تأمل أخي الزوج الكريم إلى هذا الحديث العجيب وهو في الصحيحين، عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان الحبشُ يلعبون بحِرابِهم يسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو. وعند مسلم قالت السيدة عائشة: والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحِرابِهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو. فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوّج السيدة عائشة كما أخبرت هي بنفسها، أنه تزوجها وعمرها سبع ودخل بها وعمرها تسع سنوات؛ فهذه الصغيرة تحتاج من زوجها إلى رعاية خاصة، وزوجها هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وهو مشغول بأمور الدعوة وتبليغ رسالة ربه ومشغول بالجهاد وإدارة أمور البلاد، ومع ذلك يعامل زوجته الصغيرة بما يناسبها ويراعي فارق السن ويتحمل تصرفها ويصبر عليها حتى تشاهد اللعب وغيرها من الأمور المباحة، ويجد الوقت لكي يستر زوجته من عيون الرجال وهي تشاهد لعبهم بالحربة. قال ابن حجر: قولها يسترني بردائه دال على أن ذلك كان بعد نزول الحجاب، وكونها تنظر هي إلى الرجال فقد تكلّم فيه أهل العلم بكلام لا حاجة إلى ذكره هنا، لكن تأمل إلى سعة تحمله صلى الله عليه وسلم لزوجته الصغيرة بل كما تقول هي رضي الله عنها أنها كانت تغتسل مع النبي صلى الله عليه وسلم سوياً من إناء واحد كما في الصحيحين، بل تقول السيدة عائشة كما في مسلم: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحِدٍ فيبادرُني حتى أقول دعْ لي دعْ لي. قالت وهما جُنبان. فأين هذه الأفعال من تصرفات بعض الأزواج يتزوجون الصغار ولا يعرفون معاملة الصغيرات ولا الكبيرات؟ وإلى الله الشكوى.
* تبوك