Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/12/2008 G Issue 13230
الخميس 20 ذو الحجة 1429   العدد  13230
رفقاً أيتها الأقدار!
سارة الأحمد

لم تستوعب ما سمعته.. هل من المعقول أنه سيرحل عنها؟

- لا.. مستحيل..

أخذت تركض بكل سرعة تستطيعها؛ لتصل إليه..

لم تكن تشاهد ما في طريقها..

تتعثر بأحجار صغيرة.. تحاول مقاومة السقوط حتى لا تتأخر، لكنها لا تستطيع؛ فتسقط على ساقيها..

تنهض مسرعة لا تبالي بألم ساقها التي أُدميت..

تحاول الركض بسرعة أكبر حتى تصل إلى الميناء قبل رحيل الباخرة ورحيل قلبها معها.. تركض وتركض.. الناس حولها بألوان وأشكال كثيرة، لكنها لم تميز أي أحد منهم.. شعرها الذهبي أصبح يتطاير خلفها من قوة سرعتها..

وثوبها الوردي أصبح مرتفع جداً؛ لتستطيع الركض بصورة أسرع..

لم تشاهد تلك العجوز أمامها بسبب كثرة الدموع المتحجرة في عينيها.. تعثرت في بضاعة تلك العجوز، لم تستطع التوازن.. حاولت أن تثبت واقفة، بعد عدة محاولات استطاعت، لكنها لم تشعر بأنها قد وقفت على خيوط حذائها.. حاولت إكمال مشوارها فسقطت مرة أخرى بسبب تلك الخيوط..

أخذ الدم يسيل من ركبتها.. لم تبالِ به فلم تبقَ سوى مسافة قصيرة على الميناء.. أكملت سيرها بسرعة، لكنها صُدمت عندما رأت الباخرة تشق أمواج البحر وهو يلوح لها بيده!

جثت على ركبتها، زاد بكاؤها، وزاد معه جرح ركبتها وجرح قلبها..!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد