Al Jazirah NewsPaper Friday  12/12/2008 G Issue 13224
الجمعة 14 ذو الحجة 1429   العدد  13224
التأمين الصحي حلٌّ مناسب
سعيد بن محمد العمري

ظل التأمين الصحي هاجساً جميلاً يداعب خيالات المعلم لسنوات طويلة لأنه يعتقد أنه من المفترض أن يكون له نصيب منه ولعلي هنا أتحدث عن بعض المبررات العملية التي تدعونا للتأمين الصحي، ففي المملكة العربية السعودية تقدم الرعاية الصحية في المراكز والمستشفيات الحكومية مجاناً ولكن الجميع يدرك بشكل جلي أن عدد المستشفيات وسعتها الاستيعابية لا يتناسب إطلاقاً مع عدد السكان والزيادة السنوية في معدلات النمو السكانينوعند الضغط عليها فإنه يكون على حساب جودة الرعاية الصحية التي تقدمها.

لذلك فإن التأمين الصحي يعتبر حلاً مناسباً لموظفي الدولة (وأخص بالذكر المعلمين) فلو تم تطبيق التأمين الصحي للمواطنين وتقسمت ميزانية وزارة الصحة على شراء مبلغ التأمين لبلغ نصيب الفرد الواحد ما يقارب ألف ريال (حاصل قسمة الميزانية على عدد السكان) وأعتقد أن هذا المبلغ السنوي يكفي للحصول على رعاية صحية متميزة وخدمة راقية ويتم بذلك تحقيق عدة أهداف:

1 - الرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن حيث أثبت القطاع الخاص كفاءته واحترافه في تقديم خدمة أفضل.

2 - الحصول على الرعاية بيسر وسهولة دون الحاجة إلى الواسطة أو أوامر العلاج.

3 - دعم القطاع الصحي الخاص وبث روح التنافس بينهم لتقديم خدمة أفضل وميزات أكثر.

4 - وقف التضخم السنوي في ميزانية وزارة الصحة حيث أننا نلاحظ زيادة الميزانية وتراجع الخدمة.

5 - تفريغ الجهاز الحكومي للمراقبة والإشراف والمتابعة وتشريع الأنظمة والتطوير.

وهذا لا يعني خصخصة القطاع الصحي بالكامل في المملكة ورفع يد الحكومة عنه، بل تستمر الخدمات الصحية المجانية لفئات من المجتمع غير العاملين في القطاعين الحكومي والخاص لأن جهود الوزارة الرقابية والتنظيمية ضعيفة لانشغالها بأمور التشغيل اليومي للمستشفيات والمراكز الصحية التابع لها. والحق يقال إن التأمين الصحي وحده لن يحل المشكلة إن بقيت الخدمات الطبية متردية وانعدمت الأجهزة الحديثة التي تكشف عن الأمراض الدقيقة وخاصة خارج المدن الرئيسية الكبرى. فيجب مع التأمين بناء المزيد من المستشفيات والمراكز الصحية المتميزة.

لن يحل التأمين وحده المشكلة كاملة من البداية وسوف يصحب تطبيقه بعض المعوقات المتعلقة بالنواحي الفنية والتمويل وسوف تظهر بعض المشكلات التي لم تظهر وقت الدراسة والتخطيط كل ذلك متوقع ولكنه كخطوة أولى ضروري للارتقاء بالمستوى الصحي، وسيوفر فرصاً استثمارية في هذا القطاع وسيكون بمثابة خطوة عملية أولى لهدف سامٍ وحقيقي هو تقدم الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية لتنافس جميع الدول في هذا المجال.



e-mail.vip-sss@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد