Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/03/2009 G Issue 13312
الثلاثاء 13 ربيع الأول 1430   العدد  13312
اللُحمة العُمرية
عبدالرحمن بن سليمان الشويرخ

 

تابعت عبر ما نشر في بعض الصحف وعبر مجلة العُمري الاجتماع السنوي لعائلة العُمري في مدينة الرياض خلال شهر محرم الماضي، وقد سرَّني كثيراً هذا اللقاء الأسري الجميل الذي تسابق إليه الشيوخ والشباب والأطفال، وكم هو جميل أن تلتقي الأسر على هذا النمط في زمن تتزاحم فيه الأشغال وتكثر فيه المسؤوليات وتنزع منه بركة الأوقات وزيادة أفراد الأسر ولله الحمد، بالرغم من ذلك كله فقد أسعدني هذا الحضور الكبير لهذه الأسرة العريقة التي أنجبت رجالاً أسهموا في بناء هذا الوطن الغالي في مجالات شتى.

إن هذه اللقاءات العائلية بجميع أزمنتها سواء السنوية أو الشهرية أو الأسبوعية هي طريق من طرق صلة الرحم التي أمرنا الله بها في أكثر من آية من آيات الله، كما في قوله تعالى في سورة الرعد (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ) وفي الحديث القدسي أن الله عزَّ وجلَّ لما خلق الرحم تعلقت في عرش الرحمن وقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال ألا ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك لكِ).

إن استجابة أفراد العائلة العُمرية لهذا اللقاء يعد إن شاء الله قربة وعبادة جليلة يتقرب العبد بها إلى ربه.

وقد لفت نظري جائزة التفوُّق العلمي التي صاحبت اللقاء، لا أقول لأحد رجالات العائلة فقط وإنما أحد رجالات الوطن وهو الشيخ المربي صالح بن سليمان العمري، حيث خصص أبناؤه جائزة سنوية للتفوق العلمي لأبناء وبنات العائلة، وهذا من البر والوفاء لهذا الرجل الذي خدم دينه وبلده على مدى عقود من الزمن وخاصة في مجال الرعاية الاجتماعية والتربية والتعليم، فرحمه الله رحمة واسعة وجزى الله أبناءه خير الجزاء.

ومما شدني كثيراً تلك الأقلام المبدعة في الكتابة والتأليف في هذه الأسرة سواء في مجال التأليف أو العمل الصحفي والدعوي، وذلك من خلال اطلاعي على عدد من مؤلفات أبناء العائلة أمثال الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم والدكتور عمر بن صالح، والأستاذ سلمان بن محمد وغيرهم، ومن هنا ليس مستغرباً أن نرى صدور العدد الثاني من مجلة أسرة العُمري والتي زخرت بكثير من المواضيع المميزة بأقلام أبناء العائلة فتجد الطبيب في مجاله يكتب والمؤرخ في تخصصه والاجتماعي بمجاله والعسكري بفنه والشرعي بأجوبته على أسئلة المستفتين، فالكل شارك بما منحه الله من علم.

وقد استمتعت أن وجدت بين الوثائق المنشورة في المجلة عقد إجارة بين جدهم محمد بن سليمان العمري وجدي الرابع عبدالرحمن بن محمد عبدالرحمن بن شويرخ قبل حوالي 140 سنة، إن هذا التميز لهذه الأسرة يدل على عمقها وإن تاريخها ضارب أطنابه على مدى من الزمن. ومن هنا أتمنى أن تحذو كل الأسر حذوهم في مثل هذه اللقاءات العائلية، فهي قربة يتقرب بها الإنسان إلى ربه ويجد بركتها في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه) بارك الله بالجهود وسدد الخطى وأدام عليكم نعمة المحبة والهدى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد