Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/01/2009 G Issue 13244
الخميس 04 محرم 1430   العدد  13244
اسكتشات.. يكشف تنوع الإبداع بين فناني الباحة

 

هو اسم المعرض الجماعي لفناني منطقة الباحة لهذا العام والذي تميز بتنوع المدارس الفنية والأعمال الجيدة وتنوع في استخدام الخامات المختلفة مما يدل على وعي الفنانين والفنانات بهذه المنطقة وتقدمهم المذهل في هذا المجال. فهم محبون للتجريب والتطلع لكل ما هو جديد، كما أن فنانات المنطقة التشكيليات يظهرن كل عام بإضافات جديدة من خلال أعمالهن المتنوعة. والجميل تقبلهن للنقد الهادف والبناء الذي يرتقي بالعمل الفني. وهذا ما جعلهن يظهرن بمظهر أجمل من ذي قبل، فكانت أعمالهن هذا العام مميزة جداً بعيدة عن تكرار الموضوعات. كما ضم المعرض فنانين وفنانات شباب يشاركون للمرة الأولى. وهذا يحسب لفناني الباحة الذين يرحبون ويدعمون الشباب من دون تحفظ. وبرغم من هذا التميز إلا أنه ينقصهم الدعم الإعلامي والاستمرارية في إقامة المعارض الفنية، إذ إن معرضاً واحداً لا يكفي طوال العام. ومن الأعمال المميزة هذا العام لوحة الراعي للفنان التشكيلي (سعيد ضاوي)، حيث استخدم ألوان الإكرلك والزيت مع الزنك ليخرج لنا عملاً مدروساً ومتميزاً في فكرته وألوانه، فاللوحة تتبع المدرسة التجريدية أو ما بعد التجريد وهي من الحجم المتوسط على قماش. وفكرة العمل تتلخص في الرجل الذي يقف منحنياً للدلالة على التأهب، والخطوط التي تتجمع تحت أقدام الرجل تدل على السيطره أو إلمامه التام بما يدور حوله وعلى اليقظة، ووضع الكتلة في قلب اللوحة تأكيد على قوة الفكرة أو العمل، واختيار الألوان ووضعيتها كانت موفقة من قبل الفنان.

ومن التجريد إلى السريالية ولوحة للفنان التشكيلي (محمد آل سليم) وأعماله الفنية المثيرة للجدل، فهو يحمل هموم المجتمع ويترجمها إلى أعمال فنية ستظل شاهدة على هذا العصر، فقد كانت لوحته من الحجم المتوسط، وهي ذات خطوط حادة تتسق مع حدة الموضوع الذي تتحدث عنه اللوحة, والتضاد في الألوان وكأنها تتبع المدرسة الوحشية، فلوحة تتحدث عن الفكر والأدب والكتاب واندثاره في هذا العصر المتسارع, وربما تعدت إلى أكثر من ذلك العمل مفتوح لأكثر من رأي نافذه مغلقة كتاب أو كتابان مركونان منذ زمن, رأس محطوط على كتاب لم يستطع إكماله, ورقة متدلية من كتاب دلالة على الانقطاع أو عدم القدرة على المتابع، وهي ليست فاصلة بل الفاصلة موجودة في آخر الكتاب يريد أن يقول شاب رأسي وأصبت بالشلل وأنا أنادي أين الكلمة، وهذا ما يميز محمد آل سليم.

ومن الفنانين المتميزين (الفنان جمعان عيفان) ولوحته التجريدية، وهي من الحجم المتوسط على قماش استخدم الاكرلك والزيت لوحة تراثية تتحدث عن بقالة في وسط سوق قديم نشاهد من الداخل منظر المشربيات وكون البقالة مفتوحة الجوانب استطاع الفنان أن يعبر عن الفكرة بأسلوب جميل ووفق في اختيار الموضوع وتوزيع الألوان كان جيداً إلا أن ألون الأصفر لم يضف إلى العرائس التي فوق سطح البقالة مباشرة شيئاً، فهذه المثلثات لو تركت على لونها الطبيعي كان أفضل. الفنانة (نهى سعيد) شاركت بقوة في هذا المعرض بلوحة عن الطبيعة الصامتة وقد وفقت في توزيع العناصر الفنية واختيار الألوان، ولو أن الفنانة راعت الظل والنور بشكل أفضل لكن العمل أقوى مما هي عليه الآن، فالظل كان خفيفاً جداً لأن الضوء الداخل من النافذة محدد وقوي، فالظل يجب أن يكون متزناً مع قوة الإضاءة. المدرسة الواقعية و(عبد الله الدهري) المتمكن من أدواته فلوحته من الحجم المتوسط زيت على قماش طفل بائس ذو نظرة شاردة, ووضعية جلوس متعبة، الماء الذي أمامه ساقط من سقف المنزل الذي متكئ عليه الإضاءة متزنة انكسار النور والظل الذي في الصورة أعطى لوحة جمالية أكثر بحق هي لوحة عالمية.

بوترية للفنانة (شريفة العمري) أقل ما يقال عنها أنها إبداع ولو أنها استبدلت تلك الخلفية بخلفية أخرى لكان أجمل. الفنانة (صالحة عبدالله) شاركت بعمل جميل جداً يعبر عن البادية بأقلام الفحم وهي تتبع المدرسة الواقعية وكونها تعبر عن هذا المنظر بلون واحد فهذا دليل تمكنها من أدواتها الفنية.

وكانت مفاجأة المعرض الفنانة الواعدة (إحساس)

خالد أحمد الزهراني


K_alhaz3@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد