لماذا يُدعى الصديق يوم القيامة من جميع أبواب الجنة؟
* لماذا بعض الأشخاص أكثر ثراءً وأفضل منصبا؟
* لماذا تربع أديسون على عرش المخترعين الأفذاذ بعد أن قدم للبشرية جملة من أعظم وأهم الاختراعات؟
* لماذا بعض الأسر أكثر ترابطاً وسعادة؟
* لماذا البعض في صحة أفضل وقوام أجمل؟
* لماذا الزمان لا يزال يصدح باسم شيخ الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها؟حتى أن إحدى الموسوعات عرفت له في 40صفحة مقابل 25 صفحة لدولة من أعظم الدول وهي الدولة العباسية !
* لماذا نالت الصين 51ميدالية ذهبية في الاولمبياد الأخير ونحن ولا فخر و لاحتى ميدالية خشبية!
* لماذا يُذكر بعضهم بالخير دائماً وتجدهم محل حفاوة واعتناء من الجميع؟
* لماذا بعض الزوجات تنهل من حب زوجها لها وتقديره وحنانه دون الكثيرات؟
وجزما و لثقتي في رجاحة عقلك فأحسبك لن تجيب عن تلك الأسئلة بأن الحظ هو من صنع لهم هذا العز وجلب لهم تلك الانتصارات !
سأحكي لك قصة عجيبة ستجد الإجابة في ثناياها!
يروى أن أحد الملوك الحكماء جمع مستشاريه وأهل العلم وأمرهم أن يجمعوا له حكم الزمان لتكون مصدراً للمعرفة للأجيال القادمة وانشغل الحكماء فترة طويلة لإنجاز هذه المهمة ثم رجعوا ومعهم عشرون مجلداً قد حوت ما طاب وحسن من الحكم ولكن الملك فاجأهم بقوله :أن تلك المجلدات لربما كان من العسير قراءاتها اجمعوا لي الحكم في جملة واحدة لا أكثر! وراح الحكماء وقضوا وقتاً ليس بالقصير وقد عادوا بجملة اعتقدوا أنها الأكثر حكمة وعمقا! وعندما قرأها الملك استبشر وانشرح صدره وصاح قائلاً نعم إنها حكمة الزمان ويكفي للبشر أن يقرؤوها ويتشربوا معانيها فتحل المشاكل وترتقي الأرواح وتتعاظم النجاحات وكانت العبارة تقول :
ليست هناك غداء مجاني !!
نعم إن الذي أوصل هؤلاء لتلك القمم الشاهقة والمنازل الرفيعة تصميم جارف وبذل وتضحيات عظيمة لا ليونة ولا مهادنة ولا استكانة حتى وصلوا!
يقول جون سي ما كسويل :إن فرص النجاح القائم على الحظ لاتختلف كثيرا عن فرص الفوز باليانصيب وهي واحد إلى مليون!
لقد من الله علي وأكرمني بقراءة مئات الكتب عن أدبيات النجاح واستمعت إلى عشرات المحاضرين والمتخصصين وحضرت عدداً كبيراً من الدورات وقابلت المئات من الناجحين والمتفوقين وقد سمعت وقرأت أوصافاً كثيرة للنجاح منها أنه:
متعة, إثارة, مثمر, و لكني لم أسمع شخصاً أو أقرأ لكاتب أو مفكر في يوم من الأيام أنه وصف النجاح بأنه سهل ميسر بل اتفق العقلاء واجتمعت الآراء على شيء من الصعوبة والألم لابد منه.
هكذا علمنا القرآن؟
إن أشد حالات الألم الإنساني ولا شك هي لحظات الولادة ومع هذا فقد أمرت مريم بأن تهز جذع النخلة وأمر عيسى أن يضرب بعصاه الحجر والبحر وأمر أيوب بأن يركض برجله وأمر يحيى أن يأخذ الكتاب بقوة وأمر حبيبنا بان اللهم صل وسلم عليه بأن يقوم الليل وأن يقوم وينذر!
وهكذا يؤسس القرآن في أعماق المسلمين ضرورة العمل وفضيلة بذل الجهد نعم في سباقات الحياة لا يفوز أصحاب الحظوظ ومنتظري الأعطيات وسجناء الأمل! بل يفوز الذين استعدوا للفوز واجتهدوا وعملوا بإخلاص.
وماذا بعد؟
يقول اندرو ماثيو: كثير من الناس يقضون حياتهم على أمل أن تتحسن أمورهم ويتمنون لو كانت الحياة أسهل ويبدو الأمر كما لو كانوا يأملون أن تهبط عليهم عصا سحرية يوما ما!
وأقول لاشيء يمكن تحقيقه مالم نبذل جهدا والأمور تتغير إذا تغيرنا نحن والحياة لم تكن في يوم منحازة لأحد إنما هي قوانين وسنن تؤكد لنا يوما بعد يوم أن ليس هناك غداء مجاني !! ولا عجب فالدنيا لاتعرف الشفاعات ولا تفضل أحدا على احد بل تناديك وبأعلى صوت قائلة: سأعطيك ما تريد شرط أن تكون مستعدا لدفع الثمن!
ومضة قلم
إن الخسارة شيء مؤلم ولكن الأكثر إيلاما أن تدرك مستقبلا أنك لم تبذل جهدك!
***
khalids225@hotmail.com