Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/07/2009 G Issue 13431
الثلاثاء 14 رجب 1430   العدد  13431

المتاحف ثقافة وتاريخ وتراث
عبد الله بن حمد الحقيل

 

تعد المتاحف كتاباً حيّاً مفتوحاً تحضر شواهده من أعماق التاريخ، فمتحف اللوفر في باريس والمتحف البريطاني والإسباني وغيرها مما نشاهده خلال رحلاتنا ويحرص كثير من الناس خلال رحلاتهم السياحية الخارجية والداخلية على زيارة المتاحف، وبلادنا ذات تاريخ عريق ومواطن حضارية. فبلادنا تحفل بمواقع أثرية أكثر مما يمتلكه الكثير من الدول، فهناك ما يقرب من خمسة آلاف موقع أثري في المملكة العربية السعودية، فبلادنا تحتوي على حضارات متنوّعة وتاريخ حافل في خيبر وتيماء وتبوك ونجران واليمامة والفاو ومدائن صالح وغيرها، فما من مؤرّخ أو أديب أو شاعر إلا وتغنَّى بالجزيرة العربية، وشعراء الأندلس تذكّروا نجداً في قصائدهم ومفاتنها وأوديتها ورمالها وجبالها ووهادها، فلدينا مئات المواقع الأثرية في الفاو والجوف والدوادمي ووادي فاطمة والمنطقة الشرقية وسدير والقصيم، وهناك المواد الأثرية الموجودة في المتاحف.

إن علينا أن نهتم بحضارتنا وبآثارنا ومناطقنا التاريخية والسياحية وتقديمها بالصورة التي تستحقها وفي ذلك نقلة كبرى للسياحة الداخلية وهو ما يعزّز التوجه نحو استقطاب السياح والزائرين من داخل المملكة وخارجها في ظل وجود هذه المواقع الأثرية والتاريخية وما تحفل به من المقتنيات والآثار إضافة إلى عمقها التاريخي ما يجعلها جاذبة ومغرية لهواة السياحة الثقافية مع الاهتمام بتنمية الصناعات اليدوية والحرفية التي اندثر اليوم عدد كبير منها، وقد شاهدنا في المدن السياحية في الخارج كيف تستهوي السياح تلك الحرف والصناعات اليدوية والاهتمام بها والإقبال على شرائها.

وفي ذلك تعزيز لمصادر الدخل وتشغيل أعداد كبيرة من الشباب وتوفير الفرص الوظيفية في هذه الميادين. إن علينا أن نسعى لمشروعات عمل سياحية ذات مردود اقتصادي جيد وتنمية القرى والمواقع الأثرية، وأن نحرص على دعم السياحة الداخلية وتنظيم المتاحف وتطويرها، حيث يستعرض الزائر من خلالها شواهد تحكي تاريخ بلادنا وآثارها ولقد قيل:

وإذا لم تدر ما قوم مضوا

فاسأل الآثار واستنب الديارا

- عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد