موسكو - سعيد طانيوس

رجحت مصادر قريبة الصلة من الرئاسة الروسية أن يؤجل الكرملين توريد منظومات الدفاع الجوي الفعالة من طراز (س -300) لإيران إلى أجل غير مسمى، وذلك كعربون صداقة يقدمه الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف لنظيره الامريكي باراك اوباما قبل اجتماعه الاول معه الشهر القادم.

وتدل المعلومات المتوافرة على إن إيران تعاقدت في عام 2005 على شراء ما بين 40 إلى 60 منظومة من صواريخ (س - 300 ب م أو 1)، إلا أن موسكو اجلّت مراراً وتكراراً موعد تنفيذ هذا العقد بحجة الظروف السياسية المعقدة، أما التأجيل الاخير الذي جاء بعد زيارة وزير الدفاع الايراني للعاصمة الروسية موسكو الشهر الماضي فهو خطوة على طريق تهدئة ومصالحة الإدارة الأمريكية التي تُقلقها أنباء حصول طهران على أسلحة صاروخية.

ويرى مراقبون روس أن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق يمكن أن يُوقع الولايات المتحدة في هاوية في حال عدم إعادة العلاقات الأمربكية الإيرانية إلى طبيعتها.. ذلك لأن العراق سيخضع في حقيقة الأمر للرقابة الإيرانية وهو ما يعني إفشال الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة خلال سنوات طويلة لتأمين موطئ قدمها في المنطقة بحسب رأي الباحث رجب صفاروف.

ويقول الباحث صفاروف المختص بالشؤون الايرانية، في إشارة إلى احتمال تعليق صفقة صواريخ (س -300) حتى إشعار آخر، إن هذا لا يعني أن موسكو تراجعت عن قرار بيع هذه الصواريخ إلى إيران. فالاتفاقية التي وقعتها موسكو وطهران تقول إن روسيا ستسلم إيران منظومات (س -300) في موعد (يرضي الجانب الروسي).

ويضيف الباحث أن ذلك يتيح لروسيا استخدام صفقة منظومات (س -300) كورقة رابحة في مفاوضة الولايات المتحدة بهدف إرغام الجانب الأمريكي على تقديم مقترحات ترضي الجانب الروسي، سواء في مسألة الدرع الصاروخي او موضوع توسيع حلف شمال الاطلسي (الناتو).