Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/06/2009 G Issue 13410
الثلاثاء 23 جمادىالآخرة 1430   العدد  13410
لما هو آت
وأيضا عن الكلمة..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لله تعالى حكمته الإلهية ببدء الرسالة المحمدية بإقرأ..

ذلك إسناد أساس للكلمة بمهامها ورسالتها في أدوار الحياة للإنسان، فهو حين يؤمن بعد كفر فأول ما يثبت به إيمانه الحد الفاصل بين حد وحد هو النطق بكلمة الشهادة، ويأتي بعدها كل أداء يمثله فعلا وسلوكا بحركة الأعضاء فيه، أو خفقة الوجدان، والعقل داخله، وهو حين يعتزم الزواج فأول ما يثبت شرعية أمره النطق بالطلب والنطق بالإجابة من الطرفين، ومن ثم يأتي بعد القولين أي أداء يقر شرعية العقد وإباحة التنفيذ، وهو حين يشاء نقض هذا العقد فإن النطق بالطلاق عبارة محفوفة بالكيفية محاطة بالحالة كي ينقض ذلك البناء القائم ممارسة عشرة وعلاقات قربى ورابط عقد شرعي بما ينهيه بمنطق صريح يجيء بدءا بالقول..

إذن فالكلام المنطوق هو البدء في كل أمر، لا يأتي على عواهن الصدفة إذ هو قرين النوايا المكتملة في الداخل، وما هو إلا صورتها المسموعة بلغة يفهمها المتعارفون على اللسان الواحد, وهكذا هي نوايا الإنسان في أمور حياته وتجارته ورزقه وعلمه وعمله وبقية حاجاته، تطبخ في داخله، وتعرض من ثم على لسانه، لتأخذ حالة وشكل وكيفية التنفيذ بأشكالها المناسبة لموضوعاتها..

لذا جاءت من هنا أهمية مسؤولية الكلمة تحت أسنة الأقلام، من بعد لهج الشفاه, بما تعتلج به الجوانب داخل بوتقات الصدور..

لذا تأتي مسؤولية الكتَّاب، والمفكرين، والإعلاميين، الذين هم على سدة كل منطوق، مقروء ومسموع في شؤون حياة الشعوب وأفكارها وأحلامها وتطلعاتها، وقضاياها..بما فيها هسيس المبدعين الحالمين, ورغبات النساء المختلفات, وتناقض الرؤى بين دنيا دفَّاقة، وآخرة توَّاقة، دون تغافل عن خيوط رهيفة بين الأبيض والأسود في حدود ثابت، أو إمكانية جائز، ودون قفز من برد معاش على رضاء، إلى جحيم معاش على منكر,...

الكلام حين يخرج بألسنة صدق عن نقاء سريرة محكومة حروفه بخيوط عقل واع بهدف إشاعة النور في جنوب من يتلقاه، لن تطمس أضواؤه، ولن يضل قبسه..

الكلام، مقياس صادق لمخرجه، وشاهد محق لفعله..

فلأي الأيدي ستؤول صحائف الناطقين..؟

أصحاب اليمين يا رب العالمين..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد