Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/03/2009 G Issue 13312
الثلاثاء 13 ربيع الأول 1430   العدد  13312

إلى جنة الخلد يا فهد
أختك: نداء دخيل الشايع

 

في مثل صباح هذا اليوم قبل ذهابي إلى الجامعة وقفت ونظرت إليك، وقتها لم أكن أعرف ما سبب تلك النظرة وبعد عودتي إلى البيت لم أجدك علمت أنك ذهبت مع أصدقائك لتناول الغداء ذهبت إلى النوم وبعد ساعات استيقظت مفزوعة لم أر كابوساً ولكن شيئاً ما أمرني بالاستيقاظ أخذت أذكر الله، بعدها بدقائق سمعت بكاء أمي نزلت بسرعة جنونية ما الأمر ماذا حدث؟

أتاني جوابها (ادعي لأخيك وقع له حادث) كيف.. ومتى..؟؟؟ كدت أجن صرخت وبكيت كالمجنونة كيف لا وأنا أعلم أنا أخي يصارع الموت الآن.. موقف يعجز اللسان عن وصفه ينشل العقل عن التفكير ما أصعبها من لحظات قال تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً).بدون مقدمات كلمة أنهت كل ما لدي من أمل (فهد مات) رحل أخي إلى الرفيق الأعلى توقف الكون من حولي اسودت الدنيا في وجهي كيف مات؟ شاب في مقتبل العمر لقّب نفسه (بالنمس) كان يمارس هواية التفحيط ألقى أخي صريعاً فهل ذنبه قطع الشارع لأداء صلاة المغرب؟

بالأمس كنا نحاول حل مسألة الرياضيات واليوم أنت في قبرك.. بالأمس كنا نتناقش في انتقالك من مدرستك واليوم أنت تحت التراب.. بالأمس كنت أحاول إقناعك بدخول قسم الهندسة وأنت تريد العسكرية ولم تتحقق أحلامنا لا أنا ولا أنت لم تكمل 17 ربيعاً.فيصل طفل لم يكمل الرابعة من عمره حُرم من أخيه مبكراً يسأل ويجيب نفسه أين فهد؟ بالمدرسة.. عند ربي في الجنة رحمه الله.وقتها أدركت أن نظرتي له في الصباح كانت ما قبل الأخيرة ولكن عندما غطي أحب الناس على قلبي بكفن أبيض كما نور وجهه أدركت حقاً أنها النظرة الأخيرة.

خُطفت من بين أعيننا وأنت في ريعان شبابك (اللهم لا اعتراض) أطفأت شمعتك ذات الـ17 ربيعاً قلوبنا قبل أعيننا بكتك؛ صغيرنا قبل كبيرنا افتقدك؛ والداك تفطر قلباهما لفراقك وإخوتك لا تسل عنهم!! بين مصدّق ومكذّب للخبر!؛ حشود اكتظ بهم المسجد للدعاء لك ومشوا خلف جنازتك يترحمون عليك؛ نعم افتقدناك ولو بأيدينا فديناك.. بكاك مسجدك رياض الصالحين، أصدقاؤك، مدرسوك، عدد من المنتديات كتبت عنك وهم لا يعرفونك كتبوا ما شاهدوا من بشاعة المنظر عند الذهاب إلى المسجد، كان أخي عثمان ينهرنا عن البكاء ويطلب منا الدعاء لك عُرفت بخلقك الحسن ومت على ذلك..

انتقلت إلى ربك بابتسامة تعلو محيّاك وسبابة مرفوعة أرجو من الله أن يقبلها، فهنيئاً لك يا أخي هذه الخاتمة:

وما المال والأهلون إلا وديعة

ولا بد يوماً أن ترد الودائع


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد