لا تقتصر أهمية محافظة الأحساء على مكانتها الإدارية، ولا نهضتها الحديثة فقط، بل أيضاً تكتسب المزيد من تلك الأهمية من بعدها الحضاري والتراثي، والعمق التاريخي لهذه المنطقة العريقة، كما أن موقعها الجغرافي المتميز واتصالها بمحيطها المحلي والخارجي أضاف لها بعداً آخر أسهم في صناعة مكانتها وأهميتها، فضلاً عن الجانب الجمالي المتمثل في سحر الطبيعة ورونق الخضرة ومياهها العذبة ومناظرها الخلابة.
البعد التاريخي
تعد الأحساء من أقدم المناطق الحضارية في الجزيرة العربية والتي شهدت استقرار الشعوب منذ 5000 سنة قبل الميلاد وقد شكلت مياهها معبراً لتلك الشعوب إلى الهلال الخصيب.
ويذكر الأصفهاني أن العمالقة أول من سكن البحرين من العرب، وذكر ياقوت الحموي أن قلعة المشقر من آثار طسم وهي أحد فروع القبائل البائدة. وكان الكنعانيون من أقدم الهجرات التي استقرت على سواحل الخليج العربي وفي الساحل الأحسائي بالذات في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد حيث أقاموا حول ينابيع المياه ثم نزحوا إلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ومنهم تفرع الفينيقيون، وفي الألف الأول قبل الميلاد استقبلت الأحساء هجرة الكلدانيين من قبائل بابل وأسسوا مدينتهم الجرهاء وأطلق عليهم الجرهائيون.
وفي الألف الأول الميلادي سكن العدنانيون المنطقة ومن قبائلهم قضاعة بعد أن أجلوا قوماً من النبط كانوا يسيطرون عليها، وقد امتزجت قبيلة قضاعة وقبيلة الأزد (وهي التي مهدت الطريق فيما بعد لقيام دولة المناذرة في الحيرة) في حلف أطلق عليه تنوخ وسموا بالتنوخيين. ثم سكنت المنطقة قبيلة إياد (الطبقة) وقد أجلتهم قبيلة عبد القيس، ومن القبائل التي اقترن اسمها بالأحساء بكر بن وائل وبني سعد حتى أنها سميت أحساء بني سعد.
أول جمعة في الإسلام
وقد كان لقبيلة عبد القيس دور كبير في صدر الإسلام حيث اعتنقوا الإسلام طواعية منذ ظهوره وأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي وكان لعبد القيس وفدتان على الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ورد في البخاري وأبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (أن أول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في مسجد عبد القيس بجواثا في البحرين) واستمرت الأحساء تتبع الخلافة الإسلامية في الحجاز والشام وبغداد إلى أن ظهر أبو سعيد الجنابي سنة 286هجرية مؤسس حركة القرامطة وهو الذي بنى مدينة الأحساء بجانب مدينة هجر وحصنها وجعلها قاعدة البلاد ومن هذه المدينة أخذ الإقليم أسمه فيما بعد ثم حكم الأحساء عدد من الحكام المحليين منهم العيونيون سنة 466هجرية والعصفوريون سنة 651هجرية والجبريون سنة 933 هجرية بعدها خضعت المنطقة للحكم العثماني الأول عام 1080 هجرية ثم استولى على الأحساء بنو خالد إلى عام 1210 هجرية إلى أن شهدت الأحساء لأول مرة قدوم الإمام محمد بن عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى والتي استمرت إلى عام 1234هجرية ثم حكم بنو خالد إلى عام 1288هجرية ثم جاء العثمانيون في الفترة الثانية إلى عام 1331هجرية وفي هذا العام تم استرداد الأحساء على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه والذي تمكن من إدخالها تحت لوائه لتصبح جزءاً من الدولة السعودية الفتية.
البعد الجغرافي
يطلق اسم الأحساء على الأراضي الواقعة شرق الجزيرة العربية على شاطئ الخليج العربي الغربي والجزر المقابلة له من البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً ومن الخليج شرقاً إلى الدهناء غرباً أما في الوقت الحالي فيطلق اسم الأحساء على الرقعة التي تحدها من الشمال مدينة الدمام ومن الجنوب حدود المملكة العربية السعودية مع قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وشرقاً الخليج العربي وغرباً صحراء الدهناء وتقع بين خطي العرض 25.21 درجة و25.37 درجة وخطي الطول 49.33 درجة و49.26 درجة بمساحة قدرها 9120كم2.
وقد تعاقبت على الأحساء أسماء عديدة عبر العصور منها العدان وهجر والبحرين والخط وأخيراً الأحساء وهي واحة مشهورة بينابيعها العديدة والوفيرة المياه ومن تلك الينابيع أخذت الأحساء اسمها.
متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي
يشكل متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي جزءاً من شبكات المتاحف المحلية التي تتسم بأهمية تاريخية وحضارية في إطار برنامج متواصل لحفظ الآثار ودراستها وتيسير الوصول إليها.
وكانت هناك عدة أهداف وراء إنشاء هذا المتحف من أبرزها:
* صيانة وحماية المواقع الأثرية والتاريخية ذات الأهمية.
* تيسير عملية تسجيل هذه المواقع واستقصائها.
* احتواء القطع الأثرية والتاريخية وتقديم أفضل الطرق لتوثيقها وصيانتها وخزنها.
* استقصاء وتسجيل ألوان التراث الشعبي المادي والشفهي.
* إيجاد مركز لجمع قطع التراث الشعبي المحلي.
* اطلاع الجمهور على الآثار والتاريخ والتراث الشعبي المحلي من خلال المعارض والنشاطات التثقيفية الأخرى.
* التعبير عن مساهمة المجتمع المحلي في تاريخ المملكة العربية السعودية وحضارتها.
الافتتاح الرسمي
تم افتتاح المتحف رسمياً في 22- 12- 1417هـ برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير المنطقة الشرقية وبحضور معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ووكيل الوزارة للآثار والمتاحف الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد وسعادة مدير التعليم بمحافظة الأحساء الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس وعدد من رؤساء الدوائر الحكومية والمواطنين.
وقد أقيم متحف الأحساء في مدينة الهفوف على مساحة قدرها 4000م2 وبدأ العمل فيه بتاريخ 27- 2- 1403هـ وانتهى العمل منه بتاريخ 22- 6- 1404هـ وتم الانتقال للعمل فيه بتاريخ 9- 5- 1405هـ إضافة إلى وجود مساحة خلفية لإقامة الأنشطة التراثية قدرها 13000م2.
أقسام قاعة المتحف
تنقسم قاعة متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي إلى عدد من الأقسام منها:
أولاً: صالة الاستقبال
تتقدم المتحف وبها مكتب لاستقبال الزائرين واللوحات الرئيسة وهي كالتالي:
لوحة تتضمن قول الله تعالى {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا..}(9) سورة الروم.. للحث على النظر والعظة من عاقبة الأقوام السابقين.
لوحة تعرض خريطة للمواقع الأثرية التابعة لمتحف الأحساء والمواقع الأثرية بالمنطقة الشرقية.
لوحة تعرف متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي والغرض من إنشائه.
لوحة تتضمن خريطة تبين شبكة المتاحف الوطنية الإقليمية والمحلية بالمملكة.
لوحة تبين تاريخ التنمية الحديثة بالمملكة وتتضمن صوراً للبطل المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه أثناء تدشينه لبعض المشاريع بالمنطقة الشرقية، كما تتضمن صوراً لأصحاب الجلالة الملك فيصل والملك خالد يرحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أثناء تدشينهم لبعض المشاريع بالمنطقة الشرقية.
لوحة تبين اهتمام حكومة خادم الحرمين الشرفيين بالآثار وتتضمن صوراً للملك فهد (يرحمه الله) أثناء زيارته لآثار العلا ومدائن صالح في شهر صفر سنة 1406هجرية.
عرض لعدد من الصور القديمة للأحساء التقطت في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين الميلادي
كما خصص جزء من صالة الاستقبال لعروض المتاحف الخاصة وإهداءات المواطنين إنفاذاً للتوجيهات الوزارية وتطبيقاً للأهداف المرجوة من المتاحف وكانت باكورة هذا التواصل عرض المجموعة الخاصة لصاحب السمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي يرحمه الله الذي تقلد أمارة الأحساء ما يقارب الثلاثين عاماً. ومجموعة أخرى من عروض المواطنين. وخصص جزءاً آخر من صالة الاستقبال لعرض بعض من سمات التراث المعماري للأحساء.
ثانياً: صالة المحاضرات
وقد جهزت بكل ما يلزم المحاضرات العلمية وتشتمل على جهاز عرض سينمائي وجهاز عرض شرائح وجهاز فيديو وجهاز مكبر صوت كلها مجمعة في غرفة صغيرة للتحكم بالإضافة إلى جهاز تليفزيون في صالة العرض كما تستغل لتقديم عروض الفيديو للزائرين وتتسع لأربعين مقعداً.
ثالثاً: صالة المتحف الرئيسة
وتتكون من عدة أجزاء تتضمن عدداً من خزائن العرض الزجاجية واللوحات التوضيحية الملونة والخرائط التفصيلية حسب التسلسل الزمني والتاريخي للمنطقة وهي:
الجزء الأول: يعرض تاريخ وآثار المنطقة منذ 12 مليون سنة وحركة القارات والأزمنة الجيولوجية وعمر الأرض ومقارنة آثار المنطقة بآثار المملكة بشكل عام وأهمية المنطقة الزراعية والتجارية والخليج العربي وتشكله منذ بداية تكوينه إلى وقتنا الحاضر.
الجزء الثاني: يوضح فترات العصر الحجري القديم والوسيط والحديث ويعرض نماذج من أدوات ومواقع كل عصر ومنها موقع عين قناص بالأحساء الذي يمثل آخر مراحل العصر الحجري الحديث وما كشف فيه من حظائر تدل على استئناس الحيوان وما يعاصرها كموقع الدوسرية وما عثر فيه من نماذج لمساكن الأكواخ البدائية مع عرض لتأثر المنطقة بالحضارات المجاورة في وادي الرافدين كحضارة العبيد التي تعود إلى حوالي 3500- 2500 ق.م.
الحياة الفطرية
الجزء الثالث: يشتمل على نبذة عن الحياة الفطرية بالمنطقة حيث تبين أهم النباتات الصحراوية والحياة النباتية للأشجار المعمرة والحولية في الأحساء، كما تعرض الحيوانات البرية وتكيفها مع البيئة وأنواع المظاهر السطحية التي تعيش فيها مختلف الحيوانات والزواحف والطيور واستئناس الحيوان، كما تعرض مظاهر الحياة البحرية وأنواع الأسماك ومصائدها في الخليج العربي ونماذج لأدوات الصيد التي توصل إليها الإنسان وتطور صناعة المراكب وأصنافها وعرض نموذج مصغر لأحد المراكب وأدوات ومراحل صناعتها، بالإضافة إلى مهنة الغوص عن اللؤلؤ ومصائده (الهيرات) في الخليج العربي وتشريح الأصداف ونماذج لسلال الغوص وموازين اللؤلؤ.
الجزء الرابع: يبين مواقع الألف الثالث وأوائل الألف الثاني قبل الميلاد ومدن العصر البرونزي في شرق الجزيرة العربية وهو ما يطلق عليه فترة حضارة دلمون وأساطيرها وظهر رعاة الجمال 1700ق.م- 500ق.م (الفترة الآشورية والبابلية المتأخرة) وعرض معثورات من مواقع العقير والجرهاء ترجع إلى عصر الجرهاء من 500ق.م- 400ق.م إضافة إلى عرض خرائط تبين الطرق التجارية البرية والبحرية في الجزيرة العربية وما حولها.
الجزء الخامس: يبين الخطوط واللغات في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام ونماذج لأنواعها مع عرض لشاهد حجري كتب بالخط المسند الحسائي، إضافة إلى نبذة عن الكتابة في التراث الإسلامي وتطورها وأدواتها.
الجزء السادس: يبين الفترة الساسانية في شرق الجزيرة العربية 228- 622م واتحاد القبائل العربية.
الجزء السابع: يركز على الفترة الإسلامية والخلافة في شرق الجزيرة العربية وعرض معثورات منها. كما يعرض دور قبيلة بني عبد القيس في الاقتناع بالإسلام والدخول فيه وتأسيسهم لأقدم المساجد فيها وكذلك مدينة هجر والأحساء والعقير في صدر الإسلام.
الجزء الثامن: يبين فترة الحكام المحليين للأحساء (العيونيون والعصفوريون والجبريون) واستعراض تاريخ دولهم، كما يعرض للأحساء في العصر الإسلامي الوسيط وحكم بني خالد والفترة العثمانية الأولى والدولتين السعوديتين الأولى والثانية والفترة العثمانية الثانية، واسترداد الأحساء على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه.
الجزء التاسع
يحتوي على عرض لمواد وأدوات التراث الشعبي في حياة البدو والمجتمع القروي الزراعي والمجتمع الحضري ومدن وأسواق الأحساء وأبرز صناعاتها المحلية.
الجزء العاشر:
يعرض عدداً من العملات الإسلامية المنوعة وعدداً من المخطوطات وصورها.
السكن:
يوجد بالمتحف سكن خاص متكامل ومجهز بأحدث وأجود الأثاث لاستقبال كبار ضيوف وكالة الآثار والمتاحف. وكذلك يرتاده أعضاء بعثات التنقيب ليكون مقراً لهم أثناء عمليات التنقيب الأثرية.
الأستديو:
يوجد أستديو تصوير متكامل ومجهز بجميع أقسامه من معمل للطبع وآخر لتحميض وتوفير الكاميرات والأفلام الملونة وغير الملونة.
قسم الترميم:
يحتوي على جميع الأجهزة الخاصة بأعمال ترميم المعثورات الأثرية التي تجلب من المواقع التي تم التنقيب فيها ويقوم المتخصص بتنظيف وصيانة تلك القطع لكي يتم عرضها فيما بعد في صالات العرض الرئيسة وهو مجهز تجهيزاً كاملاً بأجود أنواع الأجهزة.
قسما المساحة والرسم:
يوجد بالمتحف قسما المساحة والرسم وهما مجهزان بجميع الأوراق والأجهزة الخاصة بذلك.
المستودعات:
يوجد مستودع خاص بالمعثورات الأثرية والقطع التراثية مكون من أرفف وخزائن معروضة بشكل منظم ومرتب.
مستودع خارجي خاص بمعدات وأدوات عمليات التنقيب الأثرية.
أهم معالم الأحساء الأثرية والسياحية
لبلاد الأحساء أهمية تاريخية وإستراتيجية منذ القدم، فهي جزء من بلاد البحرين التي كانت حلقة وصل بين مراكز الحضارات القديمة في بلاد السند والهند وفارس والرافدين واليمن والشام ووادي النيل، ولعبت دوراً مهماً في الإشراف على طرق التجارة البرية والبحرية، ولهذا فقد كان لها دورها في التاريخ القديم والتاريخ الإسلامي ومن أهم مواقعها موقع جواثى.
أولاً: جواثى (جواثا).
موقع أثري كبير يحمي بسور شائك ويبعد مسافة 17كيلاً شمالاً شرق مدينة الهفوف به مسجد قديم يقال له مسجد جواثى، اكتشف أنه أقيم فوق مسجد أقدم منه وتشرف على مسجد جواثى وكالة الوزارة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع إدارة المنتزهات التابعة لمديرية الزراعة بالمنطقة الشرقية لكونه يقع داخل منطقة المنتزه.
ذكرت جواثى في كتب الحديث ومصادر التراث التاريخية والأدبية، واعتبرت حصناً لعبدالقيس بالبحرين، أو قصر بالبحرين وذكرها الهمداني في وصفه جزيرة العرب وعدها مدينة بالبحرين، وكذلك ذكرها البكري.
واشتهرت في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب بمدينة الرخاء وقد وصف تجار جواثى في شعر امرئ القيس بكثرة ما يتاجرون به من أمتعة وذلك عندما أراد أن يصف كثرة ما معه من الصيد وهذا دليل على ما تعارف عليه الناس في تلك الأيام من كثرة تجارة جواثى وشيوع اسمها في ربوع الجزيرة العربية يقول امرئ القيس:
ورحنا كأنا في جواثى عشية
نعالي النعاج بين عدلٍ ومشنق
وعرف عن جواثى أنها مركز تجاري تقصدها القوافل التجارية وتعود منها محملة ببضائع التمور والمنتجات الزراعية والعطور وربما كانت سوقاً تجارية ترد إليها تجارة جنوب الجزيرة العربية.
وقد استمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية المبكرة ووردت في شعر أبي تمام:
زالت بعينيك الحمول كأنها
نخل مواقر من نخيل جواثا
ثانياً: موقع جواثى.
اسم جواثى بالهمز (جواثا) واعتبر أصله من جأث الرجل إذا فزع فكأنهم لما كانوا يرجعون إليها عند الفزع سموها بذلك وهذا يؤيد وجود حصن بالموقع وموقع جواثى الآن موقع كثبان رملية، وبه منخفضات تظهر فيها دلائل استيطان قديم ومبان مندثرة، ربما تكون بقايا جواثى الأمس أو جزءاً منها، فجواثى الأمس مدينة بها حصن ومنبر.
وتظهر بالموقع دلائل استقرار نشط في موقع التلال التراكمية ضمن نطاق مشروع حجز الرمال (المنتزه الوطني بالأحساء) فنشاهد بالموقع مجموعات من التلال الأثرية التي تغطيها الرمال وتنتشر فوقها أصناف عديدة من الكسر الفخارية والخزفية وأنواع من الزجاج الملون والأبيض الشفاف.
ولعل أرض جواثى تضم رفاة من استشهد من المسلمين في حروب الردة ومنهم الصحابي الجليل عبد الله بن سهيل بن عمرو، وعبد الله بن أبي- رضي الله عنهما.
ثالثاً: مسجد جواثى.
في الحديث الشريف ذكر لمسجد عبد القيس بجواثى (إن أول جمعة جمعت، بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين) رواه البخاري وغيره. وذكرت المصادر التاريخية حصن جواثى الذي اعتصم به المسلمون الذين ثبتوا على دينهم عندما حاصرهم أهل الردة، وقد استنجدوا بخليفة المسلمين أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- على لسان شاعرهم عبد الله بن حذف الكلابي:
ألا أبلغ أبا بكر رسولاً
وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لكم إلى قوم كرام
قعود في جواثا محصرينا
كأن دماءهم في كل فج
شعاع الشمس يعشي الناظرينا
توكلنا على الرحمن إنا
وجدنا النصر للمتوكلينا
وقد أنجدهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق- رضي الله عنه بجيش يقوده العلاء بن الحضرمي- رضي الله عنه- وقضى على الفتنة.
قصر المجصة
يقع قصر المجصة في جنوب بلدة الطرف الواقعة على مسافة 14كم شرق مدينة الهفوف وهو عبارة عن قلعة شيدت بالطوب الأحمر المأخوذ من أحد التلال القريبة من الموقع مما جعلها تظهر بشكل مميز وقد أقيمت على طرف أحد الينابيع الطبيعية التي كان ماؤها يجري باتجاه جنوب القلعة ويشكل الماء الزائد بعد ري المزارع المحيطة بالقلعة نهراً يتجه شرقاً.
وتحتوي القلعة على أربعة أبراج دائرية وعدد من الغرف وقد بني هذا القصر في موقع أثري ربما يرجع إلى ما قبل الإسلام وتاريخ بنائه غير معروف وتم تجديده عدة مرات كان آخرها سنة 1337هـ على يد أسرة آل حبيل أمراء الطرف آنذاك وكان الملك عبدالعزيز يرحمه الله قد زار القصر ثلاث مرات.
الزيارة الأولى في عام 1330هـ والثانية في عام 1331هـ أثناء فتح الأحساء والثالثة عام 1333هـ بعد أن أصيب في وقعة كنزان وتلقى العلاج في هذا القصر.
قصر إبراهيم
يمثل هذا القصر المركز الرئيس لإدارة الحكم في شبكة الدفاع بمنطقة الأحساء حيث كانت تقيم فيه حامية عسكرية بصفة دائمة وفي الوقت نفسه كان أيضاً بمثابة المقر الإداري الرئيس للحكومة.
موقع القصر:
يقع قصر إبراهيم في الجزء الشمالي الشرقي من حي الكوت أحد أقدم أحياء المنطقة وكان يشكل جزءاً من سور المدينة الشمالي الذي تم بناؤه في فترة الاحتلال العثماني الأول ما بين عام 956هـ وعام 1091هـ، وتم تطوير المنطقة المحيطة بالقصر وأصبحت مركزاً إدارياً للحكومة الإقليمية.
أما أصل تسميته ب(قصر إبراهيم) فقد اختلفت الروايات حولها حيث إن هذا الاسم أطلق على القصر خلال القرن الرابع عشر الهجري. وهو اسم لا يمت بأية صلة لأي شخصية تاريخية.
وذكر أن التسمية تنسب إلى إبراهيم بن عفيصان والي الأحساء في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد ويعتقد أنها الأقرب.
أما تاريخ بناء القصر الذي تقدر مساحته بـ 18200م2 فيرجع إلى عهد الجبريين الذين كانوا يحكمون الأحساء قبل قدوم العثمانيين ما بين عام 840هـ وعام 941هـ وقد قام العثمانيون في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم إلا أنهم لم يدخلوا أي تعديلات على الشكل العام للقصر ولكنهم أقاموا سور الكوت وأوصلوه بسور القصر ليصبح قصراً داخلياً بعدها تم إحداث عدة تغييرات كبيرة بداخله وكان ذلك بمثابة انعكاس للتغيرات العسكرية والثقافية حيث جلب العثمانيون معهم أساليب وطرزاً معمارية جديدة مع الموروث المعماري المحلي بالمنطقة ونشأ من هذا أسلوب معماري جديد ظهر في شكل الأقواس والقباب والزخارف الجصية الموجودة في مباني القصر والتي فرضتها مواد البناء التقليدية المحلية.
أهم أجزاء القصر:
1- مسجد القبة: (نمط إسلامي وفن معماري رائع).
يقع في الركن الجنوبي الغربي للقصر وقد بناه علي باشا حاكم الأحساء ما بين سنة (974هـ- 979هـ) وقد افتتح للصلاة في مايو 1571م. وقد بني في عهد سليم الثاني بواسطة علي باشا وتم الانتهاء منه بتاريخ 979هـ ويقصد بعلي باشا الوالي علي بن لاوند البريكي.
ومما سبق يتضح أن اسم إبراهيم ليس له علاقة بإبراهيم باشا ابن محمد باشا الذي استولى على الدرعية سنة 1233هـ حيث إن هذا القصر قد بني قبل هذا التاريخ بكثير. وأهم ما يميز المسجد مئذنته الشاهقة الارتفاع ذات الطراز الجميل ويتم الصعود إليها بدرج حلزوني شيد من الحجارة يصعد إلى أعلاها ليصل إلى استراحة المؤذن والتي زينت بستائر خشبية وسمي المسجد بمسجد القبة وذلك لضخامة قبته وكبر حجمها والتي روعي في بنائها النواحي الهندسية لتوزيع الأحمال وتردد الصوت والإضاءة من خلال النوافذ الجصية الجميلة المزخرفة بأشكال إسلامية وشيد المحراب وزين بالزخارف الإسلامية الهندسية. ويحيط بالمسجد من الجهتين الشمالية والجنوبية رواقان تعلوهما عدة قباب دائرية الشكل وفي كل منها محراب صغير لأجل الاعتكاف وقراءة القرآن الكريم وكذلك رواق من الجهة الشرقية يظل مدخل المسجد والمئذنة وشيد في صحن المسجد وأمام المدخل الرئيس ورواقه الشرقي محراب تؤدى فيه الصلاة في فصل الصيف.
مقصورة القيادة (الذكية)
وهي عبارة عن أربع غرف اثنتان في الأسفل واثنتان في الأعلى وبين كل غرفتين رواق للاستقبال ويصعد إلى الغرفتين العلويتين بدرجين أحدهما للصعود والآخر للنزول وقد أقيمت هذه المقصورة بطريقة ذكية حيث احتلت مكاناً إستراتيجياً تشرف من خلاله على كافة أجزاء القصر وعلى يمين وشمال المقصورة أقيمت مهاجع الجنود وهي عبارة عن عنابر طويلة مفتوحة تتقدمها أروقة.
حمام البخار
وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل سقفه عبارة عن قبة كبيرة وكان يعمل بنظام حمامات البخار الإسلامية حيث البركة الرئيسة وحولها الأروقة المدببة ويجلب إليه الماء من البئر الموجودة بالقصر عن طريق قنوات من الفخار بعد أن يتم تسخينه في أحواض أعدت لذلك ثم يخرج إلى مبنى الحمام الرئيس.
وإن كانت بعض أجزاء الحمام الأصلية قد أزيلت فإنه بالإمكان إعادة بنائها لوجود الأساسات واضحة إلى وقتنا الحاضر.
جناح الخدمة
ويقع على امتداد السور الغربي للقصر من الداخل وشيد هذا الجزء لأجل خدمات إعداد الطعام للجند وأقيمت فيه عدة أفران للخبز أو الطبخ وبجواره إلى الجنوب يظهر المدخل الثاني للقصر المؤدي إلى (براحة الخيل) أي مكان تجميع خيل العسكر وكذلك بئر الماء الرئيسة بالقصر وجناح غرف نوم الضباط حيث جهزت كل منها بسرير مبني بالطوب اللبن.
دورات المياه
وتقع في الجهة الشمالية من القصر وهي مقسمة إلى جزأين الشمالية وهي لقضاء الحاجة والجنوبية وهي للاستحمام ويصل الماء عن طريق قنوات فخارية من البئر وإلى الشرق منها شيدت إسطبلات خيل الضباط وجهزت بأماكن لشرب الخيول وأكلها.
القبو (مستودع الذخيرة)
وهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل شيدت أسفل الأرض ويتم النزول إليها بواسطة درج على شكل نصف مربع (وشيدت فوق الغرفة قبة صغيرة مشابهة لعدة قباب شيدت فوق مبنى المراقبة الذي يغطي مدخل القبو ومبنى المراقبة عبارة عن غرفة مربعة الشكل لها من الجهات الشمالية والشرقية والغربية أروقة شيدت بشكل جميل جداً لها أقواس إسلامية متكسرة في الوسط.
الأبراج الثمانية
وهي ثمانية أبراج شيدت الأربعة في أركان القصر على شكل مستطيل أما الأربعة الأواسط فهي دائرية الشكل وكانت تستخدم لأغراض الحماية وإطلاق النار ويصل بينها طريق عريض فوق السور له أيضا فتحات لإطلاق النار وقد شيد البرج الشمالي الغربي بشكل كبير وقوي حتى يتحمل ثقل المدفع الموجود عليه.
غرفة الاتصالات
وهي آخر المباني المشيدة حديثاً وتقع غرب مقصورة القيادة وأنشئت في عهد المغفور له الإمام عبدالعزيز بن عبد الرحمن ووضع فيها أقدم تلكس وصل إلى الساحل الشرقي حيث كان قصر إبراهيم مقراً للعساكر والاتصالات الإدارية في تلك الجهة المهمة والحيوية من المنطقة.
قصر صاهود
يقع قصر صاهود في حزم مدينة المبرز شمال الهفوف وتبلغ مساحته حوالي (10000م) وارتفاع أسواره ستة أمتار وهو أحد أبرز معالم الأحساء ويتميز بأبراجه المستديرة في أطرافه الأربعة بالإضافة إلى أبراجه المستطيلة الثلاثة ما عدا الجهة الغربية حيث حل بدلاً منها المدخل الرئيس.
أضف إلى ذلك أنه القصر الوحيد الذي قاسى حصاراً عسكرياً رئيساً عام 1214هـ حيث يعتبر من أعظم الأحداث العسكرية بالنسبة لقلاع الأحساء في العصر الحديث نظراً لأن القوات السعودية المحاصرة التي لا يزيد أفرادها عن مائة قد واجهت عدداً يفوقها عشر مرات خارج الحصن من قبل قوات سليمان باشا لمدة شهرين ورمي بالمدافع وهوجم بالزحافات وحاول هدم جدرانه ولم يقدر على فتحه لما يتمتع به من متانة وقوة.
قصر خزام
يقع قصر خزام في الرقيقة غرب مدينة الهفوف وهو عبارة عن قلعة حربية صغيرة الحجم تقدر مساحتها (2500م) وقد شيد هذا القصر عام 1220هـ في عصر الإمام سعود الكبير وقد شهد هذا القصر في ليلة الخامس من جمادى سنة 1331هـ قدوم الملك عبدالعزيز يرحمه الله لفتح الأحساء حيث كان أول الحصون الساقطة في يده ويحتوي القصر على مسجد صغير وبئر للمياه.
قصر الوزية
يقع قصر الوزية شمال الهفوف وقد شهد هذا القصر المعركة المعروفة في الأحساء بيوم ناصر باشا وهي معركة وقعت بين قوات ناصر باشا السعدون وقوات الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي وذلك سنة 1291ه وقد كان الإمام وجنوده يتحصنون في قصر الوزية حيث باغتهم ناصر باشا وهم يؤدون الصلاة ونال منهم وهو قصر صغير يتكون من برجين يؤدي إليهما درج وبجواره غرفة صغيرة في الشمال وأروقة من الجهة الغربية.
قصر المحيرس
يقع هذا القصر شمال مدينة المبرز شمال الهفوف وهو عبارة عن قلعة صغيرة حربية للمراقبة والحراسة شيد عام 1208هـ وقد شهدت هذه القلعة معركة بين قوات الإمام سعود وقوات زيد بن عريعر وقد وضع الإمام سعود كميناً في هذه القلعة وعليه تم هزيمة قوات ابن عريعر وطردهم من شمال المبرز ومن القرى الشمالية بالأحساء نهائياً ويحتوي القصر على عدد من الغرف في جهته الشمالية وبئر للمياه واستخدم كمستودع للذخيرة.
منزل الشيخ عبد اللطيف الملا
(منزل البيعة)
يقع في وسط حي الكوت وتقدر مساحته بحوالي (705م2) وأسس هذا المنزل عام 1203هـ وقام ببنائه الشيخ عبد الرحمن بن عمر الملا قاضي الأحساء في تلك الفترة من قبل الإمام سعود وقد شهد هذا المنزل قدوم الملك عبدالعزيز في ليلة 5 - 5 - 1331هـ لفتح الأحساء واستقر في هذا المنزل وبات في إحدى غرفه التي شهدت أول لقاء بين الملك عبدالعزيز والشيخ عبد اللطيف الملا ومن ثم مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله ولم تطلع الشمس حتى بايع سكان الهفوف كافة الملك عبدالعزيز في هذا المنزل الذي يعد نموذجاً للعمارة التقليدية في الأحساء.
ميناء العقير
الموقع والمميزات
يقع ميناء العقير على الشاطئ الغربي للخليج العربي ويبعد عن مدينة الهفوف عبر الطريق البري التجاري القديم حوالي 40كم.
ووصف صاحب المناسك ميناء العقير بأنه فرضة الصين وعمان والبصرة وهي من منار البحرين منبر لبني الرجاف وربما جاء اسم العقير والعجير كما يسميه أهالي الأحساء من اسم قبيلة عجير التي سكنت المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد وأوردت اسمها المصادر الكلاسيكية وقد يكون لاسمه دلالة جغرافية فقد ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي أن العقر كل فرضة بين شيئين وتصغيرها عقير.
ويعتبر ساحل العقير من أجمل السواحل الشرقية على ضفاف الخليج ويتميز الساحل بتداخل مياه الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر.
وتوجد بالعقير عدة جزر أبرزها جزيرة الزخنونية وجزيرة الفطيم ويعتبر العقير سوقاً من الأسواق التجارية القديمة في فترة ما قبل الإسلام وارتبط بسوق المشقر وسوق هجر حيث ذكر بعض المؤرخين أنه يقع على ساحل البحر ويلتقي فيه عدد كبير من تجار الأقاليم والأقطار المجاورة وتعرض فيه ألوان شتى من محاصيل بلاد العرب ومنتجات البلاد الأجنبية وبعد دخول قبيلة عبدالقيس في الإسلام ودخول هذه المنطقة طواعية في الإسلام الحنيف شهد ميناء العقير انطلاقة جحافل الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين.
الأهمية التجارية للميناء
يرتبط العقير بواحة الأحساء بطريق تجاري بري قديم شيدت عليه عدة قلاع وآبار للمياه من أهمها أم الذر وشاطر وبريمان وخوينج وقد شيدت هذه القلاع لحماية القوافل التجارية وتزويدها بالمياه.
وتقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ما بين 250 إلى 300 حمل جمل تحمل أصناف البضائع من الأخشاب والمواد الغذائية والبن والهيل والبهارات والملابس والعطور والبخور والصندل حيث ترد من الهند والصين وإيران والعراق واليمن وعمان وتعود محملة بأهم منتجات الأحساء من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي وبعض المنتجات اليدوية كالفخار، وتتميز العقير بكثرة الأسماك المشهورة بالجودة وطيب الطعم والنكهة.
معالم العقير الأثرية والتاريخية
يضم ميناء العقير العديد من المباني الأثرية والتاريخية أهمها:
مبنى الجمارك
يقع بمحاذاة البحر ويتكون من قسمين في وحدة بنائية واحدة جنوبي وشمالي
الأول: مستودع الجمارك: تمثله ساحة ذات سقف مدبب يغطي ستة أروقة بنيت جميع أعمدته بحجارة البحر (الفروش) استخدم لإيداع البضائع الواردة لإنهاء إجراءات الجمارك.
الثاني: إدارة الجمارك: إلى الشمال من المستودع ويتكون من دورين يطلان من جهة البر على فناء يؤدي إلى مدخل ينفذ إلى البحر للوصول إلى رصيف الميناء. وعلى جانبيه حجرتا المكاتب، ويقف على جانبي الفناء المؤدي إلى المدخل سلما درج يلتقيان عند شرفة تعلو المدخل، وتشكل واجهة الميناء الغربية، ثم تمتد شرقاً لتكون ممراً وسطياً يطل على البحر لمراقبة فناء ورصيف الميناء وعلى جانبيه حجرتان طول كل واحدة عشرة أمتار وعرضها خمسة أمتار، وتتوج مبنى المكاتب بزخارف جصية جميلة.
الفرضة
إلى الشرق من مبنى المكاتب باتجاه البحر فناء مكشوف بمحاذاة مبنى الإدارة والمستودعات يوازي رصيف الميناء المستطيل بطول (148متراً) ويقسم إلى جزأين الأول مكشوف يمثل رصيف تفريغ البضائع والثاني مغمور بشكل نصف دائري لتسهيل رسو السفن وليعمل كمصد يخفف من ارتطام الأمواج بالرصيف. وتحيط بجميع حجرات الإدارة نوافذ خشبية مستطيلة الشكل تعلوها أقواس نصف دائرية.
مبنى القلعة
يتكون من قصر الإمارة ذي المدخل المقوس، حيث تقوم على جانبيه مقصورتان رئيستان يزيد ارتفاعهما عن ستة أمتار ولكل منهما ست نوافذ مستطيلة تعلوها أقواس نصف دائرية مزينة بمثلثات زجاجية ملونة ذات مصاريع خشبية مزخرفة وخلفها قضبان حديدية. وجنوب القلعة يوجد المسجد ويتكون من رواقين أقيما على أعمدة مربعة وسداسية الشكل بنيت بحجارة البحر (الفروش) ومونة الجص.
مبنى الخان
استعمل منذ بداية القرن السابع الهجري كاستراحة للمسافرين ودوابهم ويحتوي على حجرات للنوم وقاعات لعرض البضائع، ويقع غرب الميناء. وبه غرف صغيرة ذات مداخل مقوسة وأبواب خشبية مستطيلة تعلوها غرف مسقوفة بخشب الشندل والباسجيل ومغطاة بالطين كانت تستخدم كسكن للعاملين بالميناء وكبار الزوار وتزاول فيها الأعمال التجارية من بيع وشراء وتخليص للبضائع. ويحيط بها سور بني بحجارة البحر وله بوابة من جهة الشمال تشرف على ساحة مكشوفة في الوسط.
مبنى برج أبو زهمول:
بني سنة 1280هـ ويعرف باسم برج الراكة لوجود شجرة آراك ضخمة بالقرب منه، وهو مبنى أسطواني الشكل يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار، بني على تل مرتفع عما حوله ويصعد إليه بسلم حلزوني يوصل إلى أدواره الثلاثة، ويحيط به سور دائري يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار، وتوجد بينهما بئر ماء عذبة يستقي منها الذين يترددون على العقير وتأتي أهميتها لكونها البئر الوحيدة العذبة في العقير. وأقيم البرج بجانبها حماية لها إذ توجد بئران ارتوازيتان فواران أحداهما بجوار مبنى الجمارك والآخر إلى الغرب ولكن مياهها غير صالحة للشرب.
تلال العقير (مخطط التلال الغربية)
بالعقير مواقع أثرية ترتبط بالمواقع التي تم تعيينها بالمنطقة الشرقية وخاصة مواقع بقيق وشمال العيون ورأس القرية وجنوب بقيق (موقع منجم الملح) ومواقع جنوب الظهران. وتمثل هذه المواقع تلالا أثرية تمتد إلى الجنوب الغربي من مباني الميناء تظهر بين كثبانها شواهد معمارية كجدران القلاع والمنازل والمدافن الدائرية وقنوات لري حول منطقة برج أبو زهمول إلى جهة الغرب. وقد قامت وكالة الوزارة للآثار والمتاحف بوزارة المعارف لموسمين متتاليين عامي 1413 - 1414هـ بعمليات تنقيب في إحدى تلك التلال كشفت عن مبنى سكني إسلامي يرجع إلى القرن الثالث أو الرابع الهجري وعثر به على مواد أثرية منوعة، والمبني يرتكز على أساسات مباني قديمة ترجع لفترة ما قبل الإسلام.