Al Jazirah NewsPaper Friday  05/06/2009 G Issue 13399
الجمعة 12 جمادىالآخرة 1430   العدد  13399
(الجحش العنيد)

 

عنّفت الحمارة ولدها الجحش بعد أن أخبرها عن عزمه على الخروج إلى بلد آخر، ثم سمعا أقدام الحمار فقالت: انظر لولدك ماذا يريد فقال الجحش: كل شيء من نصيب الحصان، الماركات التجارية، سباق الخيول، هل سمعتما بسباقات للحمير بالتأكيد لا فقال الحمار: دعيه فقد نصحته مراراً ولكن من لم يستفد من الخير فلن يستفيد إلا من الشر فقال الجحش: وهل تعجبكما حياتكما، أنت تسحبين الماء كل يوم لتروي أشجار الرمان والزيتون، وأنت تحمل المتاع من الصباح إلى قريب من الليل تطوف البلد. فقال الحمار: ستأتي مطأطأ الرأس يوماً ما، فخرج الجحش وتعدّى التل الأول ثم التل الثاني الخارج من البلد فأمسك به أيتام وربطوه بجذع شجرة سدر وقالوا لأمهم: هذا الجحش سيحملنا للمدرسة البعيدة كل صباح ونحن الآن سنصلح العربة.

تبرّم الجحش وضجر فكل صباح يسحب العربة وعليها الأيتام الخمسة مع حقائبهم إلى المدرسة ويبقى مربوطاً بعمود إنارة خشبي إلى قريب من الظهيرة، وفي وقت العصر يتباهى الأيتام مع أولاد الحارة بركوبه في ساحات الحي، وفي الليل يبقى مربوطاً بذات السلسلة الحديدية.

مضت ستة أشهر على هذا العمل فاشتاق إلى أبيه وأمه ونظر للسلسلة فأخذ يعضّها ويقضمها ولكن لا حيلة معها فهي حديدية، ثم سمع صوت ولدين يعرفهما ليسا من الأيتام وإنما من أولاد الحارة، فاقتربا منه وقال أحدهما، غداً سيحملون حقائبهم مشياً وسيتصببون عرقاً فقال الآخر: بسرعة اضرب بالفأس، ومضت دقائق فتخلص الجحش وهزَّ رأسه فرحاً وانطلق أمام الولدين فسقطا وركض بكل قوته نحو الطرف الآخر من البلد.

خالد بخيت - القريّات



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد