Al Jazirah NewsPaper Friday  12/12/2008 G Issue 13224
الجمعة 14 ذو الحجة 1429   العدد  13224
الاستنساخ الهندسي للمدارس
د. منصور بن ناصر الجديد

تمت الموافقة على إنشاء العديد من المدارس والمجمعات التعليمية بالإضافة إلى مشاريع مساندة لوزارة التربية والتعليم في جميع أنحاء المملكة. وحسب المعلومات الواردة على موقع الوزارة، فإن الإنجازات في مجال إنشاء المشاريع التعليمية المنتهية وتحت التنفيذ ومشاريع تحت الترسية حوالي 2614 مشروعاً بتكلفة 11947 مليون ريال بين الفترة 1426هـ و1428هـ، أما المشاريع المتوقع إنشاؤها في العام الدراسي 1427- 1428هـ 2297 مدرسة بتكلفة 10115 مليون ريال.

وملخص ذلك إن عدد إنشاء المدارس في تزايد - والحمد لله - بشكل ملحوظ وباعتمادات مالية تقدر بمليارت الريالات، اي ان حجم المشاريع كبيرة وضخمة وتحتاج إلى جهد كبير في إدارتها ومتابعتها نظراً لتباعدها جغرافياً، وهذه جهود كبيرة تشكر عليها الوزارة، ولكن في الوقت الحاضر يمكن البحث عن وسائل وطرق جديدة في التصميم وإيجاد البدائل الحديثة لطرق التشييد لتقليل تكلفة البناء والتشغيل والصيانة بقدر الإمكان في المستقبل والحرص على الاستفادة من المخصصات المالية وسرعة الإنجاز في ظل المتغيرات الجديدة التي تمر بها المملكة.

وبشكل عام هذه المدارس مخصصة للطلاب والطالبات والمستفدين يتم تصميمها من قبل المكاتب الاستشارية الهندسية بناءً على متطلبات الوزارة وحسب أعداد الطلبة والاستخدامات الملائمة ضمن جدول فراغي يقوم المصمم بتوفير المساحات المطلوبة لجميع عناصر المشروع ثم تجهيز المخططات اللازمة وجداول الكميات والمواصفات لطرحها في منافسة عامة، يتم بعدها ترسية المشروع على أقل العطاءات بمن يلتزم بضوابط الشروط والمواصفات.وكما هو معروف ان إنشاء المشروع يمر بمرحلتين: التصميم والتشييد، وغالباً ما يكون اختيار طريقة التصميم دور كبير في عملية التنفيذ والتكلفة المترتبة والمدة الزمنية لإنجازه. وحيث إن الوزارة تقوم ببناء العديد من المدارس وهي عملية مستمرة لبناء مدارس جديدة أو أحلال بدل المدارس القديمة في جميع مناطق المملكة، الأمر الذي يتطلب إلى البحث عن تصميم نماذج يمكن تكرارها وبأحجام متعددة بناءً على أعداد الطلبة وموقع المدرسة، لتخفيض تكلفة التصميم والتشييد وسرعة الإنجاز وبالجودة العالية. فبدلاً من بناء المدارس بالوسائل التقليدية من الخرسانة المسلحة العادية (الاسمنت، الحديد، البحص، الماء، وبعض الإضافات الأخرى) التي تحتاج إلى الجهد والوقت والمتابعة المستمرة للمكونات والمعالجة الفعالة خاصة في المراحل الأولى بعد الصب للوصول إلى القوة والمتانة المطلوبة وإجراء بعض التجارب في الموقع ولاحقاً في المختبر. ولتجاوز سلبيات الخرسانة المسلحة العادية، يوجد طرق أخرى تساعد في بناء مدارس وبالجودة العالية وتوفر متطلبات المستقبل وتؤمن البيئة الصحية الملائمة وباسرع وقت مع تخفيض التكلفة في حالة تكرار النماذج كالمنشآت الحديدية والخرسانة المسبقة الصنع. فالمنشآت الحديدية نوع يمكن الاستفادة منها نظراً لتميزها بقوة التحمل والمرونة وتحملها الرياح ومقاومة الزلازل وتتيح الفرصة لتصاميم مبتكرة التي من شأنها تخفيض التكاليف في حالة تكرار المنشآت، إضافة إلى تصنيعها في المصنع لمعظم الأجزاء ونقلها إلى الموقع لتركيبها. ومن مميزات الخرسانة المسبقة الصنع السيطرة على المكونات وسرعة الإنجاز في المصنع تحت بيئة محكمة تؤدي إلى الجودة العالية، كما انها تمنح الفرصة لوضع الاحتياجات في الاماكن المراد استخدامها في المصنع من الفتحات للتجهيزات الكهربائية والميكانيكية والمعلوماتية والصحية قبل الصب، إضافة إلى قوة تحملها مقارنة بالخرسانة المسلحة العادية وامتيازها بالعازل الحراري للجدران والاسقف.وهنالك بعض التجارب الفريدة لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية ببناء المدارس الناجحة والتي لها باع طويل في التصميم والبناء. فقد افتتحت أول مدرسة لشركة أرامكو في عام 1945م، كما تم بناء أول مدرسة لأبناء موظفي الشركة في عام 1946م، تخللها الكثير من الخبرات في التصميم والتشييد والتأثيث والصيانة الوقائية واساليب الترميم الشامل، الأمر الذي يتطلب الاستفادة من تلك التجارب وتحديثها مع الوقت للاستفادة من المخصصات المالية المتوافرة في سرعة الإنجاز وبالجودة العالية. فلا يخفى ان معظم مدارس ارامكو من المنشآت الحديدية بينما الواجهات من الخرسانة المسبقة الصنع أو إمكانية بناء جميع عناصر المبنى من الخرسانة المسبقة الصنع.تجربة أرامكو فريدة في بناء المدارس الناجحة يمكن الاستفادة منها لوضع الأساس الذي يمكن الانطلاق منه للاعتماد على بناء المدارس، فلا مانع من استنساخ التجربة وتعميم النماذج الجيدة التي تم تجربتها على مدى ستة عقود وتقيمها بعد عدة سنوات لإدخال التعديلات المطلوبة التي تتيح الابتكار والإبداع والتميز للمشاريع الجديدة.

المشرف العام على إدارة المدينة الجامعية بالدمام - جامعة الملك فيصل


mnjadid@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد