Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/03/2009 G Issue 13307
الخميس 08 ربيع الأول 1430   العدد  13307
أضواء
أماسي ربيع الجنادرية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

في ربيع الجنادرية يتوافد العديد من المفكرين والكتاب والإعلاميين العرب والأصدقاء من المستشرقين الذين تحرص الإدارات المشرفة على مهرجان الثقافة والتراث والمعرض الدولي للكتاب على دعوتهم للمشاركة في فعاليات ربيع الجنادرية، وفي المساء تتشكل حلقات النقاش والسمر في قاعات الاستقبال في الفنادق التي يقيم فيها هؤلاء المفكرون، فتجد الجلسات متناثرة وعادة ما تضم خمسة أو ستة من الكتاب أو الإعلاميين يتناقشون ويتبادلون الآراء، ويحظى فندق قصر الرياض بالنصيب الأكبر لهذه اللقاءات، وهو يتميز عن باقي الفنادق التي يقيم فيها الضيوف فهو بالإضافة إلى أنه مركز للجان المهرجان أيضاً نصبت خيمة لرواد الشعر الشعبي (النبطي) ولذلك فما إن تحل الساعة العاشرة مساء إلا وتجد القاعة الرئيسية للفندق تعج برجال الفكر والإعلام وترى التجمعات وحلقات النقاش متوزعة على أرجاء القاعة وأطرافها ووسطها، والجميل في حلقات النقاش العفوية أو تلك التي يتضمنها البرنامج الرسمي فيما يعقد من ندوات أو محاضرات أنها تحفل بفكر عال يرفد بقوة من خلال المداخلات ونقاشات الحضور.

هذه الندوات وحلقات النقاش الليلية يشارك فيها شخصيات تمثل تنوعاً رائعاً لروافد الفكر الإنساني وقد حافظت الجهات الداعية لمهرجان الجنادرية على دعوة مفكرين وكتاب والإعلاميين من مختلف التوجهات والتيارات الفكرية والأطياف السياسية وتلك كانت من فعل المغفور له فقيد ربيع الجنادرية الشيخ عبدالعزيز التويجري الذي ترجم طموحات رائد التنوير والإصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإطلاق مهرجان للثقافة والتراث يجمع رجال الفكر والثقافة والأدب ورموز الإعلام العربي والإسلامي على أرض المملكة ليلتقوا ويتناقشوا متابعين استعادة التراث العربي الأصيل والثقافة النقية من خلال تطوير وتفعيل الحراك الثقافي السعودي، والذي يتذكر جلسات الفقيد الشيخ عبدالعزيز التويجري التي تشهدها أمسيات مهرجانات الجنادرية، لا بد وأن يستعيد حرص الشيخ -رحمه الله- على سماع كل النقاشات والأفكار التي كانت تطرح في أمسيات النقاش والتي تحفل فيها أماسي المهرجان.. كان المفكرون والكتاب من شتى التيارات السياسية والفكرية.. بل حتى المذهبية يطرحون آراءهم وأفكاراً دون وجل وبمنتهى الحرية والوضوح والشفافية وبلا نفاق أو تجاوز.. تلك كانت مدرسة الجنادرية التي فتحت أبواب المملكة لمفكرين وأدباء كانوا يصنفون على خانة اليسار.. بل وحتى الإلحاد ومنهم من كان شيوعياً سابقاً أو قومياً متطرفاً، بل وحتى طائفياً موغلاً في انحرافاته المذهبية وعندما وصلوا المملكة، والتقوا نظرائهم المفكرين والكتاب والإعلاميين السعوديين، تصححت كثير من الرؤى وتعدلت الكثير من الأفكار.. شاهدوا وتعلموا.. وناقشنا وتعلمنا منهم مثلما تعلموا منا.. وهكذا أضافت مهرجانات الجنادرية إسهامات أخرى وفعلت الحراك الثقافي في المملكة.. وأسهمت إيجابياً في تفعيل جهود التنوير الهادفة إلى اختصار مسافات صنع التقدم وتقليص مساحات التخلف.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد