Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/02/2009 G Issue 13293
الخميس 24 صفر 1430   العدد  13293
في (موسم الهجرة) الأخير:
الطيب صالح: رحيل الكبار بعد أداء الأدوار

 

اعداد:تركي ابراهيم الماضي

انتقل إلى رحمة الله تعالى الأديب الكبير الطيب صالح في لندن مساء أمس إثر مرض عضال

يعد الطيب من الأسماء العربية التي حفرت لها اسماً بارزاً في الرواية والقصة العربية، بالإضافة إلى حضوره الإعلامي المؤثر سواء ما يتعلق بمسيرته المهنية في الإذاعة البريطانية ال بي بي سي أو حتى في حضوره الكتابي في الصحف العربية.

نشأت بينه وبين المثقفين السعوديين علاقة ود وصداقة كان أبرزها مع الأديب الأستاذ عبدالله الناصر، كما أنه كان يكتب في مجلة (المجلة) التي تصدر من لندن عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر، وكان له حضوره المتواصل ضيفاً كريماً على المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وزار المملكة مرات عدة، إحداها كانت زيارته بصحبة ثلة من المثقفين السعوديين لزيارة أماكن الشعراء الجاهليين.

سيرة ومسيرة

الطيب صالح (1929- 18 فبراير 2009)،

أطلق عليه النقاد لقب (عبقري الرواية العربية) أديب سوداني وأحد أشهر الأدباء العرب. عاش في بريطانيا، قطر وفرنسا.

سيرة حياته

الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتوفي في 18 فبراير 2009 الموافق:23 صفر 1430هـ) في لندن العاصمة البريطانية. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.

حياته المهنية

تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب في الملحقية الثقافية السعودية بلندن التي كان يرأسها الأستاذ الأديب عبدالله الناصر وتربطهما علاقة أخوة وصداقة امتدت إلى حين وفاته، كما عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية (موسم الهجرة إلى الشمال).

كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار، الجنس والمجتمع العربي. في أعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فإن كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في عصرنا الحاضر، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ.

أدبه

الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي (موسم الهجرة إلى الشمال) و(عرس الزين) و(مريود) و(ضو البيت) و(دومة ود حامد) و(منسى).. تعتبر روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) واحدة من أفضل مائة رواية في العالم.. وقد حصلت على العديد من الجوائز.. وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن ال20 في بيروت وتم تتويجه ك(عبقري الأدب العربي). في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه (الرواية العربية الأفضل في القرن ال20) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته (عرس الزين) حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم (المجلة). خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. العشرة الأعوام الأخيرة عاشها في باريس حيث تنقل بين مهن مختلفة، آخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.

رواياته

موسم الهجرة إلى الشمال

ضو البيت (بندر شاه): أحدوثة عن كون الأب ضحية لأبيه وابنه

دومة ود حامد: ويتناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة، واستغلال الإقطاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمة من جهة أخرى.

عرس الزين

مريود

ومن المفهوم أن رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث - النامي ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية (مصطفى سعيد). وآخر الدراسات الحديثة التي تناولت رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) ورواية (بندر شاه) للمؤلف نفسه، تلك الدراسة التي نشرت أخيراً في سلسلة حوليات كلية الآداب التي يصدرها مجلس النشر العلمي - في جامعة الكويت بعنوان (رؤية الموت ودلالتها في عالم الطيب صالح الروائي، من خلال روايتي: موسم الهجرة إلى الشمال، وبندر شاه) للدكتور عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي، الأستاذ في قسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة الملك سعود. تتناول الدراسة بالبحث والتحليل رؤية الموت ودلالتها في أدب الطيب صالح الروائي في عملين بارزين من أعماله هما: (موسم الهجرة إلى الشمال) و(بندر شاه)، وتنقسم الدراسة إلى قسمين كبيرين وخاتمة. يعالج القسم الأول منهما محوري الموت الرئيسيين في هاتين الروايتين: محور موت الأنثى، وهو موت آثم يرتبط في أكثر معانيه بغريزة الجنس ولا يخلو من عنف أم خطيئة، وموت الرجل وهو موت نبيل يرتبط بالكبرياء والسمو ولا يخلو من تضحية ونكران ذات. هذان العالمان المتمايزان يثير الروائي من خلالهما عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية، توحي بأزمة الصراع المكثف بين حضارتي الشرق والغرب فكأن المقابلة بين الأنثى والرجل ووضعهما في إطارين متمايزين من خلال الموت... وهي مقابلة من صنع مؤلف الدراسة لا الروائي - تلك الرؤية الفنية ترمي إلى اختصار الصراع بين عالمين مختلفين حضارياً: شمال - جنوب، هي في النهاية المعادل الفني لأزلية الصراع بين الشر والخير ممثلين في الأنثى - الشر، الخير - الرجل، و: شمال - أنثى - شر، جنوب - رجل - خير، بما لذلك من مردود أسطوري في وعي وذاكرة الإنسان الشرقي، وهو ما لم تشر إليه الدراسة مكتفية بتتبع أنواع الموت وطرائقه التي تمارس من قبل الرجل في الروايتين. فالمرأة في موسم الهجرة إلى الشمال ضحية لرجل - دائماً - بينما الرجل ضحية - أيضاً - لظروف مجتمعية ساهم في خلقها مجتمع الضحية الأنثى بشكل ما، فعلاقة مصطفى سعيد بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن (مصطفى) - كما يلاحظ المؤلف - ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها. موت الرجل - وهو المحور الثاني من القسم الأول - فهو دائماً موت علوي تتجلى دلالاته في العودة إلى النيل مصدر الحياة (ذهب من حيث أتى من الماء إلى الماء) كما في بندر شاه. ويتناول القسم الثاني من الدراسة الدلالات الفكرية المتصلة بعالمي الموت وكيف عبرت الروايتان عن هذه الدلالات في قوالب فنية منتهياً إلى أشكال الموت لدى الطيب صالح توزعت على أطر ثلاثة: الموت - الوفاة الموت - القتل الموت - الانتحار وكل إطار من هذه الأطر الثلاثة عن رؤى فكرية وفلسفية ونفسية اقتضتها طبيعة الأحداث والمواقف... لكن النمط الأكثر بروزاً من أنماط الموت الثلاثة السابقة هو النمط الثاني الذي يمثله: الموت - القتل، حين جعلته رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) يفجر طاقات متباينة من الدلالات الفكرية ووظائفها الفنية، وظل الموت - القتل في صراع الشخصيات يتراوح بين السلب والإيجاب وبين الرفض والقبول وبين القوة والضعف وتتبع الدراسة التجليات المختلفة لهذا النوع من الموت عبر روايتي: (موسم الهجرة إلى الشمال) و(بندر شاه). وتخلص الدراسة - عبر خاتمتها - إلى أن للموت سلطاناً لا ينكر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد هو: مصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب. وبعد: سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته.

وفاته

توفي في 18 فبراير عام 2009 في لندن.

(من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)

آراؤه

** السودان كان دائماً سنداً للأمة العربية، نحن في شمال السودان، والشمال بمعناه الواسع، بمعناه الشمال والغرب والشرق والوسط، دائماً عندنا هذا الإحساس العميق بانتمائنا للأمة العربية دماً وفكراً وديناً، كنا نظن أننا العرب الوحيدون في العالم، لأننا ما شفنا كثيرين، حتى الأربعينات، من إخواننا العرب من الشمال فكان عندنا هذا الإحساس بالعصبية العربية الشديدة، هذه العصبية طبعاً الآن أصبحت عرضة للجدل لأن إخواننا الجنوبيين، ومعهم الحق، يريدون هوية تشملهم، وهم ليسوا عرباً، لكننا نحن عندنا هذا الإحساس العميق بأننا جزء من هذه الأمة ودائماً تظهر عواطفنا، لأن السودانيين لا يعبرون عن عواطفهم باندفاع وسهولة، عندهم شيء من الحياء إذا قورنا بإخواننا المصريين الذين هم أقدر منا على التعبير عن عواطفهم، ولكن في أزمات الأمة العربية، دائماً كان السودانيون واضحين في انتمائهم لهذه الأمة، ولست بحاجة أن أذكركم بما حدث عام 1967 إثر الهزيمة المرة التي منيت بها الأمة العربية، حيث كانت الخرطوم هي العاصمة العربية التي احتفت بزعيم الأمة المهزوم كأنه زعيم منتصر إلى درجة أدهش الناس في الغرب، ما هذه الأمة؟! عندهم في الغرب الزعيم إذا قاد الأمة إلى هزيمة خلاص انتهت القضية، فما هذه الأمة التي تحتفي بزعيم مهزوم كأنه منتصر، ثم دائماً قواتنا حاربت في فلسطين في كل الحروب، وحاربنا مع إخواننا المصريين، وقواتنا شاركت في لبنان وفي الكويت. دائماً وأبداً كنا سنداً للأمة العربية ولا نفعل ذلك منةً ولا مجاملة ولكنه الشيء الذي يجيش في قلوبنا وصدورنا لأننا ننتمي حضارياً وفكرياً ووجدانياً لهذه الأمة العربية.

** فكرة أن الأمة العربية ماتت، أنا أعتقد أن هذا تشاؤم لا مبرر له، ما في أمة تموت، هذه الأمة لو كان لها أن تموت لماتت من زمان لأنها تعرضت إلى بلاوي. هذا الغرب بالمناسبة الواحد حين يقرأ تاريخ أوروبا كل الذي نراه هذا عمره أقل من قرن، كل الذي نراه كما تعلم سيدي بأوروبا عمره أقل من قرن ما في معجزة بالمناسبة نحن مرات لأنه بنشوف هذا الغرب عنده هذا الجبروت الصناعي والحربي والطيارات، بنفتكر أن الإنسان الأوروبي أو الإنسان الأميركي نزل من السماء. هؤلاء ناس..بشر.. بالمناسبة عاديين زينا، بل لعلنا من ناحية الذكاء الفردي والقدرة على الإبداع أكثر منهم إبداعاً، الموضوع كله إننا طبعاً تعرضنا إلى تجارب مريرة.. يعني يادوب تنفسنا الصعداء بعد الحكم العثماني.. جاءنا الاستعمار الغربي.. يادوب تحررنا من الاستعمار الغربي وما عرفنا نلقط نفسنا.. جابوا لنا إسرائيل. فنحن ووجهنا بقضايا ضخمة كونية، وما كنا مستعدين لها.. والأمة في حالة من البلبلة، لكن هذا لا يعني بأنها أمة ميتة إطلاقاً، هذه أمة حيّة. أنا أظن- وهذا إحساسي من مشاهداتي- حين تجد المفتاح، ممكن يحصل انطلاقة وقفزة كبيرة جداً. هذه أمة قفزات.. لأن عندك مثلاً الإنكليز أو الفرنساويون بيمشوا واحد اثنين ثلاثة أربعة حتى يصلوا للنتيجة، وكل واحد في مصنع بيعطوه ال Manual وماشي عليه.. نحن مش ناس بتاع Manual.. جايز نوصل للنتيجة. كنا فعلاً في المدارس، ودرّسونا إنكليز عن مشاكل حسابية، وكنا نوصل للحل ونكتب الحل، هو يقول لك لا، إيه الخطوات التي وصلتك إلى هذا الحل. فهذه الأمة ليست أمة خطوات، هذه أمة قفزات. ويا سيدي أنت تشاؤمك في غير مكانه، وأظن تشاؤمك مصدره الإفراط في الحب للأمة.. مرات المحب يصدم.

** شاركت بمؤتمر في برشلونة، نظمته منظمة اليونسكو للحوار في قضايا جنوب السودان، وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها مدير عام اليونسكو، وهو أسباني، قال جملة لفتت نظري، يقول: (الماضي هو مثل المرآة الخلفية للسيارة تنظر إليها علشان تتأكد من طريقك إلى الأمام)، التراث هو في واقع الأمر، يعني تصوري له، إنه شيء عايش فينا، في ناس بتصوره وكأنه في مخزن ونفتح المخزن ونأخذ منه التراث، نحن نحمل التراث في أنفسنا.. نحن نسير والتراث يسير معنا، طبعاً يكون من الجميل لو عرفنا كيف نأخذ من التراث ما نصلح فيه أمرنا في الحاضر. يعني التراث فيه أشياء طبعاً لا حاجة لنا بها.. في حروب وخصومات، لكن قمم التراث، القمم المضيئة في التراث العربي الإسلامي ما تزال إلى يومنا هذا تعتبر جديرة، والذي يقول الخلاف بين المشرق والمغرب، هو في واقع الأمر ما فيش خلاف حقيقي، يعني حصل بطبيعة الحال بحكم الجغرافيا والمناخ في كل منطقة، الناس يؤكدوا أشياء ويقللوا من أشياء، والغريب أننا في وادي النيل، مصر والسودان، نحن مسلمون سنة في وادي النيل، كلنا، ولكننا في ولائنا لآل البيت، كأننا شيعة، خلطنا بين هذا وذاك، وما حصل عندنا أي تناقض.. السوداني والمصري في ولائه لآل البيت، كأنه شيعي، ولكنه سني. ونحن في السودان كلنا سنة مالكية، فالتراث يجب أن يستعمل لتأكيد القيم الإيجابية في الأمة وليس لتفرقة الأمة.

** إن نقص ترجمة الأدب العربي عزز من الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب, وإن نشر الأدب العربي بصورة أوسع من شأنه أن يقلل من (الجهل التام) بالمنطقة.ولا يحظى الأدب العربي بكثير من الاعتراف العالمي لكن صالح يدافع عنه ضد الانتقادات التي تعتبره محدوداً وخاضعاً لهيمنة الدين. ويقول إن الرواية العربية لديها الكثير مما يمكن أن تقدمه مثل أدب أميركا اللاتينية الذي قدم كتاباً أشاد بهم العالم في العقود الأخيرة.

ويشير الأديب السوداني إلى أن أبرز الناشرين في الغرب ترجموا وطبعوا روايته الشهيرة (موسم الهجرة إلى الشمال) التي كتبها عام 1966, وينوه في ذات الوقت إلى أن ناشري الأدب باللغة الإنجليزية غير مستعدين لمنح الكتاب العرب فرصة حقيقية.إن الرواية العربية تتمتع بمستوى رفيع جداً تمكن مقارنته بأي مستوى آخر في أي مكان بالعالم، مشيراً إلى أن افتقار الأدب العربي للاعتراف الخارجي مسألة تتعلق بالمعايير أو نقص الحماس للأدب الأجنبي.وهو ما جعل الروائي المصري الشهير نجيب محفوظ الروائي العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب عام 1988م.

يا نصيب نوبل

وقبل رحيله بنحو شهرين كانت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي قد بعثت برسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل.

وأكدت هذه الهيئات في خطابها أن أعماله والترجمات الكثيرة التي حظيت بها تدل على عمقها وأهميتها ليس عربياً فقط وإنما عالمياً.لكن الأديب الراحل لم يكن مهتماً بأمر الجائزة، فقد أشار إلى أنه لا يشغل نفسه بالجائزة، وأشار في الوقت نفسه إلى أن في العالم عشرات الكتّاب الكبار الذين يستحقون نوبل، وبعضهم في العالم العربي لم يمنحوا هذه الجائزة التي شبهها باليانصيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد