نعيش بمجتمع يدين بالإسلام، وهذه الديانة تفرض علينا أُطراً تطال جميع مجالات الحياة والممات.. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وإن هذه الأطر تلزمنا بأن نمثل الإسلام بالواقع لا بالحديث فقط.. ولا أن نتغنى فيه بالكلام دون أن يتجاوز ذلك الحناجر.
نعم قد نجد بعضاً ممن يحث على حسن السمت ومكارم الأخلاق ولكن لا يلتزم بها بشكل كامل جراء ظروف حياتية يمر بها أي إنسان ونقول إن هذا من واقع الإنسان المجبول على الخطأ والنسيان ومع ذلك شرع في الإسلام خطبة الجمعة والتذكير والوعظ لإعادة النفس البشرية إلى مسارها الشرعي وإلى هنا يظل الأمر ذا طرح منطقي وطبيعي في ظل البيئة التي نعيشها كبشر.. لكن تختلف المعادلة وتتشقلب المقاييس عندما نقرأ ونشاهد من يجاهر بسلبيته بل ويتجاوز ذلك إلى الانتقاد والتندر بمن يقوم بالدور المجتمعي الذي حث عليه الشرع المطهر في التوعية ضد خطورة السحر والشعوذة وهي ذات الخطر العقدي الفاضح والأثر التدميري الكبير على الأمة فلا هو من قام بهذا الدور الذي يمليه عليه إسلامه ولا سلم من قام بهذا الدور من انتقاده وتهكمه.
إن من ينتهج النقد للنقد ذاته دون أن يضع معياراً لهذا النقد ودون وضوح رؤية عن الهدف من النقد حري به أن يقيّم مواقفه ويحدد أولوياته ويوضح أهداف كتاباته بينه وبين نفسه لأن شخصاً بهذه الوضع ينبغي له أن يقيّم حالة تفكيره ويخضع لمجموعة من الاختبارات المنهجية للتأكد من سلامة طرحه وأسلوب تفكيره.
ولمثل هذا الكاتب نقول عليك بالتفكير الإيجابي والبعد عن الظلمة فيه لأن النظر من خلال الجانب المظلم لن يمكنك من الحراك وستبقى تدور في إطاره بل وأسوأ من ذلك أنك سترى الجانب السلبي من كل أمر مما يحتم عليك تعلُّم فن التجاهل للأفكار السلبية بأن تقول لنفسك (وليكن، لا بأس).
أخي صاحب هذه النفسية عليك أن تمضي في طريقك ثابتاً هادئاً، فالأمر ليس سهلاً، لكن الوقت -بإذن الله- كفيل أن يوصلك إلى هذا الانسجام الداخلي الرائع مع الحرص على مراقبة أفكارك لكي تستأصل منها الأمور السلبية وتحرص على البعد عن الانطواء على الذات والاسترسال مع الانفعالات والحذر من الغضب والتماسك قبل الإقدام على أي تصرف حتى لا تعيش رهين أفكار نشأت من ردود فعل متسرعة.
وعليك بمراجعة النفس دائماً للحرص على تقويمها لتعرف ما لها وما عليها، وما هو من طاقتها وما هو فوق ذلك، وعليك أن تبدأ الصباح بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضا والحيوية فلذلك أثر قوي.
وإذا اجتاحتك الأفكار السلبية أو خاطرة تشاؤمية ابق هادئاً واسترخ وتأملها بعين الموضوعية حتما ستجد أنك كنت تبالغ وتعطي الموضوع أكبر من حجمه، وتذكَّر أن التفاؤل سبيل عظيم نحو السعادة الداخلية فلا تحرم نفسك إياه.. فقط انظر إلى الجانب المشرق والجميل في الأشياء.