الجزيرة- وهيب الوهيبي:
احتفت ثلوثية الدكتور محمد بن عبدالله المشوح بالشيخ عبدالله بن محمد ابن خميس الأديب والباحث المعروف وسط حضور نخبة من الأدباء والمثقفين ورجال الإعلام.
ووصف الدكتور المشوح اللقاء بالعرس الاستثنائي الذي نستلهم منه الشعر والأدب والأصالة مستعرضاً سيرة الضيف العلمية والعملية لافتاً إلى انكبابه على دراسة أمهات الكتب وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره والتحاقه بمدرسة دار التوحيد بالطائف ثم دراسته بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة وتتلمذه على أيدي الكثير من المشايخ ومن أبرزهم الشيخ عبدالله الخليفي والشيخ عبدالله المسعري والشيخ مناع القطان والشيخ محمد متولي الشعراوي وتوليه أعمالاً إدارية في إدارة معهد الأحساء العلمي ومن ثم مديراً لكليتي الشريعة واللغة بالرياض فمديراً عاماً لرئاسة القضاء بالمملكة إلى أن صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلاً لوزارة المواصلات ثم رئيساً لمصلحة المياه بالرياض إلى أن طلب إحالته إلى التقاعد في عام 1392هـ من أجل التفرغ للبحث والتأليف، واستعرض الدكتور المشوح عضويته في عدد من المجامع العلمية والجوائز والأوسمة التي حصل عليها إلى جانب مشاركاته الصحفية والإذاعية ومؤلفاته العلمية والتي من أبرزها (تاريخ اليمامة) و(معجم اليمامة) و(من القائل) و(من أحاديث السمر) وشهدت الثلوثية عدداً من المداخلات والتعليقات من الحضور تناولت مواقف الشيخ ابن خميس وإسمهاماته العلمية.
حمد الدخيل
اعتبر الدكتور حمد الدخيل الشيخ ابن خميس أحد أبرز علماء الأدب في المملكة الذي نذر نفسه ووقته لتراث البلاد مرجعه في ذلك الأصالة والتراث العربي إذ كان يدون ويبحث في سبيل تقديم معلومات صحيحة عن تراث هذه البلاد إلى جانب التزامه بأصالة اللغة والوقوف في وجه الحداثة واستخدام الكلمات العربية الأصيلة واتصاله بالأدب القديم وقدرته على الاستشهاد بالشعر العربي، ونوه الدكتور الدخيل بجهود الشيخ ابن خميس في إنشاء مجلة الجزيرة في وقت يواجه صعوبات جمة تتمثل في توفر المال والإمكانات وتطرق إلى ما قام به الشيخ ابن خميس إبان توليه إدارة المعهد العلمي بالأحساء عندما حول منطقة الهفوف إلى واحة أدبية استطاع أن يحتضن الأدباء وأن تكون بينهم جلسات ومساجلات شعرية.
عبدالله الحقيل
أشار عبدالله الحقيل إلى أن الشيخ ابن خميس شاعر وجغرافي وأديب ورائد من رواد الحركة الأدبية والثقافية في بلادنا ومؤسس ومواكب لمرحلة النهضة يتمتع بأسلوب رصين في الكتابة وصاحب لغة متميزة وهو امتداد لمدرسة أبي تمام والبارودي وابن عثيمين وغيرهم من فحول الشعراء لافتاً إلى أن شعره امتاز بالوضوح والجزالة وجمال الأسلوب وبلاغة العبارة كما اهتم بالقضايا العربية في شعره وفي مقدمتها قضية فلسطين وهو إلى جانب ذلك رائد في مجال التنوير حيث تبنى قضايا اجتماعية وثقافية من قضايا المجتمع.
محمد الحمدان
تناول محمد الحمدان في مداخلته جهود الشيخ ابن خميس في إنشاء مجلة الجزيرة التي استمرت قرابة أربع سنوات إلى أن أوقفت بسبب صدور قرار وزارة الإعلام بإنشاء مؤسسات صحفية بدلاً من صحافة الأفراد مؤكداً أن صحيفة الجزيرة ليست امتداداً للمجلة بل هي منفصلة عنها.
راشد الراشد
خالف راشد الراشد الرأي الذي أشار إليه محمد الحمدان بأن صحيفة الجزيرة ليست امتداداً للمجلة موضحاً أن الجريدة قامت على أكتاف الشيخ ابن خميس وهي امتداد للجلة وأشار الراشد إلى أن منزل الشيخ ابن خميس احتضن الاجتماع التأسيسي الأول للجريدة ورفعت من خلاله لائحة الأعضاء إلى وزارة الإعلام حيث ناضل وكافح من أجل أن تقوم المؤسسة واتصل بكبار التجار لتمويل المؤسسة فيما كلفني بالاتصال على محرري مجلة الجزيرة ومنهم محمد الحمدان وابن عباس للعمل في الجريدة.
ولفت الراشد إلى أن كاتبا عراقيا حصل على درجة الدكتوراه بعد أن سرق ثلث كتاب الشيخ ابن خميس عن الأدب الشعبي!!
أميمة الخميس
شاركت أميمة الخميس بمداخلة مكتوبة تلاها الدكتور محمد المشوح وجاء فيها (من الصعب أن نعسف رقاب الكلمات وأن تختزل الذاكرة في بضعة أسطر من الممكن أن تستوعب وتتماهى مع تجربة رجل تتسع وتشمخ حتى تغطي تفاصيل الجزيرة كل فتاة بأبيها معجبة ولكن يبدو بأنني شاغبت حدود الإعجاب وانتقلت به إلى مراحل متقدمة تتقصى تفاصيل الدرب ومطالع الحكاية.
في بداياتي الأولى كنت مفتونة باللغة لربما اختار نجم سعدي أن أكون مطوقة بهذا المناخ وهذه الفضاءات المحفزة وأن أولد وحولي على مرمى النظر أحرف ومفردات ويتبرعم الوعي على الجدران التي ترصف فيها الكتب من الأرض حتى السقف ونكهة الأمسيات التي كان يقضيها أبي وأمي تحت شجرة ياسمين في الحديقة المنزلية وهما منهمكان في مراجعة كتاب حيث والدي يقرأ وأمي تدون أو أبي يقرأ وأمي تراجع وفي المستودعات الخلفية للمنزل تعبق رائحة الورق بقوة حيث مؤلفات الوالد وأعداد جريدة الجزيرة (عندما كانت مجلة) من جميع هذا تتشرب أصابعي القداسة والتقدير لفعل الكتابة.
الشعر وأبيات الشعر في المنزل حيث كان المتنبي يشارك أبي تربيتنا.
إبراهيم الصقعوب
تناول إبراهيم الصقعوب في مداخلته إلى تميز الشيخ ابن خميس في برنامجه الإذاعي (من القائل) مؤكداً أنه من أنجح البرامج الإذاعية المتميزة الذي روى عطش المتلقين وارجع ذلك إلى عمق ومصداقية الشيخ ابن خميس والتنوع الإثرائي الذي كان يطرحه في البرنامج موضحاً أن رسائل المستمعين ضاقت بها المكاتب ونقلت بواسطة (الكراتين) إلى منزله.
خالد المانع
اقترح خالد المانع من أفراد أسرة الشيخ ابن خميس جمع ورصد مقالات والدهم في كتاب بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية لتكون مرجعاً للباحثين.
حمد الصغير
نوه حمد الصغير بالنشاط الأدبي الذي كان يتمتع به الشيخ ابن خميس منذ أن كان طالباً إلى أن تقلد مناصب حكومية.
محمد القويعي
أشار محمد القويعي إلى الصلة القديمة الذي تربطه بالشيخ ابن خميس واطلاعه على مؤلفاته المتعددة، وقال: ابن خميس شجعني في تأليف كتابي (تراث الأجداد) وطلبت منه كتابة تقديم للكتاب فوافق على الفور.
سعود المصبيح
نوه الدكتور سعود المصبيح بإسهامات الشيخ ابن خميس في حركة النهضة الفكرية لبلادنا وعطاءاته الأدبية والشعرية واقترح في هذا الصدد إنشاء جامعة تحمل اسمه لتدريس الطلاب على المجالات التي كان يتمتع بها الشيخ ابن خميس.
عصام الخميس
أشار عصام الخميس إلى وقفات في حياة والده ومن أبرزها أن وراء تميزه وانكبابه على العلم والتحصيل امرأتين وهما سارة الخميس وطرفة الخميس لافتاً إلى أن والده عاش أفضل سني حياته عندما تفرغ للبحث والتحصيل وتقاعده عن العمل الحكومي كما كان للأستاذ فهد المارك دور كبير في التحاقه بدار التوحيد.