دعني فإنّكَ غافلٌ متشاغِلُ |
والسَّرج فوق حصان عزمك مائل |
أنا لا أراك لأن دمعي كُلَّما |
حاولتُ أن أرنو إليكم هاطلُ |
عندي جراحي والأنين ودمعتي |
وتسلط الباغي، وظلمٌ هائلُ |
في غزة الأبطال خطوي مسرع |
أملاً، وخَطْوُ مواجعي متثاقلُ |
دعني فعيدك لعبة نارية |
فيها على فرح الصغار دلائل |
أمَّا أنا فسمَاءُ أرضي حينَمَا |
يبدو الهلالُ، قذائفٌ وقنابل |
العيد جاء مكبَّلاً بحصارنا |
تغلي عليه من الخُطُوب مراجلُ |
فرحي بعيدي سُنَّةٌ محمودةٌ |
وأنا لِمَا أمَرَ المُهيمنِ فاعلُ |
ما زالَ يُفرحُنا قدوم هلالِهِ |
فرحاً بهِ، لمَّا يُطلُّ نُقابلُ |
ونظلُّ في ألم الحصار وجورهِ |
من أجلِ بشرى المسلمين نناضلُ |
فرحٌ وحزنٌ يصنَعانِ حكاية |
للعيدِ، ليس لِمَا حوتهُ مثائلُ |
في أرضنا المحتلة العيد الْتَقى |
بصمود شعبٍ أثْخَنَتْهُ قَلاقِلُ |
شعبٌ يرابطُ في الثغور ولمْ يزلْ |
يَلْقَى العّدوَّ بهمَّةٍ ويقاتلُ |
تتكالبُ الدُّنيا عليهِ ولم يزلْ |
طوداً يناطحه الشقيُّ الجاهلُ |
يا من يسائلني عن العيد الذي |
يأتي إلى الأقصى وفيه نوازلُ |
عجباً، أتسألني وفي شاشاتكم |
عَرْضٌ بأنواعِ المصائبِ حافِلُ |
عن غزَّة الأبطال في نَشراتِكُم |
صورٌ يضيقُ بما حوتهُ النَّاقِلُ |
وعنِ الخليلِ ومسجد الأقصى، وعن |
أرضٍ تُقَّاوِمَ لصّهُا وتناضِلُ |
دعني وحالي لا تسلني، ربَّما |
بعثَ الجراحَ الساكناتِ السائلُ |
أنا لنْ أُجيبكَ، كمْ سؤالٍ دونهُ |
وخْزٌ منَ الألم المُبرِّح قاتِلُ |
عذراً إذا ما قلتُ إنَّ سعادتي |
بالعيدِ يَرْصُدُها الأسى ويُخَاتِلُ |
بيني وبين سعادتي بالعيد في |
أكنافِ مسجدنا تَحُولُ حوائلُ |
زفَّته قنبلة إليَّ، تصبَّحتْ |
بلهيبها داري وابني الراحلُ |
فبأِّي إحساسٍ يقابل عيدَه |
شيخٌ على دَرْبِ الجراح يُواصِلُ؟ |
عيديَّتي فكُّ الحصار ونُصْرةٌ |
تأسو الجراح، فهل لديكَ بدائلُ؟! |
|