Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/01/2009 G Issue 13244
الخميس 04 محرم 1430   العدد  13244
يازجي: الإنسان كالحلزون يعيش في قوقعة اسمها الخوف

 

دمشق - علياء الربيعو:

يعتبر فادي يازجي نفسه من النحاتين القدامى فقد يكون فينيقياً أو آشورياً أو بابلياً فهو يدَّعي أنه يملك نفس المورثات، براعته في النحت الجداري والبرونزي تأخذك إلى الأزمنة الغابرة حين كانت الشيفرة السرية للحضارات والأمم لنقل حضارتها وتراثها.

يازجي ابن المدينة الفينيقية السورية اللاذقية، ولد عام 1966، تخرَّج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1988.. ليتفرغ منذ ذلك الوقت لعمله إلى حد الانضباط الصارم، حيث يدخل مرسمه في السادسة صباحاً ولا يخرج منه قبل السادسة مساءً، سبعة أيام في الأسبوع.

يستخدم يازجي في أعماله مجموعة متنوّعة من الأدوات مثل الرسم على القماش أو الصحف، والنحت النافر في الطين.. منحوتاته البرونزية تأخذ أشكالاً طريفة مستوحاة من المخلوقات الحاضرة في لوحاته السوداء والبيضاء، كما لو أنها قررت الخروج من هذه اللوحات وأخذت بالتجوّل حولنا.

يُعتبر يازجي من أهم الفنانين العرب رغم صغر سنه نسبياً، إلا أنه لديه عدد كبير من المعارض الفردية والجماعية في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتنتشر قاعدة مقتني أعماله في كافة أرجاء العالم، كما تُباع أعماله بين لندن ودبي، في مزادات كريتسيز وسوذابيز.

التقيناه في مرسمه في مدينة دمشق القديمة وكان لنا معه هذا اللقاء:

* فنُّك يأخذ كل وقتك، ومرسمك يبدو عالمك وملجأك، هل فادي يازجي ليس شخصاً اجتماعياً؟

- أنا أحب من كل الناس فهم موضوعات لوحاتي فلا أستطيع البعد عنهم، خصوصاً أنهم مخزوني الوحيد الذي يوحي لي بالإبداع الفني ولكن تواجدي لساعات طويلة في المرسم إلى حد يشبه الوظيفة الحكومية، سببه استحضار الإبداع فأنا أؤمن باستحضار الفكرة الفنية لا بترقب مجيئها، ناهيك على أن عمل النحت يتطلب جهداً عضلياً يستوجب مني أن أتواجد كل يوم مثلي كأي عامل شريف يُشمّر عن ساعديه ليكسب لقمة عيشه.

* أطلقت اسمك على أحد منحوتاتك البرونزية - حلزون برأس إنسان- وقلت هذا أنا.

ما هي القوقعة التي يعيش فيها فادي يازجي؟

- قوقعة الخوف، الخوف يحاصرنا وكذلك الشعور بعدم الأمان، نتيجة الواقع المحيط وما خلفه من رعب وخوف داخل كل منا جعلنا نفتقد إلى الثقة بالنفس وبالمحيط الذي حولنا.

أشعر بأني حلزون بشري يهرب إلى قوقعته وربما تكون قوقعتي هي بيتي حيناً ومرسمي أحياناً كثيرة.

* اشتهرت بالنحت الجداري (الرولييف)، ومن يشاهدها يشعر بأنك من زمان غير زماننا؟

- النحت الجداري عندي يتميز بكثرة الشخوص وبكثافة الحركة, أعشق ذلك، (الرولييف) كان أول اللغات الفنية منذ العصر الحجري، من النحت على جدران الكهوف إلى النحت داخل السراديب الفرعونية إلى الرقم الآشورية والبابلية، فللنحت الجداري لغة عالمية لا تزال تُقرأ منذ آلاف السنين.

* من يتابع أعمالك يرى رمزية مكثفة؟

- على العكس، فلا تعنيني الرمزية كثيراً وحتى إني أحاول كل تجنب الرموز ولكن يسعدني أن أقرأ تعليقات بعض النقاد وإغراقهم لأعمالي بكثير من الرموز.

* هنالك نزعة للسخرية في بعض تماثيلك البرونزية، فنرى محارباً برأس كبير على جسم صغير؟

- هكذا أرى حالنا الآن نحن البشر أجساماً هزيلة صغيرة ورؤوسنا كبيرة فارغة، نحن شعب غير مكتمل، ربما أصبحنا ضحية الاستبداد اليومي فصغرت أحلامنا رغم أننا نملك عقولاً صحيحة.. أتمنى لو نستطيع أن نكون أناساً مكتملين.. نحن أناس لا نؤمن بذاتنا.

* ذاع صيتك كنحات أكثر منه كرسام، رغم أن لديك مجموعة من اللوحات الزيتية الجميلة؟

- أنا نحات بالأساس وربما هذا هو السبب، فالتركيز يكون على منحوتاتي وأعمالي الطينية والبرونزية أكثر من لوحاتي رغم أنها تحمل مشهداً فنياً لا بأس فيه.

* أين المرأة في أعمالك؟

- المرأة حاضرة بقوة في أعمالي ولها دور أساسي، ولا يمكن لأي فنان أن يستثني الدور الذي تلعبه المرأة بوجودها ضمن اللوحة أو المنحوتة أو في الإلهام والإيحاء للعمل الفني.

* تتهم بجرأتك في إبداء الرأي, ألا يحسن فادي يازجي فن المجاملة؟

- لا أستطيع أن أقول إلا ما أعتقد به، فلا أحد يجبرني على قول ما لا أريده، الصدق رغم قساوته أفضل بكثير من الكذب ومجاملة من لا يستحق.

* معارضك القادمة؟

- لدي معرضان مشتركان في باريس والصين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد