كتب الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي في عدد (الجزيرة) ليوم السبت 20-1-1430هـ وعبر جداوله العذبة مقالاً بعنوان المرأة وتشجيعها على العمل الخيري.. حيث أشار إلى أن النجاح الذي تزهو به الجمعيات الخيرية النسائية والتي تقوم عليها أخوات فاضلات أخلصن لهذا العمل طلباً لما عند الله ثم خدمة المحتاجين.. وأردف قائلاً: إن تشجيع المرأة وتحفيزها على العمل الخيري والذي لابد أن ينبع من الجهات الحكومية مثل وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة التربية من خلال تفريغ من يثبت إخلاصها ونجاح عملها التطوعي أو على الأقل تخفيض ساعات دوامها سواء في المدارس أو غيرها.. وأقول لعل شهادة حمد القاضي هي وسيلة من وسائل التشجيع والتحفيز ورفع الرأس، وعامود مثل (الجداول) كفيل بأن يجعلنا نحن العاملات في التطوع شامخات شموخ الجبال.. وبعد أن قرأت هذه المقالة الجميلة بعثت للأستاذ حمد القاضي رسالة عبر هاتفه النقال شكراً وتقديراً لما أولاه من اهتمام للكتابة عن المناضلات العاملات في مجال التطوع، وكعادة أبي بدر مبادراً إلى درجة الخجل الذي يصيبنا دائماً من مبادرته.. هاتفني مؤكدا أن كل كلمة يكتبها هي بحق شهادة يفتخر بها لكل مواطنة سعودية تعمل في التطوع وأعطت جهدها ووقتها وفكرها لهذا العمل.. مؤكداً أنه وهو يشرع في الكتابة كانت الأميرة الرائدة في هذا المجال (نورة بنت محمد بن سعود) حرم أمير منطقة القصيم ورئيسة اللجنة النسائية بالقصيم ورئيسة جمعية الجنوب النسائية بكل ما تحمله من إحساس بالمسئولية تجاه العمل التطوعي التنموي هي الدافع الأكبر لكتابة مثل هذه المقالة فهي انموذج جميل نتعرف من خلاله على أبجديات العمل التطوعي ونحبه ونسعى إلى تقنينه وتطويره وبذل المزيد من أجل الوطن والإنسان والذات ولكن حمد القاضي بما عرف عنه خشي أن يشير إلى ذلك فيهضم حقوق من كان لهن باع طويل في مثل هذا المجال واجتهدن لأجله..وأقول إن نورة بنت محمد تستحق أن يشار لها بالبنان فهي صنعت من لا شيء في منطقة صحراوية مغلقة لا تعرف عن العمل التطوعي إلا قرع الأبواب داخل الليل من أجل كيس أرز أو سكر ونحوه.علمتنا نورة بنت محمد أن العمل التطوعي لابد أن يكون تنموياً ويهدف إلى تنمية الفرد ورفع مستواه فكرياً واجتماعياً وبدلاً من أن تصطاد له سمكة تعلمه كيف يصطادها لكي يكفل نفسها واسرته مدى الحياة.
علمتنا نورة بنت محمد كيف يكون العطاء بلا حدود وعلمتنا كيف يكون العمل مقنناً وأن التخطيط هو سر النجاح وأكدت في كل المحافل بأن الفرد كلما ارتفعت درجة وعيه أدرك أهمية الساعات التي يهبها لرفع وعي الآخرين.. انشأت لجاناً نسائية تطوعية تخصصية في عدة مجالات منها لجنة أصدقاء المرضى النسائية ولجنة حماية البيئة ولجنة رعاية أسر الشهداء ولجنة تطوير الحرف اليدوية ولجنة المتابعة والتطوير ومركز فتاة القصيم التنموي ولجان صحية متفرعة من لجنة أصدقاء المرضى مثل لجنة التوعية بمرض السكر ولجنة الكشف المبكر لسرطان الثدي وكل لجنة يعمل بها أخوات متطوعات أسقتهن نورة بنت محمد حب هذا العمل والتفاني فيه وكل لجنة لها استراتيجية مخصصة وهيكل تنظيمي وخطط مستقبلية وتقارير عمل ونشاط مختلف في المنطقة.. ناهيك عن جهود نوارة القصيم في أبها حيث لا تزال ترأس مجلس إدارة جمعية الجنوب النسائية وعضويتها الفاعلة في جمعية الملك عبدالعزيز النسائية ببريدة وجمعية فتاة البدائع وجمعية عنيزة النسائية وهؤلاء الجمعيات يعتبرن نورة بنت محمد منارة اشعاع ومستشار لأعمالهن.. لا أعتقد بعد هذه القطرة من البحر العميق لأعمال الأميرة نورة أن يلام من يكتب عنها ويؤلف فيها موسوعة.
فوزية ناصر النعيم - عنيزة