عندما كنا في المرحلة الابتدائية كانوا يعلموننا نشيد العلم والوطن ولكن لم يعلمونا ما هو العلم لأن مدرس التاريخ يقول إنه راية الحرب ومدرس اللغة العربية يقول إنه علم الوطن وآخرون يقولون إنه بيرق وغير ذلك من الأسماء وبعد أن كبرنا عرفنا أن العلم هو البيرق وهو الراية وهذا العلم شعار الوحدة الوطنية له حقه من الاحترام حتى أننا نشاهد أن العديد من الأعلام تنكس في بعض المناسبات الحزينة وتنعكس عند مرور الملوك والرؤساء أما علم المملكة العربية السعودية ولله الحمد والشكر فإنه لا ينكس في أي زمان أو مكان أو مناسبة أو لأي مسؤول كان لأنه يحمل كلمة التوحيد الخالدة (لا إله إلا الله) ونجد الملوك والرؤساء ينحنون أمام الأعلام تحية وتقديراً وإكباراً ونحن نشاهد العلم السعودي الخفاق مرفوع فوق الأجهزة الحكومية وخاصة أيام الإجازات والأعياد وربما هناك من لم يرفع العلم في تلك المناسبات وعندما يسأل يقول العامل سها عليه ذلك، وأحياناً نجد أن العلم يكون مرفوعاً ولكنه بالٍ وربما ممزق من الأطراف والمسؤول أو المسؤولون لم يكلفوا أنفسهم باستبداله بعلم جديد يليق بمكانة علمنا في الداخل والخارج.
منذ أيام عدت من الولايات المتحدة الأمريكية وأثناء تواجدي هناك لاحظت أمراً لفت انتباهي بشدة وهو انتشار العلم الأمريكي بحجم كبير وعلى مدار الأيام حيث يعلو مباني الأجهزة الحكومية وفوق المداخل لتلك الأجهزة ومنهم من يضعه على اليمين واليسار ولا يمكن أن يدخل أي شخص لأي مبنى من دون أن يلفت انتباهه ذلك العلم ذو الحجم المتوسط بالإضافة إلى ما هو موجود على قمة المبنى أي مبنى حكومي.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من احترام العلم، بل يتم رفعه على البنوك والشركات والمدارس الحكومية والأهلية ومحطات البنزين والمعارض والسوبر ماركات والفنادق والمطاعم وأكثر من ذلك أنه مرفوع في الميادين والحدائق والنتيجة أنك لا تسير لمسافة حتى تشاهد العلم الأمريكي يرفرف في كل تلك الأماكن السالف ذكرها وغيرها، فلماذا نحن لا نعمم مثل هذا العمل على الجميع لرفع العلم السعودي خفاقاً في كل مكان وعلى مدار الساعة واليوم والشهر والسنة وفي كل المناسبات لأنه شعار وطني ورمز قومي كبير يجب احترامه وتقديره حق قدره وهذا بالطبع سينعكس على مواطنة المواطن وتعميق حب الوطن في نفوسهم ومن ثم سيتجنبون الإساءة إليه بأي شكل وصورة لأن أحاسيسهم سوف تكون رقيباً عليهم وموجه لهم وكابح لهم من أي فكر أو عمل قد يكون سبباً في الإساءة للأهل والوطن وبأي شكل أو صورة في الداخل والخارج وقد علمنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن حب الوطن من الإيمان فهل نحن فاعلون.