لست متشائماً أو أملك نظرة سوداوية إن قلت أن الموارد المائية لدينا في تناقص مستمر، وأن قلة المياه الصالحة للشرب والزراعة محدودة، وأنه ليس لدينا مصادر مياه كالأنهار والمياه السطحية والبحيرات، وليس هناك سر خفي إن قلت أن كمية المياه الجوفية لدينا في تناقص مستمر نتيجة شح الأمطار ومحدودية سقوطها، وما ساعد على ذلك الشح والتناقص في كمية المياه هو ذلك الهدر الكبير في استخدام المياه الاستخدام السيئ وعدم استخدام التقنيات الحديثة رغم توفرها في عمليه الارواء والغسل والتنظيف واللائمة أضعها كاملة في عنق وزارة المياه والكهرباء التي لم تبذل كامل جهودها في تنوير وتوعية المجتمع توعية حقيقية ومتواصلة وعليها مضاعفة الجهد واختصار الوقت في هذا الشأن المهم، إنني وغيري كثيرون غير راضون عن الاستراتيجية الإعلامية لوزارة المياه والكهرباء في كيفية تثقيف شرائح كبيرة ومتنوعة ومختلفة من أفراد المجتمع التي تختلف اختلافاً بائناً وكبيراً ومتنوعاً وظاهراً في الفكر وفي التحصيل العلمي وعليها إن أرادت توعية المجتمع بصورة ميسرة وسريعة وإن كانت عالية التكاليف أن تطرق أبواب الإعلام المرئي بالإضافة إلى الإعلام المقروء والتوسع في طباعة الكتيبات والمطويات الإرشادية وتوزيعها مجاناً على المدارس والجامعات والمعاهد والمساجد والاستراحات والفنادق والشقق المفروشة والمطارات والموانئ والمصالح الحكومية والمؤسسات والشركات الأهلية وحتى أمام الإشارات المرورية لشحذ همم المجتمع مواطنين كانوا أم مقيمين وتوعيتهم بأهمية التوقف عن هدر المياه ووجوب الحفاظ على هذه الثروة من النضوب نتيجة الاستعمال غير الواعي وغير المقنن وغير المسؤول، إن الإهمال في التوعية والتأخر والتباطؤ لعمل ذلك من قبل وزارة المياه والكهرباء يعني مزيداً من الهدر في المياه ومزيداً من الشح ومزيداً من النقص في كمياتها، إننا بحاجة إلى مشروع وطني تثقيفي عاجل يشارك فيه نخبة كبيرة من أساتذة وعلماء وخبراء المياه من أجل وضع خطة استراتيجية إعلامية كبيرة وشاملة تساهم في رفع التوعية الاجتماعية وتفتح الآفاق نحو فهم صحيح لواقع المياه لدينا دونما مواربة أو خجل، إن هذه الخطة يجب أن تطرح وفق تصور علمي توعوي واضح على النحو الآتي:
1- إيضاح الكم المالي والاقتصادي الضائع نتيجة إهدار المياه.
2- إيضاح التكلفة اليومية والشهرية والسنوية لتحلية المياه وحتى نقلها إلى السكان في مناطقهم للشرب والاستعمالات الأخرى.
3- تبيان وإيضاح ندرة المياه لدينا بصورة موسعة وشاملة معلومة وإحصاء.
4- إيضاح منسوب وكمية ومدة المياه الجوفية لدينا بشكل جلي.
5- إيصال الصورة الحقيقية والواضحة للناس عن ضيق ومحدودية الموارد المائية لدينا ويجب عليهم الاحتراس في استعماله.
6- إيضاح كيفية استعمال المياه بطرق حديثة وميسرة ومتطورة.
7- إيضاح المشكلات الكارثية فيما لو حدث شح كبير في المياه لا سمح الله نتيجة الظروف الطبيعية أو الحروب.
8- وضع السياسات العامة والإجراءات القانونية للحد من الاستهلاك العدواني للمياه.
إن افتقارنا لهذه الاستراتيجية المطلوبة وغيرها من الاستراتيجيات معناه أننا سوف لن نحقق ما نصبو إليه في الحفاظ على هذه الثروة المائية لزمن طويل ومعناه أننا نسير في درب معتم لا بصيص لنور فيه وهذا ما لا نتمناه ولا نريده بل نمقت حتى سماعه والالتفات إليه، إن قضية المياه لدينا يجب أن تكون من الجدية في أولوياتنا لأن الظمأ معناه الذبول والموت المحقق وأنا لا أقول ذلك متشائماً أو لدي سوداوية في الرؤية بل أقول ذلك من منطق الحرص على لفت النظر إلى قضية جوهرية تهمنا جميعاً ويجب علينا دق ناقوس هذه القضية بأجراس متتالية ومتتابعة وبقوة.
ranazi@umc.com.sa