداعم، فالثقافة جزء من تكوين أي وطن وأي مجتمع، لن يكون لها قوة ومكانة وثبات وديمومة إلا بدعمها من الدولة، فهل يجد التشكيليون في قادم الأيام ما يعطينا جزءاً من (جسد الجمل الذي تمثله آمالنا؟).. لنتخطى أذن الجمل إلى ما هو أكبر لعله يشبع طموحنا خدمة للوطن والارتقاء به ونسير جنباً إلى جنب مع أشقائنا في الفن التشكيلي على المستوى العالمي.
أجزم.. بل أبصم بالمائة أننا قادرون على كل شيء -بإذن الله0- في ظل حكومة تسعى إلى رخاء وعزة مواطنيها.. ومن بينهم المبدعون في شتى العطاءات الإنسانية.
دفاع أم تغطية أخطاء
أشعر عند إقامة ندوة أو أمسية أو حوار إعلامي يقيمه تشكيليات أو يشاركن فيه أن التشكيليات يحملن الكثير بما يمكن تجاوز تسميته (بالعداء) إلى عبارة (العتب) على الرجال التشكيليين واتهامهم بأنهم مهملون لحقوقهن.. ومسيطرون على الساحة دون أن يُترك لهن فرصة في تمثيل المملكة أو تحكيم المسابقات إلى آخر المنظومة.
هذه الاتهامات تطلق بتشنج وغضب ضيع فيها من ألقاها جزافاً الصيد بالعجاج مع أن هذه الأمور لا تخطر على بال التشكيليين الرجال.. ولم يضعوا في اعتبارهم مثل هذه النوايا إن صح التعبير، لكن الأمر الجميل هنا والذي يعلمه من بالساحة أن من يرين أن حقهن مسلوب.. ويرددن تلك الشعارات هن أسماء محدودة لم تجد أعمالهن التشكيلية القبول في أي مناسبة لتدني مستواها ولعدم وصولها إلى أقل قدر من منافسة بقية التشكيليات.. في وقت لا نسمع فيه أي صوت من التشكيليات المبدعات.
monif@hotmail.com