Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251

مسافات.. حين يكتبنا النص
خيانة الصمت
عيسى جرابا

 

أَعْلَنَ الشِّعْرُ جَهْرَةً عِصْيَانَهْ

وَرَأَى أَنَّ فِي السُّكُوْتِ بَيَانَهْ

كُلَّمَا رُمْتُهُ أَشَاحَ حَزِيْناً

وَتَوَارَى مُكَسِّراً أَوْزَانَهْ

مُنْذُ سِتِّيْنَ وَهْوَ يَذْرِفُ... حَتَّى

قَرَّحَتْ أَدْمُعُ الأَسَى أَجْفَانَهْ

صَاحَ وَاسْتَصْرَخَ الضَّمِيْرَ وَأَلْقَى

خُطَبَ العَزْمِ لابِساً أَكْفانَهْ

مُنْذُ سِتِّيْنَ وَالدَّمُ الحُرُّ يَجْرِي

وَهْوَ يُجْرِي بِلا صَدَىً أَلْحَانَهْ

ظَنَّهَا تُشْعِلُ الحَمِيَّةَ... لَكِنْ

أَشْعَلَتْ فَِي ضُلُوْعِهِ أَحْزَانَهْ

صَاغَ وِجْدَانَهُ المُضَرَّجَ بِالغَيْرَةِ

نَاياً فَصَادَرُوا وِجْدَانَهْ

عِنْدَهَا لَمْ يَجِدْ سِوَى صَمْتِهِ

المُرِّ فَوَلاَّهُ فِكْرَهُ وَلِسَانَهْ

لاذَ بِالصَّمْتِ هُلْ تُرَى خَانَ؟ كَلاَّ

صَمْتُ مَنْ يَمْلِكُ القَرَارَ خِيَانَةْ!

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الصُّمُوْدِ هَنِيْئاً

خَسِرَ البَغْيُ فِي ثَرَاكِ رِهَانَهْ

كَبِّرِي كَبِّرِي وَمُدِّي بِهَا الصَّوْتَ

فَكَمْ زَلْزَلَ الصَّدَى أَرْكَانَهْ!

وَاسْتَحِثِّي قَوَافِلَ الصَّبْرِ وَارْمِي

بِاسْمِ مَنْ رَتَّلَ الوَرَى قُرْآنَهْ

لا يُخِيْفَنَّكِ الرَّدَى حِيْنَمَا فَجَّ

رَ فِي مُقْلَةِ المَدَى بُرْكَانَهْ

فَمِنَ المَوْتِ لِلحَيَاةِ حَيَاةٌ

تَمْنَحُ الحَقَّ عِزَّةً وَمَكَانَةْ

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الرِّبَاطِ إِلَيْكِ ال

قَلْبُ وَافَى فَجَدِّدِي إِيْمَانَهْ

لَمْ يَكُنْ وَحْدَهُ فَكَمْ مِنْ قُلُوْبٍ

هَزَّهَا الشَّوْقُ فَاسْتَقَلَّتْ حِصَانَهْ!

أَقْبَلَتْ تَطْلُبُ الشَّهَادَةَ عَافَتْ

عَيْشَ مَنْ بَاتَ يَسْتَلِذُّ هَوَانَهْ

مَنْ يَرَى فِيْكِ مَا يَرَى ثُمَّ يُغْضِي

لَهْوَ مَيْتٌ لَمْ يَدْفِنُوا جُثْمَانَهْ

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الهُوِيَّةِ عُذْراً

خَانَكِ اليَوْمَ مَنْ أَضَاعَ الأَمَانَةْ!

أَوَ نَبْكِي عَلَيْكِ أَمْ أَنْتِ مَنْ يَبْ

كِي عَلَيْنَا؟ جِرَاحُنَا هَتَّانَةْ

مُنْذُ سِتِّيْنَ وَالخُطُوْبُ جِسَامٌ

تُفْقِدُ العَاقِلَ الرَّشِيْدَ اتِّزَانَهْ

غَيْرَ أَنَّا نَلُمُّهَا ثُمَّ نَغْفُو

ثُمَّ نَصْحُو نَلُوْكُ دَانَةْ وَدَانَةْ

هَكَذَا وَالعَدُوُّ يَرْنُو فَكَمْ زَا

دَ وَزِدْنَا تَغَطْرُساً وَاسْتِكَانَةْ!

أَضْرَمَ الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ وَرَدُّ ال

فِعْلِ شَجْبٌ بِشِدَّةٍ وَإِدَانَةْ

بِرَخِيْصِ الكَلامِ نَلْقَى عَدُوًّا

يَشْحَذُ الحِقْدُ سِنَّهُ وَسِنَانَهْ

خَلْفَ أَوْهَامِنَا رَكَضْنَا وَلِلسِّلْ

مِ شِعَارٌ دَمُ العُرُوْبَةِ زَانَهْ

إِنْ يَطُلْ لَيْلُ صَمْتِنَا فَيَدُ الظُّلْ

مِ سَتَمْتَدُّ... مَا لَنَا مِنْ حَصَانَةْ

إِنَّهَا دَوْرَةُ الزَّمَانِ قَرَأْنَا

وَرَأَيْنَا... فَحَاذِرُوا دَوَرَانَهْ

إِيْهِ يَا غَزَّةَ الإِبَاءِ سَأَطْوِي

حَرْفَ شِعْرِي فَلَيْسَ لِلشِّعْرِ خَانَةْ

قَدْ بَلَوْنَاهُ مُنْذُ سِتِّيْنَ عَاماً

وَهْوَ يُوْرِي بِهِمَّةٍ نِيْرَانَهْ

إِنَّمَا مَا اسْتَطَاعَ تَحْرِيْرَ أَرْضٍ

كَيْفَ... مَنْ كَانَ طِرْسُهُ مَيْدَانَهْ؟!

مَنْ يُرِدْ عِزَّةً يَنَلْهَا وَلَوْ مَيْ

تاً وَمَنْ هَانَ لَمْ تُضِرْهُ المَهَانَةْ

7-1-1430هـ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد