الطلاق مأساة حقيقية عندما ينطق بها الزوج في لحظة غضب أو لحظة قصد فهي غلطة يدفع ثمنها الأبناء فالطلاق ظاهرة زادت في الانتشار وخاصة في مجتمعنا السعودي رغم أنه مجتمع إسلامي يعي تماماً أن أبغض الحلال عند الله الطلاق وربما يكون الطلاق الحل الأفضل في بعض المشاكل عندما تستنفد جميع الحلول ولكن الطامة الكبرى أن معظم أسباب الطلاق تافهة ونأسف عندما تكون المرآة أحد الأسباب التي تجعل الزوج يعزم على قرار الانفصال الفتاة في مجتمعنا تربت على العادات والتقاليد وأكثر هذه العادات والتقاليد خاطئة خصوصاً من ناحية العلاقات العاطفية والجنسية وأسلوب الحوار بين الزوجين وفن التعامل مع الزوج وأهله وفن بناء حياة مستقرة أساسها الحب والوفاء فتزف العروس لبيت الزوجية تحمل في مخيلتها أن مسؤوليتها الأولى هي إنجاب الأبناء لتضمن بقاء الزوج والانصياع التام للزوج دون أن يكون لها شخصية وقرار فينعدم بينهم التفاهم والتواصل ويصبح حديثها الوحيد طلبات البيت والأبناء بينما الزوج يحتاج للنقاش الزوجي الدافي فتصبح العلاقة بينهم فاترة ومشاعر متبلدة ومع طول الفترة يعتاد الطرفان عن الاستغناء عن بعضهم وإذا أراد الزوج أعطاها حق النقاش في موضوع تجدها عنيدة وصلبة لا تلين ومتمسكة بربها حتى لو كان خاطئاً فتشعر أنه بما أنه استشارني يجب أن يرضخ لرأي ومن أسبابه الغيرة، فالزوجة تثير مشكلة عظيمة عندما تجد رسالة حب وغرام في موبايل زوجها ولا تعمل على حل هذه المشكلة والأسباب التي قادته للجوء للدردشة على النت أو الموبايل لتفريغ عواطفه بينما تراها لا تحرك ساكناً عندما لا يستيقظ لصلاة الجمعة؟!

ومن أسبابه الأنانية وحب الذات، فالزوجة تريد أن يكون الزوج ملكاً لها وحدها دون أن يشاركها فيه أهله فتصاب بالغيرة عندما يقوم بزيارة أهله وقضاء حاجتهم وربما تخلق مشكلة لهذا السبب.. ومن أسبابه أن الزوجة تكون غير مبالية بأسرار العلاقة الزوجية فتجد أسرارها ومشاكلها حديثها سواء عند أهلها أو صديقاتها، إما من باب التسلية أو الشكوى ومن أسبابه المرأة المحبة جداً للمظاهر فتريد خادمة، حماتي ليست أفضل مني وتريد سائقاً، جارتي ليست أفضل مني، وتريد سكناً وأثاثاً راقياً، فأختي ليست أفضل مني، تريد كل شيء دون أن تعطي أو تقدر هل وضع زوجها يسمح أن يحضر كل ما تريد؟

ومن أسبابه الزوجة المسرفة العاشقة للتسوق دون أن تعي ماذا تحتاج من السوق.. ومن أسبابه الزوجة تدخل عش الزوجية دون أن تفهم ماذا يعني حقوق وواجبات الزوج وما الفرق بينهم، ودون أن تعرف أمور المطبخ والشؤون المنزلية ومسؤولية بيت وزوج، وماذا يريد الزوج من زوجته وماذا تريد من زوجها.. ومن أسبابه المرأة بعد شهر الزواج تنسى أنها أنثى فتهمل نفسها ولا يرى زوجها زينتها إلا عندما تريد الخروج فتنسى أن زوجها هو الأحق بهذه الزينة من غيره، فيا من تشاركيني أنوثتي تأملي هذه الأسباب، إنها أسباب تافهة لا تستحق من أجلها أن تهدمي مدينة جميلة دخلتها تريدين استعمارها حتى وفاتك ، استعمارها بالحب والوفاء، فالزوجة الذكية هي التي تبدأ بالتقرب لزوجها وتقدر عمله وترفع روحه المعنوية وتدفعه للمزيد من النجاح شاركيه أفراحه وأحزانه، كوني ملاذه الوحيد بعد الله، شاركيه حب أهله فهم حبه الأول عندما يتنكر لهم من السهل جداً أن يتنكر لك، من المعلوم أن في كل إنسان الطيب والخبيث، فعليك أن تتجنبي الخبيث ما أمكنك بلباقة وحكمة دون أن تلجئي للصدام، وشكلي حياتك بصورة صحيحة، فالزوج يحتاج إلى العواطف والحب أكثر من طفلك، فكوني له الزوجة والصديقة والأم، امنحيه الحب والحنان والعطف والتضحية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها) هذه الأسباب لا تلغي تهور الزوج بما أن العصمة في يده وربما ترجع أسباب الطلاق للزوج نفسه ولكني كتبت عن بنات جنسي حتى أكون أقرب إلى الحقيقة، وهذه الأسباب ليست من بنات أفكاري ولكنها أسباب حقيقية ربما تؤدي للطلاق أو للفتور الزوجي والملل من العلاقة الزوجية، وهذا الملل يؤدي إلى الخيانة الزوجية التي تكون أبشع من الطلاق.

خروج.. {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم.