Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
هذرلوجيا
يستاهل (أبو سليمان)
سليمان الفليح

 

حينما يُراجِع الواحد منا إحدى الدوائر الحكومية أو الأهلية فإنه (أحياناً) يصطدم ب(روتين مُتغضّن) عفا عليه الزمن، وعلى الرغم من ذلك لم يزل هنالك من يمسك ب(شماليله) المهترئة الرثة، لأن هذا ال(هنالك) هو من مخلفات اهتراءات القرن الماضي لذلك يحاول دائماً أن يُعيد المعاملات إلى روتينها (القديم) رغم صدور العديد من الأوامر والتعليمات الجديدة التي (تلغي) تلك الأوامر التي لم تعد صالحة لعصرنا الحديث.

***

إلا أن السيد ال(هنالك) لم يزل يتشبث بها حتى الموت لأن عدم التشبث بها يعني (له) ارتخاء التشبث بالكرسي الذي يجلس عليه وكأن تركه يعني له أيضاً (تركه للحياة) لذلك غالباً ما يصفه المراجع بقوله (ما يصير) وقبل أن يقرأ مضمون الخطاب!! قل ذلك ليُعقده و(يمرمطه) من موظف إلى موظف حتى يستعصي عليه الحل ولكي يعود أخيراً طائعاً خانعاً إلى جناب الذي يجلس على الكرسي إياه، ليفهمه ويفهم إدارته أن الأمور بدونه سوف تتوقف إلى الأبد إن لم يكن جنابه لم يزل جالساً على كرسيه (الميمون) وبيده وحده الحل والربط لا بيد أي أحد سواه، كما أن هنالك نمطا آخر من (الموظفين - الكراسي) يستعمل لحراسة مكتبه أحد السكرتاريين الأفظاظ الذين يشعرونك بأهميته وضآلتك أنت مهما بلغت من الثقة بالنفس لذلك (يرزعونك) أو يزرعونك لا فرق حتى تنبثق من (عروقك) الأشواك وكل هذا وأنت تحدق (بالمارّ العارّ) من الذين يدخلون إلى مكتبه (حتى) بدون استئذان، بالطبع هذان النمطان اللذان ذكرتهما هما أسباب التخلف الإداري الذي يعرقل مسيرة التقدم الحضاري للأمام واللحاق بسائر الأمم التي قطعت عنا شوطا بعيداً من التقدم والحضارة والرفاه.

***

أما سياسة (الباب المفتوح) فما أقل تطبيقها لدى أغلب الموظفين الذين لهم تماس مباشر بالجمهور لذلك كثيرا ما يفرح المراجع إذا ما رأى مسؤولا يفتح بابه وقلبه وصدره للناس ويصغي بكل اهتمام لشكاواهم ومشاكلهم ومعاناتهم الذريعة مع الروتين.

***

نقول هذا لمناسبة وبمناسبة صدور الأمر الملكي السامي بتعيين الدكتور علي بن سلمان العطية نائباً لوزير التعليم العالي بالدرجة الممتازة وهو - أي الدكتور العطية من النوع الأخير من الموظفين الذين يفتحون المكتب والقلب والصدر للمراجعين من مواطنيه دون تمييز وتكلف أو استعلاء لذا فإنه من المبهج حقاً أن كون هذا الرجل المناسب في مكانه المناسب بعد صدور هذا الأمر الملكي الكريم، وذلك لأن (أبا سليمان) يستحق ذلك بكل جدارة واقتدار ف(ألف مبروك له) راجين أن يواصل التطوير الحقيقي والعطاء في هذا المجال الحضاري العظيم وهو خير من يقوم بما أسند إليه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد