Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/03/2009 G Issue 13307
الخميس 08 ربيع الأول 1430   العدد  13307
المنشود
تلوث الهواء وجلطات الدم!!
رقية سليمان الهويريني

 

الهواء أكسير الحياة الذي نتنفسه فمن أراد أن يحافظ على صحته فليتجنب تلوث الهواء.

ويُعنى بتلوث الهواء وجود مواد ضارة في الغلاف الجوي تتسبب باختلال صحة الإنسان والكائنات الحية والبيئة التي تعيش فيها.

وتؤدي ملوثات الهواء لموت حوالي 50.000 شخص سنوياً، ما نسبته 2% من إجمالي مسببات الوفاة الأخرى. ومن أكثر عناصر التلوث المنشآت الصناعية كمحطات توليد الطاقة الكهربائية، وصناعة النفط والغاز الطبيعي، ومصانع الإسمنت والسماد والأصباغ والمعادن كالذهب والألمنيوم والحديد، ومواد الإنشاءات والزخرفة، ومدافن النفايات العضوية وغير العضوية، وغاز الأوزون، ومحارق النفايات الطبية، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، والكسارات والمحاجر، وأعمال الهدم والبناء، وكذلك وسائل النقل كالسيارات والطائرات والسفن. والانبعاثات الناتجة عن أشعة الشمس صيفا في المناطق المكشوفة والغبار والشوائب الدقيقة الناجمة عن الرياح والعواصف، وكذلك الإشعاعات المنطلقة من التربة أو صخور القشرة الأرضية وحبوب اللقاح، والميكروبات المختلفة المنتشرة في الهواء كالبكتيريا والخمائر والفطريات والفيروسات، يضاف إليها الانبعاثات الصادرة عن الأجهزة الكهربائية ومكيفات الهواء والتبريد والمبيدات، ودخان السجائر الذي يقتل حوالي 3 ملايين شخص سنوياً ويتوقع زيادة هذه النسبة إلى 10 ملايين شخص سنوياً في الأربعة عقود القادمة إذا استمرت هذه الظاهرة.

وتعد المدن الصناعية الكبرى من أكثر المناطق تعرضاً للتلوث في العالم فضلا عن الدول النامية التي لا تتوافر لها الإمكانات للحد من تلوث البيئة. وتلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات والمصانع يحمل جسيمات دقيقة من الكربون والنترات والمعادن ومواد أخرى ارتبطت على مدار سنوات بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.

ومن المثير والمزعج أن تلوث الهواء قد يسبب تجلط الدم في أوردة السيقان ويؤدي إلى العجز عن الحركة. ففي دراسة أجرتها الدكتورة أندريا باكاريلي في جامعة هارفارد في بوسطن خلصت وزملاؤها إلى نتائج مفادها إصابة 870 شخصا في إيطاليا بجلطات شديدة في الأوردة خلال الفترة بين عامي 1995 و2005م. وبمقارنة هؤلاء الأشخاص مع 1210 آخرين يعيشون بنفس المنطقة، بينما لا يعانون من المشكلة، وجد أنه مع كل زيادة التلوث عشرة ميكروجرامات في كل متر مربع تزيد تبعا لها خطورة الإصابة بجلطة عميقة في الدم بنسبة 70%! وأبرز ما أثبتته الدراسة أن دماء الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات عالية من التلوث كانت أسرع في التجلط، وحتى الآن لم يتم الاعتراف بالربط طبيا بين تلوث الهواء بالجسيمات وبين جلطات الدم. ونشر الباحثون دراستهم في دورية بقيت حبيسة في أرشيفات الطب الباطني.

وفي الوقت الذي تعد به أمراض الرئة بسبب بكتريا ،أو فيروس، أو فطريات مصدر قلق مبدئي، إلا أن بحثا أجري مؤخرا أثبت أن تلوث الهواء قد يسبب أضعاف ذلك إضافة لأمراض القلب والجلطات الدماغية، لزيادته معدل تجلط الدم.

ويحذِّر الباحثون من مخاطر جديدة لجلطات الدم تعطي إشارات مخيفة، مما يدعو لفرض قيود أشد هدفها التقليل من ملوثات الهواء بالمناطق الحضرية على صحة الأفراد.

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد