الشاعر علي بن سعد أبو كسرة الرفاعي الغامدي أحد الشعراء الشباب الذين برزوا في ساحة الشعر وخاصة شعر العرضة الجنوبية التي امتطى صهوة جوادها قبل سنوات وصارع العديد من كبار شعرائها حتى فرض اسمه وبقوة في ساحاتها، يتميز شعر شاعرنا بقوة السبك ومتانة الحبك ومحافظته على الأصالة والجزالة ومن شواهد ذلك هذه القصيدة الرائعة:
|
يالله يا مطلوب عونك على هذه الحياه |
كان ما عاونتنا ما من الدنيا حصيل |
كل شي يقف لا وصل غاية منتهاه |
حتى لو دربه صعيب ومشواره طويل |
والصحيح اليوم من جاء يريده ما لقاه |
لا لقى قدمه ذيابه سمع بعده صهيل |
لا يغرك من يقول المرض نلقى دواه |
الاوادم نصفهم قاضي عمره عليل |
والرفيق اللي مقفي ولا ادري وش بلاه |
ما خبرنا جاه منا كثير ولا قليل |
ما نشدنا وين وجهه ولا انشد عن قفاه |
ونشدة عن ذيك الاشكال شي مستحيل |
ما نسوق النشده الا عن الناس الغلاه |
لو تطول أيامنا ما نبي فهم بديل |
أهل شيمه وأهل قيمه وأهل وجه وجاه |
وأهل نهج لو تميل المناهج ما يميل |
ما يخيب ربعه الا الذي تبت يداه |
ولا يصون الرفقه الا الاصيل ابن الاصيل |
يالله إني سد وجهك ولا غيرك إله |
من عباد لا تجمل ولا فيهم جميل |
وله هذه المرثية المؤثرة بعد وفاة الشاعر الكبير ظافر بن مانع الغامدي الذي وافته المنية يوم الأربعاء 12-8-1429هـ وهو أحد الشعراء المميزين الذين سبق أن نشرنا عنهم هنا في الجزيرة:
|
الله من هم طعني بشلفاه |
وأركى وخيم بين حدب الضلوعي |
سبة خبر يا ليتنا ما سمعناه |
حزة مغيب الشمس يوم الربوعي |
قفّى رفيق كلبونا عرفناه |
بالطيب والرفقه وزين الطبوعي |
ظافر ولد شباب لا من نصيناه |
نلقى وجوب وريح عود يفوعي |
واليا احتزمنا فاللزوم وطلبناه |
يبدي وننطح به كبار الجموعي |
لا والله الا غاب ما عاد شفناه |
غيبه طويله ما وراها رجوعي |
وعز الله انا يا رفاقه فقدناه |
ما كن به غيره من الناس دوعي |
ياما كتبنا من قصيد ورثيناه |
وياما نزفنا بعده من الدموعي |
أبكي على شيخ برى الحال فرقاه |
وعز الله اني بعد ظافر قنوعي |
عفت القصيد وعفت ليلي ومسراه |
وحتى من المنزل قليل طلوعي |
الله يرحم ظافر ليا ذكرناه |
عد البراري والثمر والفروعي |
ومن روائعه هذه القصيدة في مدح محمد بن مطلق بن مطير الغامدي:
|
بسم الله الرحمن نفتح به قفول مبهمات |
حلال صعبات الأمور ليا عجز حلالها |
سامع دبيب النمل الأسود فالليال المظلمات |
وأبواب رزقه في يده مفتاحها واقفالها |
البارحه شوش على فكري شريط الذكريات |
شي مضى وقته مع أيام الدهر وليالها |
وعند الحقيقه ما كسبت من الليال الماضيات |
الا الرجال اللي تبرهن قولها بأفعالها |
أنا أشهد أن خوة حميدين السجايا والصفات |
أفود من الدنيا وسجتها وجمع أموالها |
مثل محمد لا حسبنا أهل الفعول الطيبات |
نعم الرفيق اللي يوفي كلمته لا قالها |
نسل الرجال اللي حموا دون الركاب التاليات |
يوم الأصيله ما تقر الا تحت خيالها |
أبمدحه والرفقه اللي بيننا حد الحياة |
تبقى على طول الزمان ولا يميل ظلالها |
من لا نفع حد العمر ما ينذكر وقت الممات |
والناس ما هي ناس لولا طيبها وأفعالها |
وأختم بذكر اللي خلق والباقيات الصالحات |
يالله تغفر زلتي يوم البشر بأعمالها |
ومما يدل على تفوق شاعرنا في فن العرضة الجنوبية هذه المسيرة الجميلة (بدعا وردا) التي شدا بها في إحدى ليالي الشعر:
|
|
يا صقر ياللي تلم الصيد بالجنحان والمخلاب |
ادري انك يا صقر يكفيك طول الدهر فعلك واسمك |
وانك الحر الطليق اللي يجر الصوت والدوى |
لكن أخاف الصدف ترميك في قبضة غشيم وجاهل |
جاهل من كثر جهله ما يعرف الصقر والعقاب |
أما حطك فالشبك حتى تموت من القهر في حبسه |
والا شب النار وأوقدها وحطك في وقودها |
النصيحه يا صقر خلك بعيد وزد وعيد النظره |
لا يسلمك الحمام لموقع الصياد والشبك |
عندها تندم ولا ينفع حسوفات ومندمه |
|
الله لا يعمر بيوت البخل يوم البني والمخلاب |
العلاقات القوية كنها سمك النوايف واسمك |
والدواير دايره والكي بالنار آخر الدوا |
اما انا من بعد عديت السنين وكل عام جاء.. هل |
استخرت الله والله في يديه العفو والعقاب |
أرد يا ظميان واشرب والنهل ما حد نقص من حبسه |
وارتفع صوب الجبل واحرص على الخطوه وقودها |
غير بعض اصحابنا خايف عليه من الحسد والنظره |
الله يا حسبك على من وقعك فالشر وانشبك |
لا صديق الا الذي يفديك من روحه ومن دمه |
سعيد محسن الغامدي |
|