الأحساء .. منطقة امتازت بملامحها الخاصة، في إنسانها وأرضها وتاريخها .. ويصعب استعراض هذه الملامح في كلمة أو صفحات بل لا تتسع صحيفة كاملة لاحتواء ذلك التميز وتلك الملامح، فالإنسان الأحسائي عُرف بالولاء لأرضه فهو لا يكاد يفارقها إلا للضرورة، ويربط أحياناً بين مصالحه ومصالحها، واشتهر ابن الأحساء بالتواضع و(الطيبة) والأناة وتعلّقه بالثقافة والأدب.
والأحساء وهي تعد أكبر واحة في العالم تشتهر بينابيعها ذات المياه الوفيرة وزراعتها ونخيلها الذي يمثّل رمز خصوبتها وشموخها وكانت قديماً وما تزال تنتج كميات من التمور تحقق لها عوائد مالية كبيرة، فقد اجتذبت إليها هجرات عديدة من العالم قديماً ومن مناطق المملكة المختلفة حديثاً ليستقر أصحابها في الأحساء ويشكلوا فيما بعد عائلات بارزة فيها.
كما أنّ الأحساء من أقدم المناطق الحضرية في الجزيرة العربية والتي شهدت استقرار الشعوب منذ 5000 سنة قبل الميلاد، وقد شهدت الأحساء هجرات عديدة من القبائل والشعوب بدءاً بالعمالقة كما يروي الأصفهاني وتحاربت من أجل حكمها دول ومجموعات عديدة حتى استقرت تحت لواء الحكم السعودي عام 1331هـ.
والحديث يطول عن الأحساء وتلك الملامح التي تستفز النفس لمعرفة المزيد وبلا ترتيب مسبق للأفكار، فالأحساء تضم مسجد (جواثا) الذي ورد لدى البخاري على أنه أقيمت فيه أول صلاة جمعة بعد جمعة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأحساء التاريخية شاسعة وممتدة من حدود من شاطئ الخليج العربي الغربي والجزر المقابلة له من البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً ومن الخليج شرقاً إلى الدهناء غرباً أما حدودها الإدارية الحالية فيطلق اسم الأحساء على الرقعة التي تحدها من الشمال مدينة الدمام ومن الجنوب حدود المملكة مع قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وشرقاً الخليج العربي وغرباً صحراء الدهناء. وللأحساء العديد من الأسماء قديماً ومنها العدان وهجر والبحرين والخط وأخيراً الأحساء.
وفي محافظة الأحساء اليوم مدن رئيسية مثل الهفوف والمبرز والعيون والعمران وأحياء عديدة وجديدة، حيث النطاق العمراني ينمو بسرعة ويتبع لها نحو 50 قرية و30 هجرة، وتعد الأحساء ثالث منطقة بالمملكة من حيث الكثافة السكانية وهي وفق معلومات مصادرنا تدرس ضمن المحافظات التي سيتم تحويلها إلى مناطق بحكم حجمها السكاني والنطاق العمراني.
ويبقى استعراض خطط الجهات الرسمية في الأحساء حالياً والتي تعمل بجهد واسع ومتضافر بين أكثر من جهة لاستغلال مقومات السياحة المتوفرة فيها لتصبح إحدى مناطق المملكة السياحية ولهذا تمت خصخصة أجزاء من منتزهات الأحساء الطبيعية، كما يجري العمل في مشروع تطوير وتنظيم جبل القارة الشهير وجبل الشعيبة، كما حظي ساحل العقير بمشاريع بلدية ضخمة جعلته وجهة للمتنزهين وما زال العمل جارياً على استكمال مشاريعه، وهناك مشروع ضخم لبحيرة الأصفر لاستغلالها سياحياً، بالإضافة إلى المهرجانات المميزة التي تُقام في مناسبات مختلفة وبدعم كبير من إحدى أنشط جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة وهي جمعية الأحساء، بالإضافة إلى نشاطات النادي الأدبي والمجالس الثقافية المتعددة التي اشتهرت بها الأحساء.
مدير مكتب الأحساء