Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/11/2009 G Issue 13566
الخميس 02 ذو الحجة 1430   العدد  13566
أول امرأة في ضيافة فعاليات المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب
أميمة الخميس: لو لم أحظ بمكتبة منزلية عامرة لم أكن كما أنا الآن

 

الجزيرة - تغطية نايف الفضلي - تصوير - فتحي كالي

استضافت مكتبة الملك عبدالعزيز الأدبية الأستاذة أميمة الخميس الكاتبة الصحفية في جريدة الجزيرة، للحديث عن تجربتها مع الكتاب الذي رافقها في كل يوم منذ الصغر وعلاقتها مع عالم القراءة، وذلك ضمن فعاليات المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب والذي تشرف عليه المكتبة.

بدأت الأستاذة أميمة الخميس حديثها عن قصة طفولتها مع الكتاب، والتي بدأ عشق القراءة يتسرب إلى داخلها بفضل الدعم الكبير الذي أولته والدتها في مدها بجميل قصص الأطفال. ومضت الكاتبة في سرد آخّاذ لتجربتها إلى حين حديثها عن انتقالها لمرحلة كتب الناشئة والموسوعات المعرفية والتي أشرف عليها والدها الأديب عبدالله الخميس ومن ذلك كتاب (الأساطير الشعبية) للأديب عبدالكريم الجهيمان، الذي وجدت فيها بعض شغفها ومتعة القراءة والتي أتاحت لها الاطلاع على تفاصيل جديدة في تجربتها، ومضت الكاتبة في التحدث عن تجربتها مع القراءة في التأكيد من حين إلى آخر على دور المكتبة المنزلية التي كانت كالعين التي تمدها بالحياة بين أوراق الأدب والثقافة، حتى أشارت في حديثها أنه ولو لا وجود تلك المكتبة والبيئة الأسرية المعينة على ذلك لم تكن كما هي الآن.

واستمرت الخميس في خوض تجربتها وكيف انتقلت إلى مفصل جديد حينما اقتحمت أرفف مكتبة والدتها، حيث الأدب الكلاسيكي العامر فبدأت تنهل وفي مرحلة مبكرة من تلك الكتب الخالدة مثل: ذهب مع الريح، والأرض الطيبة والبجعات البرية، واستمرت في معايشة تلك الأدبيات المترجمة لفترة طويلة ومازالت حتى وصلت إلى درجة من النضج في تجربتها كان لديها الاستعداد الذي أمكنها للانتقال إلى منعطف جديد في تجربتها، وذلك من خلال التعرف على الأدب العربي بأقلام عظماء تلك الحقبة، فهنالك العقاد وعبقرياته، ونجيب محفوظ وطه حسين وادونيس ويوسف إدريس وزكريا ثامر وكوكبة من الأدباء العرب.

وأكدت الكاتبة على دور تلك الأسماء العربية في مدها بتجربة غنية ترافقها حتى الآن. ولفتت الأستاذة الخميس إلى أديبة حظيت أعمالها بالإعجاب وبحضور كبير ودور عميق في إثراء تجربتها، وهي الأديبة غادة السمان التي وقعت أسيرة كتاباتها لمدة طويلة، ولم تنفك عن سحرها في التأثير على روح كتاباتها إلا من وقت قريب.

وعن المرحلة الجامعية ذكرت الكاتبة أميمة الخميس عن دور الصرح الجامعي في تعريفها بنوعية أخرى مميزة أثرت تجربتها في القراءة، فتناولت بشغف الأدب الجاهلي إلى الأدب السعودي المعاصر.

وعن عالم الإنترنت في حياتها تطرقت الكاتبة أميمة إلى ضرورة ذلك في يومها فهي تقضي أغلبه في تصفح بريدها الإلكتروني الذي يسلب الكثير من وقتها، بجانب عدد من المواقع التي تتصفحها من حين إلى آخر، مثل الوراق وجهة الشعر وصحيفة إيلاف.

وأفصحت الخميس التي بدأت في الكتابة الصحفية منذ عام 1988م في عدد من صروح الصحافة السعودية والخليجية، أنها تمتلك طقسا يوميا لابد منه وإلا فإنها تجد نفسها في حالة من الجهل بالعالم المحيط بها، فهي اختارت خمسة من الصحف ترافقها في يومها والتي استطاعت ومن خلال تجربتها رسم خطوط انتقالية خاصة بها تنتقل فيها من زاوية إلى أخرى حتى تتم تلك القراءة.

وفي ختام كلمتها أهابت الأستاذة أميمة الخميس بالأسرة أن تعين أبناءها على القراءة، وأن يعلموهم عشق الكتاب منذ الصغر بأن يوفروا لهم المكتبة المنزلية والأساليب المحببة لكسبهم في صفه، فمن المؤسف والمحزن أن تنتهي مرحلة الطفولة وهو لم يحتضن فيها كتاب.

وفي تلك الأمسية المميزة ليس فقط بكونها وجود قامة أدبية وأيقونة اجتماعية بمثل حجم الأستاذة أميمة الخميس أو لكونها أول امرأة يستضيفها هذا المكان منذ انطلاقة الفعاليات العام الماضي، ولكن حظي اللقاء بكم جميل وواع من الحضور والمداخلات النوعية التي طرحت العديد من وجهات النظر واسترجاع ذكريات البعض بعدما استطاعت الكاتبة جرهم ليبحروا معها في ذكرياتها.

ومن تلك الأسئلة والمداخلات تطرق بعضها إلى حقيقة دور والدها في دعم تجربتها والتي أكدت الكاتبة على ذلك وأشادت بالوعي الذي يمتلكه والدها وما أدل على ذلك قصيدته الشهيرة التي ابتدأها ب يا وزير العلم، والتي كانت دعوة إلى تعليم المرأة في فترة صخب اجتماعي ضد ذلك التوجه من قبل الحكومة الرشيدة.

وتناول البعض تجربتها مع الرواية ومؤلفاتها ومحاولة استشكاف طقوسها في الكتابة والتأليف، إضافة الى عدد آخر من المداخلات التي ناقشت واقع القراءة في وقتنا الحالي وتراوحت تلك المداخلات بين نظرة تشاؤمية تنعي الماضي وبين أصوات شبابية تحكي العكس من وجود نهضة ثقافية كبيرة.

ومن الملفت أن أرض المداخلات والمناقشات كانت السطوة فيها للأصوات الناعمة، حيث تفاعل الحضور النسائي بحيوية في ختام كلمة الضيفة مما يدل على مدى تمكنها من ملامسة الكثير من اهتماماتهن واستحثاث أفكارهن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد