الدوادمي - خاص ب(الجزيرة)
تحتضن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدوادمي في جنبات فصولها وحلقها ما مجموعة (3425) طالب وطالبة منهم (1715) طالبة.. فيما يبلغ عدد الحافظين والحافظات لكتاب الله (140) حافظ وحافظة. وأبان فضيلة رئيس الجمعية بالنيابة الشيخ محمد بن على العيد - في حديث ل(الجزيرة)- أن الجمعية تعمل حالياً على التوسع في حلق التحفيظ، وفي الدور النسائية وتطبيق البرنامج الشهري للمراجعة، وفتح حلق لتصحيح التلاوة.
ونوه فضيلته بالدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات في تخريج جيل من الناشئة والشباب (بنين وبنات) حافظين وحافظات لكتاب الله ملتزمين بهديه وأحكامه وآدابه في سلوكياتهم وتعاملاتهم، وقال: إن أبرز الوسائل التي انتهجتها الجمعية في تحقيق هذه الرسالة المباركة هي: اختيار المعلمين الأكفاء المناسبين لتعليم كتاب الله -عز وجل-، وإقامة المسابقات على بعض الكتب والأشرطة التي تركز على مكانة أهل القرآن في الدنيا والآخرة، والتركيز على الآيات التي تحث على العمل بالقرآن الكريم وإبرازها وبيان معانيها، وكتابة بعض الأحاديث التي تحث على العمل بكتاب الله -عز وجل-، والتمسك بهدي رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكتابة العبارات الواردة عن بعض السلف في الحث على العلم والعمل به.
وفي ذات السياق، أكد أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم أسهمت إسهاماً كبيراً من خلال رسالتها القرآنية في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وحماية النشء والشباب من البنين والبنات من الغلو والتطرف، وقال: إن كتاب الله -عز وجل-، منهج قويم يهدي للتي هي أقوم وصراط مستقيم يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم، مشيراً إلى أن معلم القرآن ومتعلمه في الغالب رحمة للعالمين تأسياً بالرسول الأمين -صلى الله عليه وسلم- حيث قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
كيف لا يتأسون به وهو يقول في كتابه الذي يحفظونه في صدورهم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ومن إيمان ولاة أمرنا بأن القرآن وحامله يصلح ولا يفسد ويبني ولا يهدم ولبنة صالحة في أسرته وحيّه ومجتمعه ووطنه وأمته.
وشدد فضيلته على أن الحلق والمدارس القرآنية هي أفضل المحطات التي يكون فيها وأد الفكر المنحرف وإقامة الفكر السليم والعقيدة الصحيحة، كذلك تقوم الجمعيات بتوزيع بعض الأشرطة للمشايخ المعتبرين من علماء بلادنا الحبيبة الذين عرفوا بالوسطية وتوزيع الكتيبات والفتاوى الصادرة من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية والتي تحذر من التطرف والغلو، وإقامة المحاضرات والندوات للتحذير من هذا الفكر والحث على التمسك بالكتاب والسنة، وغيرها من المناشط واللقاءات التي تدعم الفكر السليم وتحذر من الفكر الدخيل.
وفي إشارة إلى تفاوت الجمعيات الخيرية ومؤسسات تعليم القرآن الكريم من حيث الاستفادة من التقنية الحديثة عند القيام برسالتها تجاه كتاب الله، أفاد الشيخ محمد العيد أن الجمعية قامت بإنشاء موقع خاص بها على الشبكة العنكبوتية، وكذا تنزيل مصاحف ونماذج من تلاوات الأئمة والقراء المشهورين، وتطبيق الحلقات الإلكترونية، ووضع منتدى للتواصل بين الدارسين والمتخصصين في علم القراءات للاستفادة منهم، وضع نماذج من قراءات الطلاب المتميزين على موقع الوزارة صوت وصورة، تفعيل الرسائل النصية SMS، وضع بريد إلكتروني للمشرفين للتواصل مع معلمي الحلق والدارسين وأولياء الأمور لاستقبال الملاحظات والاقتراحات، وكذلك تعيين موظفين متخصصين للإشراف على الموقع الإلكتروني للشبكة العنكبوتية للرد السريع وتصنيف الاقتراحات والملاحظات وإرسالها إلى المسؤولين عنها.
وأبان فضيلته أن هناك عدداً من الصعوبات المعوقات التي تؤثر على مسيرة الجمعيات وفي مقدمتها قلة الموارد المادية، والأوقاف التي يعود ريعها لصالح الجمعيات،وقلة الدعم المادي من قبل شرائح المجتمع، وقلة الدعاية التي تبرز نشاطات الجمعية، وقلة المعلمين السعوديين الأكفاء بالقدر الكافي لسد حاجة حلق القرآن، ومنع الجمعيات من التعاون مع الحافظين لكتاب الله -عز وجل- والذين يحملون إجازات في حفظ كتاب الله، مما يؤخر فتح الحلق في الأحياء والقرى والهجر، فلو سمح بالتعاون معهم مؤقتاً لسد الحاجة حتى يتوفر البديل، مشدداً على أهمية ألاّ يكون قبول المعلم إلا بعد اختباره في حفظه ومعتقده، وسلامة أفكاره.
وزاد قائلاً: ومن المعوقات عزوف الأبناء السعوديين (أبناء هذه البلاد المباركة) عن حلق القرآن ونتج عن ذلك قلة الحفاظ من الطلاب السعوديين، وقلة الدورات التدريبية التأهيلية للمعلمين وذلك بسبب ظروف الحلق وصعوبة التنسيق مع المدربين، وضعف الإعانة السنوية الواردة من وزارة الشؤون الإسلامية، وضعف مكافأة العاملين في الجمعية من معلمين وموظفين.
وعن كيفية معالجة نقص أو قلة الموارد المالية الذي تعاني منه الجمعيات ويعيق كثيراً من برامجها تجاه كتاب الله، عرض فضيلته ما قامت به الجمعية في هذا الشأن؛ حيث قال إنه تم إنشاء مشاريع استثمارية لإيجاد موارد ثابتة، ومنها: إنشاء مشروع استثماري في المحافظة على الأرض الممنوحة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله- وهي عبارة عن سوق تجاري مكون من عدة محلات للإيجار.
ومن المشروعات كذلك إنشاء شقق سكنية على السوق التجاري (ثلاثة أدوار) وعلى نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وجعل ذلك في ميزان حسناته، شراء قطعة أرض بمدينة الدوادمي وبناء محلات في الدور الأرضي وثلاث شقق للإيجار ومقر للجمعية في الدور العلوي، شراء عقار استثماري بمدينة الرياض، بناء دار نسائية وهي دار أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومساحة الأرض 757 م2 ومساحة البناء 1640.69 م2 وتتكون من ثلاثة أدوار وبها عدد ثمانية شقق سكنية للإيجار، والتكلفة الإجمالية لهذا المشروع 1396088 ريال تقريباًً.
وواصل القول: إن الجمعية تعتزم كذلك إنشاء دار فاطمة النسائية لتحفيظ القرآن الكريم وهي على الأرض المتبرع بها أحد المحسنين بمساحة إجمالية قدرها1800م2 وهي عبارة عن دورين، الدور الأول فصول وقاعات والدور الثاني شقق يعود ريعها للدار، البدء في بناء الأرض المتبرع بها أحد المحسنين وهي عبارة عن ثلاثة أدوار يعود ريعها لصالح الجمعية على طريق الملك عبدالعزيز، رغم الجهود المبذولة لتوفير الإمكانات المالية إلا أن كثرة المتطلبات تحول دون الوصول إلى الأهداف المرجوة حيث إن الإقبال على الحلق بزيادة ملحوظة في كل عام، بالإضافة إلى كثرة الطلبات من المواطنين لافتتاح حلق جديدة، لذا نرى زيادة الإعانة الحكومية للجمعيات لمقابلة النمو.
وفي نهاية حديثه، نوه الشيخ العيد بما تقدمه الحكومة الرشيدة -حفظها الله- لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في البلاد الحبيبة بجميع أنواع الدعم المادي والمعنوي، وقال: إن حضورهم المناسبات وحفلات تكريم الحفاظ واللقاءات المعقودة لمعلمي تحفيظ القرآن الكريم، والحافظين لكتاب الله عز وجل من أبناء هذا البلد إلا دليل كبير على مدى اهتمامهم، وعنايتهم بكتاب الله وحفظته، والقائمين على الجمعيات.