Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/01/2009 G Issue 13251
الخميس 11 محرم 1430   العدد  13251
أعدّت له معرضاً وندوة عن تجربته التشكيلية
المكتبة العامة بتبوك أول من يكرم التشكيليين في شخص الراحل السحلي

 

متابعة - منيرة المشخص

تستعد المكتبة العامة بتبوك هذه الأيام، إلى إقامة معرضاً وندوة عن الفنان التشكيلي الراحل ناجي السحلي، الذي يُعد أحد أبرز الرواد التشكيليين لهذا الفن في منطقة تبوك. وقد جاءت مساهمة المكتبة العامة بهذا الجهد كخطوة أولى لتكريم المبدعين في هذه المنطقة الغنية بهم، ومن بينهم الفنانون التشكيليون الذين هم في حاجة للدعم والتشجيع والتكريم .. بهذه المناسبة التقينا بالأستاذة سارة البلوي المنتدبة من إدارة التربية والتعليم للبنات بتبوك، للإشراف النسائي بالمكتبة العامة، زميلة إعلامية تعاونت مع عدد من الصحف والمجلات السعودية والعربية، كما أشرفت على الأنشطة النسائية لجمعية الثقافة والفنون بتبوك لمدة عام، وهي عضوة اللجنة النسائية لنادي تبوك الأدبي، صحفية متعاونة مع جريدة الوطن السعودية وجريدة البيداء الكويتية، محررة بمجلة ضفاف الصادرة من نادي تبوك الأدبي، ولها ملف مسمى (أوراق حواء)، حصلت على عدة دورات متنوعة في التراث من البحرين وفي الفن التشكيلي والإعلام والفلك، وعضوة برابطة الأدب الإسلامية العالمية.

بداية فكرة التكريم

حول فكرة تكريم الراحل الفنان ناجي السحلي، تقول الأستاذة سارة البلوي إنّ الفكرة نبعت من داخلي تجاه رائد قدم الكثير لمنطقة تبوك، وطرحت الفكرة على زوجته الأستاذة فايزة الحربي ووجدتها تحمل نفس الفكرة والرغبة، وكان لها دور كبير بجمع مقتنيات الفنان الراحل. وبعد ذلك طرحت الفكرة على الأستاذ خالد أبو هتلة المسئول عن المكتبات في المنطقة الذي بدوره دعمنا، ومن ثم بدأنا الخطوات وكانت صعبة في البداية، ولكن بتوفيق من الله نجحنا في ذلك.

وعن التكريم الذي يأتي عادة متأخراً قالت: للأسف تكريم المبدع في عالمنا العربي قليل الاهتمام به، وخاصة في مجال الفن التشكيلي وبتبوك لم يتم تكريم فنان تشكيلي التكريم الذي يليق بجهد الفنان في حياته أو بعد مماته، وتجربة المكتبة العامة تعتبر الأولى على مستوى المنطقة بتكريم المبدعين وخاصة في الفن التشكيلي.

زوجة الراحل تجمع إبداعه

من جانب آخر كان ل(الجزيرة) لقاء مع الأستاذة فايزة الحربي زوج الفنان الراحل ناجي السحلي، للحديث عن اهتمامها بما أبقاه الفنان ناجي، فقالت: بدأت فكرة الاهتمام بإبداعه - رحمه الله - مند اللحظة الأولى التي عشت معه فيها, فقد كنت أجمع كل خطوطه حتى أنه كان يندهش لذلك، أحياناً تكون مجرد خطوط أو حتى لحظات يمسك كان بها القلم ليكتب بعض الخواطر، أو ما كان يراه هو خربشات بسيطة، كنت أراها أنا مدرسة بذاتها، وعن ما اختزلته ذاكرتها عن زوجها كفنان تشكيلي.

قالت كان - رحمه الله - دائماً يرسم حتى حين يتحدث حين يفكر، لا أبالغ حين أقول إنه كان يرسم حتى لو لم تكن الفرشاة في يده، ما زلت أذكر رسمه للكلمات .. لعبارات التشجيع لأولاده .. لعبارات الحنان لوالدته، ما زلت أرى رسمه حين يناقش شخصاً ما، وتبدأ فلسفة الرسم في حواره، كان يرسم خطوات حياته بكل صدق وعفوية، لا أعرف إلا أنه كان فناناً بكل ما تعنيه الكلمة يشكل الحروف، المواقف، وحتى الخلافات والهموم، كنت أراه يرسم حين يصف منظر الصقر - وكان من هواة القنص والصيد - حين يصف الصقر بكل قوته يراه، وكان يرسمه .. حركات الأجنحة .. رفع رأسه، يتحدث عنه وكأنه يرسمه بكل دقة، وكأنني أمام شريط مصور، يصف قوة الأمواج بكل استمتاع، يصف حركة الأمواج، وكأنها تداعب رمال الشاطئ، لون المياه، بطريقة تجعل المستمع يحلق بخيال يكاد يلامسه، ويشعر حينه كل من يستمع إليه إنه يتمنى الرسم بل إنه باستطاعته الرسم فعلاً، ولم أكن أنا الوحيدة بهدا الإحساس، فكل من حوله تأثر بهذا الأسلوب - وكانت ابنة أخيه الفنانة التشكيلة أماني ناصر أحد هولاء المحلقين في سماء الفن والإبداع في مدرسة الفنان ناجي السحلي، والتي أعتقد أنها من سيحمل شرف إكمال هذه المسيرة الرائعة.

حين يرسم ينسى نفسه قد يبقى ساعات طوال، وحتى ساعات طويلة من الليل، تظهر على وجهه علامات الرضا والسعادة، حين يمسك بالفرشاة أو حين يصمم مجسمات في فضاء الإبداع، تشجيعه لتلاميده من الفنانين أو حتى غيرهم من لديه حتى لو بدرة صغيرة من حب الرسم..

وعن صعوبات تحضير المعرض، قالت الأستاذة فايزة: الصعوبات التي واجهتني هي من جهتين: صعوبات نفسية لعدم قدرتي على الرجوع لمقتنيات زوجي، وما يرافق ذلك من ذكريات تعيدني إلى الأيام التي عشتها معه، ولكن قد أكون تغلبت على ذلك الشعور القاسي بشعور آخر، وهو إحساسي بأنني أحاول أن أساهم في تحقيق ما أراد هو تحقيقه، نظراً لكونه كان يخطط لإقامة معرض في هذا المكان قبل وفاته.

الصعوبة الأخرى: هي صعوبة جمع أعماله - رحمه الله - نظراً لكونه لا يحتفظ بلوحاته بل أغلبها تهدى أو تشارك في معارض داخل المملكة وخارجها، ولم يكن - رحمه الله - يهتم بتوثيق هذه الأعمال، فالرسم بالنسبة إليه عطاء فقط، حتى أن بعض الشهادات التي حصل عليها أيضا فقدت، وكنت أتمنى الحصول عليها عن طريق الجهات الرسمية، بالرجوع إلى أرشيف الجهات الصادرة منها.

أما بالنسبة لعائلة زوجي الراحل، فقد كانوا خير عون لي في كل هذا، سواء بمساعدتي في جمع كل ما يخص الراحل من صور ومقتنيات ومقالات صحف وغيرها، وكذلك دور أولاده ودعمهم النفسي لي في ذلك، وسعادتهم بإحياء ذكرى والدهم. وشعورهم بأنه ما زال معهم. كذلك عائلتي نظراً لما كان يعنيه لهم أبو ريان من مكانة متميزة.

الأعمال الأقرب لزوجك؟

لاأظن أن هناك عملاً دون الآخر، فقد كان يرى أن له أكثر من خمسة أبناء، بل إن لوحاته هم أيضا أبناؤه كل لوحة كأنها فرد من عائلته، وكان يقول عن معظم لوحاته إن لم تكن كلها، إنها ما زالت بحاجة للمزيد، وأنها لم تكتمل بعد. وأعتقد أن عدم الرضى هو ما يدفع الفنان إلى الإبداع باستمرار، ولكن أعتقد أن مجسم الاستمرار في محافظة الوجه أخد منه الكثير من الحماس، لدرجة أنه لم يقم بتصميمه فقط ولكن تنفيذه بنفسه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد