Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/12/2009 G Issue 13587
الخميس 23 ذو الحجة 1430   العدد  13587
المنشود
ما مدى مناعتك الجسدية؟!
رقية سليمان الهويريني

 

لئن كان الطب الحديث يعالج الأمراض بالأدوية والجراحة والعلاج الإشعاعي، فإن صحة الإنسان الحقيقية تكمن في المحافظة على جهاز المناعة داخل الجسم. ويتركز دور هذا الجهاز في محاربة الجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض، وبمساعدة الجروح على الالتئام والشفاء.

إن قابلية الإصابة بأنواع الأمراض تكون نتيجة ضعف الجهاز المناعي. بل وينسب له الأطباء أمراض الشيخوخة المتباينة، حيث تتوقف كفاءة الجسم على مدى قوة المناعة للمسن أكثر من ارتباطها بمرور الزمن.

وحين يشعر المرء بالوهن والضعف وفتور الهمة والعدوى المتكررة والالتهابات والحساسية وبطء التئام الجروح والإسهال المزمن، وزيادة نمو الفطريات كفطر الفم أو الكانديدا أو العدوى الفطرية في بعض أعضاء الجسم، فإن ذلك مرده إلى ضعف المناعة. وكذلك الإصابة المتكررة بنزلات البرد وبعض الأمراض الجلدية كالصدفية حيث يؤكد الأطباء أن أحد أسبابها نقص في المناعة.

وتأتي أهمية وجود جهاز مناعي متكامل في جسم الإنسان لإحاطته الشاملة بخصوصيات الجسد وما يمكن أن يسبب له ضررا وتهديدا من قبل أجسام أجنبية أو دخيلة عليه. فيكون دوره القيام بمعادلة أو تدمير لأي وافد غريب أو متسلل خطير على الجسم.

إن الجهاز المناعي لا يشبه باقي أجهزة الجسم الأخرى كونها مجموعة تركيبات جسمية، بل هو نظام من التفاعلات المعقدة المشتملة على مجموعة مختلفة من الأعضاء والتركيبات والمواد، ومن بينها خلايا الدم البيضاء ونخاع العظام والأوعية والأعضاء اللمفاوية وخلايا متخصصة في أنسجة الجسم المختلفة ومصل الدم. كل هذه المكونات تعمل مجتمعة بطريقة مثالية غاية في الدقة، وتشكل حماية للجسم ضد العدوى والأمراض.

ويبدأ عمل جهاز المناعة في الإنسان منذ الولادة بصورة بسيطة، ويتطور مع إدراك الجسم كيفية الدفاع عن نفسه وفقا لطريقة مولدات الأجسام المضادة ضد كل الأمراض. فالجهاز يتعلم كيف يحفظ في الذاكرة نوعيات خاصة من مولدات الأجسام المضادة التي يصادفها من خلال عمليتين رئيسيتين إحداهما (المناعة الناشئة من عمل خلايا الدم البيضاء) التي تعتبر خط الدفاع الأول للجسم، حيث تقوم الخلايا اللمفية بالتعَرُّف والاستكشاف، تتبعها عملية تدمير للخلايا السرطانية والفيروسات والبكتريا والفطريات عن طريق الغدة الثيموسية وهي غدة صغيرة الحجم تقع خلف أعلى عظم القفص في مقدمة الصدر. وتعتبر الغدة الرئيسة للجهاز المناعي. وفي داخل هذه الغدة خلايا لمفية مبرمجة للاستدلال على نوع معين بذاته من الأمراض التي تقوم بمحاولة غزو الجسم. وتقوم خلايا هذه الغدة بالتعرف على كل ما هو تابع للجسم فتصاحبه، بينما تدمر كل ما هو غريب عنه. والعملية الأخرى (المناعة السائلية) الناشئة من نشاط مكونات جزئية موجودة في السائل الدموي ويمكن تقويتها عن طريق التطعيم. والخلايا اللمفية يمكنها إنتاج جزء من الأجسام المضادة تعادل أو تفوق أي جسم أجنبي مهاجم. فإذا ما قابلت في طريقها تلك الأجسام الغازية تقوم الأجسام المضادة فيها إما بتدميرها وإما بتنبيه خلايا الدم البيضاء لبدء الهجوم.

وخلايا الدم البيضاء أكبر من خلايا الدم الحمراء، ويمكنها التحرك باستقلالية داخل تيار الدم واختراق جدران الخلايا، والوصول إلى موقع العدوى أو الإصابة.

ولأنه يعمل في جسدك فريق متكامل من الجيوش المتخصصة في الدفاع والهجوم والحرس والأمن، فإن عليك مساندتهم وشد أزرهم بالاهتمام بتقوية الجبهة الداخلية والخارجية من جنود الجسد. وتأتي المؤازرة عن طريق الجسم والنفس، حيث الأكل الصحي المتكامل والنوم الكافي والراحة المتوازنة والتعرض للشمس وعدم التدخين والامتناع عن شرب السوائل الغازية أو المحرمة. وكذلك الإيمان والتفاؤل والنزوع إلى بث الأمل في النفس والتوكل على الله وأداء العبادات والصوم والصدقة والتعرض للنفحات الربانية.

وفي النهاية.. جهازك المناعي مسؤوليتك أنت وحدك. فاهتم أو أهمل!

www.rogaia.net


rogaia143@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد