في يوم الوطن التاسع والسبعين أقدم التهاني الصادقة لقادة هذا الكيان الكبير، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، ولعموم أبناء هذا الشعب الوفي، التهاني الصادقة لهذا الوطن وقد بلغ أوج ازدهاره وتقدمه، لهذا الكيان وقد جاوز السحاب رفعة وعزة وتطلعاً، التهاني للمملكة العربية السعودية أرض الطهر والمقدسات، وقد هيأ لها المولى كل أسباب التقدم والتطور الذي يسابق الزمن. وقادة هذه البلاد منذ الموحد العظيم لم يدخروا وسعاً، ولم يترددوا في المسابقة للحاق بركب الحضارة العالمية، مع المحافظة على قيمنا، وأخلاقنا، وثوابتنا التي لا محيد عنها ولا تردد في التمسك بعراها.
إن السر في النجاحات التي حصلت عليها هذه البلاد في كل الميادين، بل قي كل ميدان تسلكه وتنتهجه - بعد توفيق الله تعالى - هو ذلك الحب الصادق الذي يملأ قلب إنسان هذه الأرض المباركة مع قادته الأوفياء، فلا مزايدة على تعلق القيادة هنا بشعبها الوفي، والشعب الكريم منذ الموحد - رحمه الله - وهم يقدمون ولاءهم وحبهم وتعلقهم لهذا الوطن الغالي وقادته الكرام.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - وفقه الله - قد رسم في منهجه القيادي ركائز مهمة قاد من خلالها هذه البلاد - وهي تثب في ميادين التطور والنجاح - من أهمها: التمسك بدين الله تعالى، والمحافظة على قيمنا وأخلاقنا، والأخذ بأسباب التطور والازدهار، وهذه المعادلة لا يمكن أن تصل لمرادها، ولا أن تحقق مبتغاها إلا إذا كان هناك تعلق فطري، شعوري وغير شعوري، بين القائد الحكيم، وشعبه الأمين. هذا التعلق هو الولاء والطاعة، والحب الصادق.
إن الشعب الوفي سار على منهاج قائده عامل قيادته: حباً بحب، وولاء بولاء فمن يقدر له ويحضر مجلس المليك القائد يجد تلك التلقائية الحميمة في التعامل، فلا بروتوكولات مزعجة، ولا تكلف في طرح ما تريد الحديث عنه، بل إنها سياسة الباب المفتوح التي سنّها الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وسار أبناؤه من بعده على ذلك، وكذلك أمراء المناطق في كل منطقة من مناطق بلادنا العزيزة.
لقد استطاع الملك المؤسس - رحمه الله - رغم الإمكانات المادية المحدودة آنذاك، أن يغرس في أبناء شعبه أهمية الحفاظ على مصلحة الوطن، فمصلحة الوطن أمر استثنائي لا يمس من قريب ولا من بعيد، ويعتبر الأمن من أهم مصالح الوطن.
فكيف تقوم مصلحة الوطن بلا أمن وارف يشع نوراً وخيراً وبراً على هذه الأرض المباركة؟!
وقد حافظ أبناؤه الملوك من بعده إلى يومنا هذا على مصلحة الوطن المتمثل بأمنه واستقراره، بل كلهم يصرح وبلا تردد، بأنّ ما هم فيه من أمن ورخاء واستقرار، إنما هو بسبب الالتزام بشرع الله، وتطبيق حدوده، وردع كل من يحاول العبث بأهم ركيزة من ركائز مصلحة الوطن ألا وهي الأمن.
إنّ المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز قد رسم حدوداً واضحة، ووضع قواعد بينة، مستقاة من مصادر التشريع التي ارتضاها قاعدة للحكم والتشريع، والتعامل والأحوال الشخصية بين مواطنيه، وقد سار على منهاجها ذلك الجيل الرائع فجعلت الوطن آمناً، مستقراً، وأثمرت أمناً في حياة الفرد وأهله وماله، ودفعته للبناء في شتى مجالات الحياة.
رحم الله الملك عبد العزيز فقد ترك إرثاً عظيماً من القيم الخلقية أكسبته ووطنه سمعة عالمية من الهيبة والاحترام والتقدير؛ حيث التزم مع شعبه الوفي بتلك القيم، فأصبحت دولته واحة إشعاع ونور وتوجيه ليس للعالم الإسلامي، فحسب بل للعالم أجمع، ووفق خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، لكل ما فيه سعادة ونماء وتطور هذه البلاد العزيزة، وتحية إكبار وإعزاز للشعب السعودي الكريم، الذي هو الركن المتين في عجلة التنمية والبناء والازدهار.
(ودام عزك يا وطن )
وكيل كلية اللغة العربية - جامعة الإمام محمد بن سعود