عندما وصلت إلى مدينة عرعر هذا الأسبوع استقبلتني بحفاوة صقيعية باردة كعادتها في كل شتاء وبرد الشمال القارس كالسهل الممتنع المحبب للنفس والذي تلطفه المشاعر الدافئة وإشعال نار الأرطى وقد بحثت في استراحتي الخاصة هناك عن فروتي التي أهملها صيفاً وأرغبها شتاءً والتي أصبحت ذات قيمة عالية هذه الأيام وعندما وجدتها قررت ألا أتركها ليلاً ونهاراً حتى أنني نظمت فيها بعض الأبيات لأن الإشادة بفائدتها شعراً ومدحها أنفع لي من مدح غيرها حيث أشعرتني بالدفء عكس غيرها من البعض الذين مدحتهم بقصائد ليست ذات جدوى سوى أنني خدعت بمظاهرهم وإذا كان والدي يرحمه الله قد قال قبل ما يزيد عن نصف قرن من الزمن في فروته:
|
لي فروة ردنها كاشر |
تبي لها قطمة وديكة |
|
فروتي يا فروتي من الطراز الأولي |
يا حلو جلد الطلي عن هبوب بالشمال |
لونها أصفر لونها يابسات ردونها |
طار قلبي دونها نادرة لو هي سمال |
ما لها عندي قباب والردن فيها عياب |
فاقت فري الشباب بشكلها لمسة جمال |
جيت عرعر بالصقيع ماسك الخط السريع |
بالشتا ماهو ربيع يا حلو هاك السهال |
الشمالي ما سلا عن هلابه يا هلا |
وعن قنيص بالفلا واهتمام بالحلال |
اكتب القول الصريح فروتي تزها المديح |
مذريه عن كل ريح نافست بعض الرجال |
بعضهم ما فيه فود لو مدحته ما تعود |
لو تقول ارقوا سنود لا دفا ولا ضلال |
اتركوا شعر النفاق بالمزاين والسباق |
كل بيت له رواق مثل ما حميدان قال |
|