Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/06/2009 G Issue 13415
الأحد 28 جمادىالآخرة 1430   العدد  13415
ملتقى الوراق.... دعوة للمراجعة
يوسف بن محمد العتيق

 

مهما وصل المرء إلى أعلى درجات المثالية، فإن تقبله للنقد والملحوظات لا يقارن برغبته في سماع الثناء عليه وتتويجه بعبارات المدح والثناء.

النقد سواء كان من الآخرين أو مراجعة النفس إذا كانت مراجعة ذاتية تأتي في كثير من الأحيان مثل الدواء طعمه مر وأثره مهم وكبير.

هناك نقد بنّاء وموضوعي لكنه يأتي في صورة التشفي والتقريع، وسماعه مهم لكن قبوله صعب عند الكثير من الناس لأنّ النفس البشرية هكذا.

وهناك نقد غير موضوعي ولا بنّاء ويأتي في صورة سيئة، وهذا التعامل معه يحتاج إلى نفسية عالية وأخلاق جبارة. مع ملتقى الوراق الخامس بل وقبله تأتي ملحوظات وصور متعددة من النقد الأعم الأغلب منها إن لم يكن كلها صدرت من محب وناصح، وأجزم حتى كتابة هذه السطور أنه لم تأت ملحوظة يراد بها غير ذلك. ومن أجمل صور النقد (وإن شئت قل التوجيه أو طلب المراجعة) التي وردتي من صديقين محبين في جلسة مصارحة عن الوراق، بمناسبة مرور خمس سنوات على قيام أول ملتقى وبمناسبة صدور خمسة كتب عن الملتقى، هذان الصديقان تحدثا معي طالبين المراجعة، وقال لي أحدهما كلمة جميلة أتمنى أن تكون في عمل كل معني بنشاط عام يجمع شريحة معينة من المثقفين، يقول هذا الصديق: عليك في نشاطك بثلاثة أشياء حتى يؤدي ثمرته، هذه الأشياء الثلاثة بحسب هذا المتحدث (الضبط، والهدف، والسمعة) كذا قال صديقي أو هذا معنى حديثه وتعليق صاحبه. يقصد بالضبط أن تضبط نشاطك العام والذي يحضره العشرات من الناس من أن يستخدمه غيرك بما لا يفيد أو بما يريد هذا المتدخل، وقد يكون هذا التدخل موجهاً أو بنية غير صافية، وبالتالي تكون أنت صاحب النشاط الوعاء الذي وصل إليهم هذا النشاط غير السليم من خلاله..

والهدف - بحسب صاحبي - أن تحقق هدفك من قيام هذا النشاط العام سواء كان تحقيق هذا الهدف كاملاً أو جزءاً منه المهم أنك تسعى نحو الهدف وهو ما قمت بالنشاط العام من أجله. والسمعة وهي المحطة الثالثة في حديث صاحبي، وهي مهمة جداً لكل من يعمل في النشاط الإعلامي وبدون شك لن يسلم أي قائم بنشاط عام من أن يكون حديث الناس وهذا أمر طبيعي، فمن تصدى للعمل العام فلن يكون عمله محل الثناء من الجميع بل لا بدّ من حديث بصور متعددة، والحفاظ على سمعته أو عدم تصديق ما يقال عنه زوراً مهم جداً.

هذا ما سمعته من هذين الصديقين في مجلس مختصر، أحببت أن أنقله في مقال عام لأن الكثير يحتاج أن يقرأ هذا الكلام، ونشري لهذا الحديث هو رغبة صادقة للسماع أو القراءة من الجميع للمراجعة الجادة بكل ما ترونه من هذه الصفحة والملتقى، وذلك عن طريق الوسائل المتعددة في مراسلة كاتب هذه الأسطر وهي بين يديكم، ولكم تحياتي.

للتواصل
فاكس - 2092858




Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد