Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/03/2009 G Issue 13307
الخميس 08 ربيع الأول 1430   العدد  13307
هذرلوجيا
صراخ اليمامة
سليمان الفليح

 

إلى حفيدي سليمان الذي يجاوبها عادة بالصراخ!!

* لماذا اليمامة تصرخ في الليل على النافذة؟

لماذا اليمامةُ تلك التي وضعتْ عُشَّها فوق رأسي، منذ عامين تصرخ هذا المساءَ؟

هل ألمَّ بها ألمٌ فادحُ

هل أساء إليها أحدْ؟!

وهل فقدتْ بعضَ أفراخِهَا

وهل مات في غفلةٍ (زوجُها) ثم صارتْ فردة؟!

وهل شاهدتْ في السماءِ عقاباً يحدّ مناسرَه ومناشرَه في الفضاءِ.

وهل راعها البرقُ لمَّا أضاءَ؟!

أم راعها في المساءِ الرَعَدْ.

وهل داهمت (وكْنَها) غيمةٌ بالبَرَدْ

هل أساء إليها أحدْ؟!

لماذا اليمامة تصرخُ في الليلِ؟!

هل صوّبَ

أحدُ الجاهلينَ

بندقيتَه نحوَهَا؟

وهل (صوّبَهَا)

ثم (صوَّبنِي) مثلَهَا في الكَبِدْ؟

هل بعثرتْ عُشَّها في المساءِ الرياحُ التي لمّا تزل تزمجرُ منذ الأمَدْ؟!

أم هل تأخّر عنها الضياءُ وباغتَها في الظلامِ الكَمَدْ.

لماذا اليمامةُ تلكَ (التي في حِمَايَ)

تصرخُ الآن في الليلِ

هل أساءَ إليها أحدْ؟

أمِن أهلِ بيتي؟

مثلاً: امرأة، شغالة، أو وَلَدْ

هل أساء إليها (سعود) أو (باسم) أو (سَعدْ)؟!

هل أساء لها أيُّ شخصٍ بهذا البَلدْ؟

إنَّها في حِمَايَ - اليمامة - حتى تموتَ

أو تنشرَ الجانحينِ مودّعة للسماء،

وحيث اليمائمُ دوما توشِّي الفضاءَ بدون عَدَدْ.

إنَّها في حِمَايَ كمَا يقتضِي العُرفُ حتّى الأبَدْ

لذلك كيفَ إذنْ (أتسلَّق هذي العِمَارةَ

كيف سأُشعِلُ هذي المَنَارَة

وكيف إذن: أتدلَّى إليها من السَّطْحِ)

كالنَّجمِ، كالرُّمْحِ

وكيف يكونُ اعتذاري إليها لطيفاً

خفيفاً

عنيفاً وهل تَقْبَلُ الاعتذارَ

وهلْ يطولُ بيَ الانتظارُ؟!

وهل، كيف أمسح دمعَ اليمامةِ في (غُترَتِي)

وأطوّحُها (قدَّاَمَها) في الهواءِ،

أقول لعينيكِ ياذي اليمامة

أنثُر (الحوشَ حَبَّا

وحُبّا طوال النهارِ

كيما تحطُّ على الكفِّ

والكتفِ، ثم تطيرُ قليلاً

فتلتقطُ القمحَ

ثم ترفرفُ كَمَرْوَحةٍ فوقَ رأسي

تحطُّ عليه، أداعِبُهَا

ولكنَّها أفردتْ جانِحَيْها وطارتْ لأقصَى الفضاءِ،

ولم تَقبلْ الاعتذارَ (!!)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد