نعم ذلك هو الأخ معتوق عبدالرحمن شلبي.. الذي انتقل إلى جوار ربه يوم السبت الموافق 12 صفر 1430هـ (7 فبراير 2009م) فجاء وقع خبر الوفاة على نفسي مؤلماً لصلتي الوثيقة به التي تمتد إلى أكثر من عقدين من الزمان منذ أن شغلت منصب وكيل الوزارة المساعد ثم وكيلا للوزارة فوزيراً للإعلام وخلال تلك الحقبة تقلد - رحمه الله - عدة مناصب مفصلية في الوزارة تركزت في مجال الشؤون الإدارية والمالية كما أسهم بالمساندة في الشأن الإعلامي إذاعياً، وتلفازياً، وهندسياً.
ولا شك أن مجمل ذلك يتطلب الكثير من الوقت والكثير من الجهد المضني ومع ذلك نجده - رحمه الله - يؤدي مهامه بكل تفانٍ وإخلاص والابتسامة لا تفارق محياه عند إحراز النتائج المرجوة لإصابة النجاح الذي يرنو إليه للارتقاء بالشأن الإعلامي.. كما اتسمت شخصيته بالسماحة والنزاهة ونظافة اليد والسعي في قضاء حوائج الآخرين بكل أريحية وقبل ذلك ارتباطه بالله ثم المليك والوطن.
ولذلك لم يكن مستغرباً أن يحاط بكل هذا الحب الذي عبّر ويعبر عنه كل من عرفه من الأهل والأصدقاء والزملاء.. كما يبرز ولعه بالشأن الإعلامي والثقافي أنه حال حصوله على التقاعد بادر إلى إقامة منتدى الجمعة الثقافي بداره في العاصمة الرياض الذي يرتاده جمع غفير من المفكرين والأدباء والشعراء حيث يستقبل رواد المنتدى بكل ترحاب وتكريم كما يحث من يتخلف منهم على الحضور على الرغم من أن ظروفه الصحية آنذاك تتطلب منه التخفف من الأعباء ولكن ذلك ديدنه عندما يأخذ على عاتقه الاضطلاع بدور معين عند ذلك يصبح شغله الشاغل أي لا مفر من الأداء والوفاء.
هذا قليلٌ من كثير مما رغبت أن أعرض له ليوم حزن نودع فيه أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً إلى مثواه وإزاء ذلك لا نملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره، ودمعة حَرَّى، ودعاء من الأعماق للفقيد بالرحمة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وأصدقاءه وكل محبيه للصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.